لا تزال يد الغدر والإجرام تطال الأبرياء والعزل، حيث أقدمت مجموعة إرهابية على اغتيال رئيس بلدية بغلية بولاية بومرداس، محمد إيدير، البالغ من العمر 74 سنة، عن طريق رصاصة غادرة أصابته مباشرة في الرأس، باغتته وهو بقرب منزله بالقرية الفلاحية ببغلية بعيدا عن 3 كلم عن مركز البلدية، لتعود بذلك العمليات الإرهابية لاستهداف رؤساء البلديات، حيث لطالما عرفت بلدية بغلية منذ التسعينيات عمليات إرهابية استهدفت رؤساء بلدياتها، وكانت البداية من الداك خداش رابح، سنة 5991 حينما كان بمقهى البلدية، ثم عريج موسى، المعروف بعمي موسى، الذي تولى رئاسة البلدية قبل أن يغتال سنة 3002 · وقد وقعت هذه العملية في حدود التاسعة ليلا، حيث خرج الضحية الذي عاد من الجامعة الصيفية للأفالان بمستغانم المنظمة أيام 6,5,4 من شهر أوت قبل يوم من عملية اغتياله بعدما اتصلت به عائلته لتخبره عن مرض ابنه، وبحسب شهود عيان فإن العملية المخطط لها بشكل دقيق بدأت بإطفاء أنوار الإنارة العمومية حينما كان الضحية بالقرب من منزله، في حديث مع أحد أصدقائه الذي كان داخل السيارة لتباغته جماعة إرهابية متكونة من ثلاثة أشخاص برصاصاتين، أحدهما أصابته في الرأس أردته قتيلا، حيث تمت مباغتة رئيس بلدية بغلية من الخلف، الضحية منتخب عن حزب جبهة التحرير الوطني وترك وراءه أربعة أطفال من بينهم طفلة، أكبرهم يبلغ من العمر سبع سنوات وأصغرهم عامين، وقد شهدت بغلية انتشارا مكثفا لأفراد الجيش الذين طوقوا البلدية من جميع الاتجاهات تفاديا لمحاولة الجماعة الإرهابية تنفيذ عملية إرهابية أخرى، وباحثا عن الإرهابيين الفارين· وقد سبق لرئيس بلدية بغلية التنديد بالعمليات الإرهابية التي طالت المنطقة، بعدما خرج في مسيرة شعبية تنديدية، وهو ما جعل الكثير من رؤساء البلديات يقطنون خارج الولاية، حيث يعتبر الضحية محمد إيدير رئيس بلدية بغلية بولاية بومرداس المغتال على يد الجماعة الإرهابية غدرا، الوحيد الذي اختار السكن ببلديته، وبالقرية الفلاحية التي تبعد بحوالي 3 كلم عن مركز البلدية، عكس رؤساء البلديات الأخرى الذين يقطنون بعاصمة الولاية وآخرون بولاية تيزي وزو، وتجدر الإشارة إلى أن جنازته شيعت بحضور شعبي كثيف من سكان البلدية·