اغتالت جماعة إرهابية ليلة الجمعة إلى السبت محمد ايدير رئيس بلدية بغلية بولاية بومرداس، المنتخب عن حزب جبهة التحرير الوطني، ليكون الضحية خامس رئيس بلدية يفقده الحزب العتيد على أيدي الآلة الإرهابية بولاية بومرداس والتي ما تزال ترفض مبادرات المصالحة الممدودة إليها وتصر على ازهاق المزيد من أرواح الأبرياء. حسب ما تسرب من معلومات أولية من مصالح الأمن التي تتولى التحقيق في القضية، فإن الضحية البالغ من العمر 47 سنة والمنحدر من منطقة بغلية التي تبعد عن العاصمة بما يقارب 50 كلم، كان على بعد أمتار من منزله في حدود الساعة التاسعة مساء وبضع دقائق، كان يتحدث إلى صديق له، عندما فاجأته مجموعة مسلحة لم تحدد بعد هويتها أو عدد عناصرها لتوجه له طلقة ناريه على مستوى الرأس أرادته قتيلا، ويوجد منزل الضحية بحي الشهيد »موسى شطاب« التابع لقرية بغلية والتي تبعد عن مقر البلدية بأقل من كيلومتر، وقد نقل الضحية إلى المؤسسة العمومية الإستشفائية بدلس. أما عن نوعية السلاح المستعمل في الجريمة البشعة التي اهتزت لها المنطقة فترجح مصادرنا استعمال الكلاشينكوف في عملية الاغتيال التي راح ضحيتها أحد منتخبي الأفلان، يضاف إلى قائمة أصبحت تضم 5 رؤساء بلديات تابعين للحزب بولاية بومرداس، دفعوا حياتهم ثمنا لمواقفهم المناهضة للجماعات المسلحة التي تتخذ من الولاية معقلا لتنفيذ جرائمها البشعة والعبث بدماء الأبرياء. وكان رئيس بلدية بغلية الذي اغتالته أمس الأول أيدي الإجرام والارهاب قد شارك في الجامعة الصيفية للحزب العتيد التي جرت فعاليتها في مدينة مستغانم أيام الأربعاء والخميس والجمعة، وعاد قبل اختتام الأشغال، مساء الخميس، ولم يكن يعلم أن هناك من يتربص به وينتظر عودته لتنفيذ مخطط إجرامي حيكت تفاصيله منذ مدة، وتشير مصادرنا إلى أن الضحية كان مهددا من قبل بقايا الجماعات المسلحة التي تتحصن في المناطق الجبلية والنائية بولاية بومرداس، حيث سبق وأن طلب تغيير مقر إقامته، ولم تمهله جماعات الموت إلى غاية اتخاذ السلطات المحلية للقرار. أما عن أسباب الإغتيال واستهداف رئيس بلدية بغلية الذي سبق له وأن ترأس البلدية في عهدة 1997 إلى 2002، فقد أرجعها مقربون منه إلى مواقفه من نشاط الجماعات الإرهابية في هذه المنطقة ولعل أبرزها عندما قاد ثورة شعبية،ضد الاعتداءات الإرهابية التي مست المنطقة،بتنظيم حركات احتجاجية وغلق الطريقين الرئيسين المؤديين للمدينة،ودعوة التجار إلى غلق محلاتهم تضامنا مع المحتجين، وتنظيم مسيرة سلمية حاشدة بعد صلاة الجمعة، تعبيرا عن رفض المنطقة وعدم استسلامها لما تقوم به الجماعات المسلحة من جرائم وكان اختطاف التاجر»م.ر« البالغ من العمر 35 سنة النقطة التي أفاضت الكأس، حيث قضى التاجر في معاقل الإرهابيين أكثر من عشرين يوم، لتفرج عنه بعد الضغط الشعبي في منطقة تقع بين حدود ولاية بومرداس وتيزي وزو. وقد شيعت بعد ظهر أمس جثمان الضحية محمد ايدير مخلفا وراءه أرملة وأربعة أطفال إلى مثواه الأخير بمقبرة شيخ رابح القديمة في جو مهيب، بحضور والي بومرداس، ورئيس المجلس الشعبي الولائي، ومسؤولو الأمن على المستوى الولائي، إلى جانب أمين محافظة بومرداس،وعضو مجلس الأمة سي يوسف مختار،ومناضلي الحزب، وحشد كبير من المواطنين.