*نطمح لتنظيم مهرجان سينمائي في الداخلة بعد تحريرها من الاحتلال المغربي قريبا *قضية الصحراء الغربية ستدخل مختلف المهرجانات السينمائية العالمية * إسبانيا تنتقد حقوق الإنسان في كوبا وتتغاضى عن انتهاكات المغرب في الصحراء الغربية اشتهر الممثل العالمي الإسباني ويلي توليدو، كسينمائي مناضل كرس حياته في خدمة القضايا العادلة ·ساند غاندي الصحراء أميناتو حيدار في دفاع عن حقوق الإنسان بالصحراء الغربية وسبق له أن اقترح على المواطنين الأوروبيين الاعتصام في الشوارع وأمام مقار وزارات شؤون خارجية الدول الأوروبية بطريقة سلمية للوصول إلى النصر النهائي والحقيقي للشعب الصحراوي والاحتجاج ضد سياسات الاتحاد الأوروبي إزاء نزاع الصحراء الغربية''، خاطر بحياته سنة 8002 حين دعا إلى تحرير الصحراء الغربية، وذلك من خلال لافتة قام هؤلاء بحملها أثناء ندوة صحفية بمهرجان سينمائي عقد بمدينة طنجة بالمغرب·فتح قلبه '' للمشوار السياسي'' التي التقته في المخيمات الصحراوية وكان لنا معه هذا الحوار الجريء ليحدثنا كسينمائي وناشط سياسي عن ارتباطه بالصحراء الغربية ومعانات شعبها جراء الاحتلال المغربي وما ترتب عن هذا الاحتلال من تأثيرات لا تزال متواصلة ومن بينها جدار العار مرحبا بكم في ضيافة ''السياسي''، كسينمائي عالمي عشق التمثيل ما سر ارتباطك بقضايا التحرر ؟ الفن السابع هو وسيلة لنقل قضايا إنسانية ولا يمكن للفنان أن يعيش بمعزل عن محيطه والمتغيرات الحاصلة في العالم الذي يعيش فيه وأمام التطور التكنولوجي أصبح العالم قرية صغيرة لا يمكن غض الطرف عن ما يحدث فيها من انتصارات وانكسارات· ولا يعقل في القرن الواحد والعشرين أن تبقى بعض الشعوب تحت أغلال الاستعمار ومن بينها الشعب الصحراوي تشارك في تنظيم فعاليات سينمائية دولية تهتم بمعاناة الشعب الصحراوي، ماذا يمكن لتظاهرة كمهرجان الداخلة أن تساهم في دعم قضية الصحراء الغربية؟ يهدف المهرجان الدولي للسينما بالصحراء الغربية والذي ينظم بمخيم الداخلة في انتظار تنظيمه بالأراضي الصحراوية المحتلة بعد تحريرها إلى حمل قضية الصحراء الغربية كقضية تحرر ونقلها للرأي العام الدولي، والتوجه إلى الدولة الإسبانية من خلال كلّ وسائل الإعلام، وخاصة أنّ ثمانين بالمائة من المجتمع الإسباني يدعم الشعب الصحراوي، ويؤيد حق هذا الشعب في تقرير مصيره أردنا من خلال المهرجان أن يكون أسبوعا لتذكير المجتمع المدني والحكومة والمنظمات الإسبانية التي تدعم حقوق الإنسان بأنّ هناك بلدا يحتله المغرب وهناك قضية تصفية استعمار لا تزال عالقة ويجب حلها وضمان حقوق الشعب الصحراوي· وهذه السنة نظمنا بنجاح الطبعة السابعة والتي تميزت بمشاركة دولة جنوب إفريقيا وبريطانيا وبهذه الطريقة يمكن في السنوات القادمة جعل المهرجان منبرا دوليا لدعم القضية الصحراوية· ماذا عن الطبعة الثامنة، هل حقّق المهرجان أهدافه؟ الطبعة الثامنة يجري التحضير لها على قدم وساق ونعمل على ان تكون مميزة وسننظمها في أواخر أفريل من العام المقبل وأمامنا متسع من الوقت أما بالنسبة للمكان فإننا تعودنا في السنوات الماضية على تنظيم المهرجان الدولي لسينما الصحراوية في مخيم ولاية الداخلة ونأمل أن ننظمه طبعة السنة المقبلة في مدينة الداخلة بعد تحريرها من قبضة الاحتلال المغربي واستكمال تحرير كل الأراضي الصحراوية المحتلة أما فيما يتعلق بالشق الثاني من السؤال فان الهدف الأوّل للمهرجان الدولي لسينما بالصحراء الغربية هو الحفاظ على استمرارية المهرجان، الهدف الثاني هو الاتصال بممثلين عالميين في هوليوود كبينيلوبي كروز، خابيير بالديس، أوليفر ستون لمواصلة تدويل القضية الصحراوية، الذين أبدوا استعدادهم لدعم القضية الصحراوية وتمّ فتح مكتب للمهرجان في لندن، والإيجابي في هذه المسألة هو أنّ هؤلاء الممثلين العالميين تعهّدوا بالاتصال بالمهرجان وحضور فعالياته عندما تسمح لهم ظروفهم الخاصة بذلك· ونعمل على ان يكونوا حاضرين خلال الطبعة الثامنة من المن المهرجان هل يمكن إنشاء رابطة للمهرجانات المهتمة بالقضايا العادلة ؟ بادرنا السنة المنصرمة بإنشاء جمعية مهرجانات الجنوب بمهرجان طريفة الإسباني، وتجمع كلّ المهرجانات التي تنظّم في الجنوب بالدول التي تدعم القضايا العادلة ومن ضمن هذه الجمعية مهرجان الدوحة، ونحاول إدراج مهرجان الداخلة ضمن هذه الفعاليات السينمائية الدولية، ليتم التعرّف عن قرب على القضية الصحراوية، ومهرجان الداخلة من المهرجانات المؤسّسة لهذه الجمعية، ويلعب دورا فعالا ضمنها· أنتجت الكثير من الأفلام السينمائية التي تتطرق لمعاناة الشعب الصحراوي كسينمائي وناشط سياسي، ألا تفكر في إقحام عدد من هذه الأفلام في المهرجانات العالمية ؟ أحد الأهداف التي نسعى لتحقيقها هو أن نجعل كلّ الأفلام التي تتطرّق للقضية الصحراوية تشارك في المهرجانات الدولية، وخاصة في العالم العربي فالعرب لا يعرفون جيّدا ما يعانيه الشعب الصحراوي، ونريد من خلال هذه التظاهرة أن تصل القضية إلى المواطن العربي من خلال المهرجانات التي تقام في البلدان العربية· يجب أن نساهم في تعريفه بوجود شعب عربي إفريقي لا يزال يعاني من ويلات الاحتلال ويعيش تحت ظروف القمع والاعتقال وسلب الثروات وحرمانه من حقه في تقرير مصيره· عرض في الطبعة الماضية من المهرجان الدولي لسينما بالصحراء الغربية فيلم يتطرق إلى الجدار المغربي الذي يقسم الأراضي الصحراوية ويفرق شمل العائلات وتتسبب ألغامه في قتل وإعاقة ألاف الأبرياء كيف تنظرون إلى هذه المنشئة الاستعمارية ؟ جدار العار المغربي العازل في الصحراء الغربية يعتبر جريمة ضد الإنسانية بحق وبجميع المقاييس''، معتبرا استمرار وجوده دليل على التعنت المغربي وعلى إصراره على مواصلة انتهاك الشرعية الدولية، فهو يشكل جريمة ضد الإنسانية بجميع المواصفات، إذ أنه يساهم، بشكل كبير في استمرار مأساة الشعب الصحراوي عن طريق تكريس الاحتلال العسكري المغربي للصحراء الغربية واستمرار إنكار حق الشعب الصحراوي في استفتاء تقرير المصير''· أما من الناحية الإنسانية فالجدار المغربي يقسم العائلات الصحراوية إلى شطرين طيلة سنوات النزاع الماضية، وتتسبب ألغامه في مقتل وجرح عشرات المدنيين الصحراويين سنويا، ناهيك عن آثاره البيئية البشعة وتسببه في اختفاء العديد من المدن والقرى الصحراوية من الخارطة بسبب مروره بالقرب منها· إن هذا الجدار، هو بحق جرح غائر في صدر الصحراء الغربية، وقد غير الكثير من ملامحها الجمالية التي طالما تغنى بها شعراؤها على مر السنين· لقد قسم الأرض والعرض ومصيره الزوال· ماذا تقصد ؟ نعمل كسينمائيين على التنبيه بمخاطر جدار العار· وتحسيس العالم عبر الفن السابع وكل الوسائل المتاحة بضرورة إزالته وتفكيكه ولا نفوت كل فرصة تتاح لنا لتعبير عن ذلك وضم أصواتنا لمخلف أصوات شرفاء وأحرار العالم من سياسيين وحقوقيين ومثقفين ·· قناعتنا الراسخة أن هذا الجدار وغم خطورته لن يسكت صوت الحرية لدى الشعب الصحراوي وسينهار الجدار الاستعماري المغربي كما سبق وان انهار جدار برلين لأنه لا يمكن تقسيم العائلات الصحراوية إلى الأبد فصوت الحرية والاستقلال أقوى من أي جدار· *أين تكمن قوة توليدو في العمل السينمائي أو السياسي ؟ نحمل القضية الصحراوية في قلوبنا منذ زمن طويل، لكن في السنوات الأخيرة قمت بالتوفيق بين العمل السياسي والسينمائي من أجل كسب حقوق الشعب الصحراوي، على غرار تواجدي المستمر مع أمينتو حيدار في مطار لانزاروتي الاسباني، وأصبحت قضية الصحراء الغربية قضية يومية بالنسبة لي، وبما أنّني مشهور بإسبانيا وبأمريكا اللاتينية أحاول استغلال هذه الشهرة لصالح القضية الصحراوية وحملها لجميع الإسبانيين وأصبحت القضية قضيتي أحملها إلى كلّ مكان· كمواطن إسباني كيف تنظر لموقف الحكومة الإسبانية من الاحتلال المغربي للصحراء الغربية؟ تتبنى الحكومة الإسبانية موقفا لا يشرّفنا، وضدّ إرادة الشعب والمجتمع المدني الإسباني المتعاطف مع القضية الصحراوية، الحكومة الإسبانية لها موقف موالٍ للطرف المغربي، وهذا لمصالح سياسية رأسمالية وبهذا فهي تتنكر للقيم الإنسانية وتقف ضد حقوق الإنسان بدعمها للاحتلال المغربي للصحراء الغربية، الحكومة الإسبانية السابقة كانت اشتراكية وكانت في السابق مع الحركات التحررية والقضايا العادلة، لكنها أصبحت اليوم في واقع جعل وزير الخارجية الاسباني يصرّح بأنّ الملك محمد السادس ''ملك يحترم حقوق الإنسان'' وهو غير صحيح وهذا يشير إلى موقف الحكومة الرسمي تجاه القضية الصحراوية· هذا الموقف مخالف للموقف الشعبي ولمواقف المجتمع المدني الذي يدعم القضية· هل تعرضت للمضايقات بسبب دعمك للشعب الصحراوي؟ تعرّضت لهجوم عنيف عندما أعلنت عن موقفي تجاه ما حدث للناشطة الحقوقية امينتو حيدار، وتمّ انتقادي من طرف اليمين الإسباني، وهذا ليس بالجديد حيث عرفت نفس الانتقاد عندما عارضت حرب العراق لكن المفاجأة جاءت من موقف اليسار الإسباني الحاكم، إذ تعرّضت للانتقاد والهجوم من قبل وسائل الإعلام، في الوقت الذي كان موقف الحكومة الإسبانية غير عادل تجاه حقوق الإنسان وحرية التعبير في كوبا وشتان بين كوبا والمغرب، إسبانيا تسكت عن المغرب وتنتقد كوبا، وهذا الموقف هدّد مستقبلي كممثل، لكن إن خيرت بين الشهرة وحمل قضية الصحراء الغربية فلن أتردّد في اختيار الثانية· كممثل إسباني ما الرسالة التي تبعث بها للرأي العام وللطبقة المثقفة والفنية في أرجاء المعمورة؟ رسالتي أن يكونوا أداة للدفاع عن حقوق الإنسان والقضايا العادلة وحرية التعبير، لأنّ كعاملين في مجال الثقافة لنا فرص غير متاحة للآخرين كاستعمال وسائل الإعلام للدفاع والتنديد بخرق حقوق الانسان والدفاع عن القضايا العادلة في كلّ أرجاء العالم، نحن لنا القدرة أكثر من أيّ سياسي في العالم، فأيّ سياسي عندما يفشل يتحطّم، أمّا نحن فنواكب التطوّرات والعمل والجهد اليومي لكلّ المجتمع الدولي، ولهذا نطلب من كلّ الممثلين السينمائيين والمثقفين في العالم بأن يتبنوا القضايا العادلة ويدافعوا عن حقوق الإنسان· على ذكر حقوق الإنسان تشهد مخيمات اللجئيين الصحراويين والاراضي المحررة من الصحراء الغربية زيارات متتالية لحقوقيين من الأراضي الصحراوية المحتلة من قبل المغرب هل كان لكم شرف لقائهم ؟ الحقوقيون هم صحراويون قدموا لزيارة أهلهم في المخيمات وهو حق طبيعي يندرج ضمن حرية التنقل وزيارة بعض من التقيتهم مكنت المشاركين في مهرجان الداخلة السنمائي من الاطلاع على الوضعية المتدهورة لحقوق الانسان بالاراضي الصحراوية المحتلة من قبل المغرب وما يحدث من انتهاكات واعتقالات واغتصاب وتهجير قصري للسكان وحرمانهم من حقوقهم المدنية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية إضافة إلى مماطلة النظام المغربي في إعطاء الشعب الصحراوي حقه في تقرير مصيره· أرى أن هذه الزيارات المتعاقبة أكدت تماسكك وتواصل الشعب الصحراوي في المناطق المحتلة مع سكان الأراضي المحررة والمخيمات خاصة أنه قام بها شباب ولدوا بعد اجتياح المغرب للصحراء· وخلصت خلال حديثي مع الحقوقيين الصحراويين إلى وجود إجماع على مواصلة النضال وإرادة صادقة لتحرير الصحراء الغربية· هل من كلمة أخيرة؟ اشكر جريدة ''السياسي'' على هذه اللفتة الطيبة وأتمنى أن تكون منبرا لدعم القضايا الإنسانية العادلة وأتوجه من خلال سالسياسي'' برسالة من كلّ الطبقة الفنية والمثقفة الإسبانية إلى كلّ الجزائريين من مثقفين وفنانين وإعلاميين محمّلة بكلّ الاحترام والتقدير والعرفان للموقف الجزائري شعبا وقيادة تجاه القضية الصحراوية وأتمنى أن نكون معا إسبانيين وجزائريين في الطبعة القادمة من المهرجان الدولي للسينما في الداخلةالمدينة المحرّرة بسلام وتنعم بكلّ حرية ضمن سيادة دولة الصحراء الغريبة المستقلة ·