بعد أربعة أيام من التنافس، التكوين والتواصل مع الآخر تحت شعار ''دعم الانتفاضة السلمية وفضح ممارسات الاحتلال المغربي''، كشف مهرجان الصحراء الغربية السينمائي الدولي سهرة أوّل أمس في ختام دورته السابعة عن متوّجيه، فكانت سهرة توديع كثبان مخيّم ''الداخلة'' فرصة أخرى للتأكيد على حق الشعب الصحراوي في تحقيق مصيره والتنديد بالصمت المطبق الممارس من قبل بعض الدول تجاه ما يعانيه الصحراويون في الأراضي المحتلة من قمع وانتهاكات. الناشط الحقوقي والممثل الاسباني ويلي توليدو دعا في ختام هذا المهرجان الذي يديره منذ دورتين متتاليتين الحكومة الاسبانية لتطبيق التزاماتها تجاه الشعب الصحراوي وتمكينه من العودة إلى أراضيه، وأن تكون في مستوى الثقة التي منحها لها الشعب الاسباني، مشيرا إلى أنّ الدورة السابعة من ''فيساهارا'' استطاعت أن تٌكسِب القضية الصحراوية مزيدا من المؤيّدين، وستكون الطبعة المقبلة فضاء أكبر لزيادة استقطاب مزيد من التضامن والمساندة. وأكّد توليدو على العمل من اجل أن تكون للأفلام المعروضة في هذا المهرجان تغطية دولية للتعريف بالقضية الصحراوية، كما حيا النشطاء الحقوقيين الصحراويين والشعب الصحراوي الذي يتعرّض يوميا لانتهاكات في الأراضي المحتلة، وقال ''سنواصل نداءنا للمجتمع الدولي ولكلّ الهيئات الدولية التي لها علاقة بالقضية من أجل تفعيل عمل المينورسو لحماية حقوق الإنسان. من جهتها ثمّنت وزيرة الثقافة الصحراوية خديجة حمدي الحضور الكبير للفنانين، المخرجين والممثلين ممن كانوا ''نجوما لهذا المنفى المظلم''، موضحة أنّ الدورة السابعة من المهرجان تزامنت مع الانتفاضة السلمية للصحراويين في الأراضي المحتلة ورفعها شعار فضح الممارسات القمعية المغربية، فكانت بذلك صرخة ثقافية، إعلامية وسياسية ضدّ الظلم واللاعدالة الذي تطبّقه فرنسا فمن غير الممكن فهم موقف بلد بتاريخ كبير بأكبر ثورة للمطالبة بالحرية، الديمقراطية وحقوق الإنسان، تقف ضدّ حقوق الإنسان الصحراوي في المناطق المحتلة وتغضّ الطرف عن أكثر من 56 معتقلا سياسيا بسجون الاحتلال المغربي. وتمّ بالمناسبة تكريم الممثلة الاسبانية فيكتوريا أبريل، التي أكّدت أنّها تزور مخيّمات اللاجئين لأوّل مرّة لكنّها لن تكون الأخيرة وستتكرّر حتى يعود الصحراويون إلى وطنهم''. وخرج ضيوف ولاية الداخلة ببيان ختامي حمل الكثير من الرسائل الرمزية والدلالات التضامنية، حيث جدّد المشاركون في ''فيساهارا'' مواصلة العمل من أجل العدالة وسط اللاعدالة، من أجل الحرية وبأيد مكبّلة خلف الظهر، وتضمّن ''إنّ هذه السنوات السبع من تجربة المهرجان العالمي للسينما بالصحراء الغربية أفادتنا جميعا وكانت لنا مناسبات لمواصلة تنديدنا بالوضعية التي يوجد عليها الشعب الصحراوي وتذكير العالم بأنّه لا زال في انتظار ممارسة حقّه في تقرير المصير، والواقع ما زال على ما هو عليه، إنّنا نعتقد أنّنا حقّقنا نتائج خلال السنوات السبع من خلال مساهمتنا في تدويل القضية الصحراوية ونشرها عبر العالم''. كما نوه البيان بجهود المجتمع المدني الاسباني لصالح القضية الصحراوية، مشيرا إلى حملة جمع التوقيعات التي أطلقت منذ سنتين لمطالبة الحكومة الاسبانية بالاعتراف بالوضع الدبلوماسي لجبهة البوليساريو كخطوة أولى على طريق الاعتراف بالجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية. وفي مجال الجوائز، حاز الفيلم ''أجنحة العالم'' بالجائزة الثالثة للمهرجان، وهو فيلم أرجنتيني يتناول مبادرة مجموعة من الفنانين الشباب المبتدئين لإظهار أعمالهم الفنية جنبا إلى جنب مع صوت وموهبة وخبرة ليون أجبيبكو على طول جولة عبر المقاطعات الأرجنتينية. وسبق ''أجنحة العالم'' إلى الجائزة الثانية فيلم ''الزنزانة ,''211 وهو فيلم اسباني يحكي قصة خوان الموظّف بسجن يعرف حالة عصيان وتمرّد، وهو ما يوجب عليه التعايش مع المساجين دون الإفصاح عن هويته خوفا على حياته وهو ما يفرض عليه تجربة خارجة عن المألوف. الفيلم الاسباني ''المشكلة'' ليوردي فيرار وبابلو فيدال هو من حاز على الجائزة الأوّلى ويستعرض تعنّت المغرب الذي لا يريد أن يعرف شيئا عن الوضع في الأراضي المحتلة التي تمّ فصلها عن بقية القارة الافريقية بجدار عازل على طول 2720 كم، ويعيش فيها الصحراويون تحت التهديد المستمر حتى أنّه لا يمكنهم حتى لفظ عبارة ''الصحراء الغربية'' أو ''الاستفتاء''، أي أنّ التعبير عن الهوية الصحراوية ممنوع منعا باتا، وتختلف العقوبات لكن لا تتغيّر القسوة التي تطبّق بها مبعوثة ''المساء'' إلى الداخلة : نوال جاوت