حمام ملوان ..تلك البلدية السياحية التي تحوي مناظر طبيعية تسر الناظرين بحماماتها المعدنية التي قبلة لكل المواطنين من داخل وخارج الوطن، تعتبر من البلديات النشطة والتي لا تخلو من الحركة ابتداء من فصل الربيع الى غاية الخريف جراء الاقبال الملحوظ عليها لأجل التداوي بمياهها المعدنية الطبيعية وأخذ قسط من الراحة بين وديانها الجارية ..باتت اليوم منطقة شبه خالية من الزوار وقاصديها من كل الربوع، نشاطها التجاري بات يحتضر وسكناتها التي لا تزال متأثرة بالهزات الأرضية التي ضربت المنطقة والتي أضافت صورة يائسة وبائسة لبلدية عرفت تغيرا جذريا بين البارحة واليوم بعدما كانت من أكثر المناطق جذبا للسياح لموقعها الهام ومنابعها المائية وحماماتها الشافية لكل الأمراض. السياسي زارت بلدية حمام ملوان بالبليدة للوقوف على الواقع الذي باتت تعيشه اليوم والذي لم يعتده قاطنوها الذين أصبح خلو المنطقة السياحية يخنقهم ويقلل من فرص العمل لديهم ليحيل أغلبهم على البطالة بما ان جل شبابها يعتمدون على بيع الاواني الفخارية ويستغلون ضفاف الوادي لنصب الخيم التي تعد مكانا لراحة العائلات التي تقبل عليها من كل الولايات الأخرى. ونحن ندخل بلدية حمام ملون خيّل لنا وكأننا في بلدية شبه مجهورة نظرا للحركة الجد غائبة على مستواها، حيث وأنت تجول بالمنطقة يصادفك سوى بعض سكان البلدية وهم متوجهون لقضاء اشغالهم او جالسون بالقرب من المقاهي ام بالقرب من سكناتهم، المنطقة تغيب بها الحركة التجارية والحركة المرورية سكون رهيب يخيم عليها وهو عكس ما كانت تعيشه بالسنوات الفارطة، ونحن نقترب من الحمام المعدني لفتت انتباهنا التصدعات الكثيرة التي أصابت جدران بيوت غير آهلة بالسكان، إضافة الى عدة تشققات أصابت السكنات الهشة والتي يطلق عليها اهل المنطقة بالمحتشدات، كلها من مخلفات الزلزال والهزات التي تلته منذ سنة 2013 أين لا تزال آثارها قائمة الأمر الذي شوه جمال المنطقة السياحية وجعل منها بلدية منكوبة ومتضررة على صعيد كبير، بفعل الهزات الارتدادية المتتابعة . عشرات الباعة يحالون على البطالة ونحن نزور البلدية تفاجئنا وللوهلة الأولى بغياب شبه تام للنشاط التجاري الذي عهدته المنطقة مسبقا حيث أكد سكان المنطقة أن السلطات المحلية وفي إطار القضاء على النشاط التجاري غير الشرعي الذي يعد بالنشاط الوحيد الذي يعيل به عشرات الشباب عائلاتهم، قضت على نشاط الباعة الفوضويين ممن كانوا يتخذون من الأرصفة والطرقات المحاذية للحمام المعدني مكانا لعرض مختلف سلعهم من الأواني الفخارية والخزفية وكل أنواع المأكولات المحضرة في البيت والتي يرغب بها الزوار عادة، فيما لم يتبق سوى عدد من المحلات التجارية والتي تعرض منتوجات تقليدية من الاواني الفخارية أين أكد أصحابها أنهم أجبروا على كراء المحلات بعد قرار السلطات المحلية بالقضاء على نشاطهم الفوضوي. أصحاب المحلات يستعجلون الترميم او التعويض أكد عدد من أصحاب المحلات التجارية المتواجدة بوسط مدينة حمام ملوان في حديثهم ل السياسي أنهم أكبر المتضررين من الزلزال الأخير الذي ضرب المنطقة نظرا لحجم التصدعات البالغة التي احدثتها الهزات الارتدادية والتي باتت تشكل خطرا على سلامتهم، مؤكدين بأنه لم تصلهم أية وعود من الجهات المحلية بتعويضهم عن الخسائر المادية التي مستهم، كما أشار العديد منهم أنهم لم يتلقوا أية مبالغ مالية أو تعويضات لأجل ترميمها إلى غاية الساعة، مجددين بذلك ندائهم للسلطات الولائية والمحلية لأجل التكفل بالأضرار التي مست محلاتهم التجارية خاصة وأنها تعتبر مصدر رزقهم الوحيد. الزعيم في قفص الاتهام من جهتهم لا يزال سكان منطقة حمام ملوان يتمسكون بالسبب الرئيسي لتواصل الهزات بالمنطقة حسبهم، حيث أشار عدد كبير من قاطني البلدية الى تغيير طبيعة الحمام المعدني الى مركب سياحي وغلق المنبع الكبير الذي يعود لأزيد من 50 سنة سبب رئيسي لما يحدث، مؤكدين بدورهم اضافة مواد كيميائية لتفعيل العملية حسب ذات المتحدثين، كما أعرب المواطنون عن تخوفهم الشديد من تازم الوضع بحمام ملوان خاصة مع تراجع النشاط السياحي والتجاري في الوقت الذي لا تزال بقايا البيوت المنهارة ديكورا دائما للمدينة حسب ذات المتحدثين. الغرق يخيم على زوار حمام ملوان ! ونحن نجوب المنطقة شد انتباهنا عدد العائلات التي فضلت البقاء على ضفاف وادي المقطع الازرق على ان تتوجه نحو الحمام المعدني، رغم خطورة المكان الذي يتسبب في الكثير من الاحيان بحالات غرق خاصة للأطفال والتي كان آخرها الشهر المنصرم، حيث أشار عدد ممن تحدثت اليهم السياسي الى لجوئهم الى ذات المكان بسبب رفع تسعيرات الدخول للحمام المعدني والتي تصل الى 400 دج في الوقت الذي كانت لا تتجاوز 350 دج، في حين تفوق اسعار المركب السياحي 500 دج وهو ما اعتبره ذات المتحدثين ما لا يتوافق ومستواهم المعيشي والمادي ما يجبرهم على البقاء للتمتع بمياه الوادي . مير حمام ملوان السياحة تراجعت بشكل ملحوظ بسبب الهزات الارتدادية أكد رئيس بلدية حمام ملوان ابراهيم عميش في تصريح ل السياسي أن البلدية تعرف نوعا من الانعاش السياحي مقارنة بالسنوات الفارطة، حيث يقبل عليها حوالي الالف زائر بشكل يومي، مشيرا أن المصالح المحلية تعتزم النهوض بسياحة المنطقة التي تراجعت بشكل ملحوظ بسبب الهزات الارتدادية التي شهدتها المنطقة بشكل متواصل وقد صرح عميش ان مصالحه تسعى لتنظيم حملات تحسيسية لتجار المنطقة وذلك لتوعيتهم بكيفية التعامل مع السياح الوافدين الى حمام ملوان من مختلف الولايات، في الوقت الذي أشار ذات المسؤول الى ترخيص السلطات المحلية للركن المجاني للسيارات تحضيرا لموسم الصيف اين سيتم تهيئة المدينة واستدراك جل النقائص. القضاء على نشاط مستغلي الوادي بطريقة غير شرعية ومتابعتهم قضائيا ليضيف نفس المسؤول ان البلدية قد قامت بالقضاء على النشاط الفوضوي للباعة لأجل فرض اكثر تنظيم على المنطقة السياحية وتسهيل عملية التنقل لأصحاب السيارات التي طالما وجدوا صعوبات في الوصول الى وجهاتهم، مؤكدا أن الشباب الذين كانوا يستغلون وادي المقطع الأزرق لفائدتهم وذالك من خلال نصب حوالي 400 خيمة بطريقة غير قانونية تم منع نشاطهم بشكل نهائي مع القيام بمتابعتهم قضائيا، مشيرا في سياق حديثه الى القيام باستحداث مستثمرات سياحية بالمكان تحت اشراف بلدية حمام ملوان.