يعيش سكان بلدية حمام ملوان، الواقعة على بعد 35 كلم شرق ولاية البليدة، حالة تأهب يوميا وسط تخوف وقلق كبيرين، وهي المظاهر التي باتت تظهر على ملامح قاطنيها إثر تواصل الهزات الأرضية التي كسّرت سكون المنطقة المعروفة بطبيعتها الهادئة ومياهها المعدنية، خاصة وأن الهزات تسبّبت في إحداث خسائر مادية هامة مسّت العديد من المرافق الضرورية. أكد العديد من مواطني حمام ملوان، أن الهزات الارتدادية لا تزال تضرب المنطقة منذ زلزال ال17 جوان من سنة 2013 وهو ما يثير تخوفاتهم خاصة وانها تهدّد سكناتهم والعديد من المرافق الأخرى، وقد أوضح مواطنون آخرون، أنهم تعايشوا مع الوضع بحيث أصبح الأمر بالنسبة لهم عاديا باستثناء الخوف والارتباك الذي يخلفه دوي الزلزال تحت أقدامهم في نفوسهم ونفوس أبنائهم بالخصوص. كما راح البعض منهم بالجزم أن الأمر يتعلق ببركان تحت الأرض وليس بزلزال عادي ويستندون في ذلك بالدوي الصاخب الذي يلازم وقوع الزلزال في كل مرة ويشعرون به تحت أقدامهم. وفي هذا الإطار، طالب سكان المنطقة بحضور مختصين في علم الجيولوجيا لدراسة الوضع وكشف خبايا المنطقة التي لا تزال مبهمة بالنسبة اليهم وتطمينهم سيما مع تزايد الإشاعات التي أثّرت على حياتهم أكثر مما خلفه الزلزال، على حد تعبيرهم، ورغم ذلك، فالحياة مستمرة بالمنطقة بشكل عادي بالنسبة للتلاميذ والعمال والموظفين وأشغال التهيئة متواصلة، بل وحتى الحرفيين ينشطون عارضين مختلف سلعهم الفخارية المزينة لطاولاتهم، غير ان بعض الباعة يعتبرون أن الهزات المتكررة التي تضرب المنطقة أثّرت كثيرا على نشاطهم بعدما سجل تراجع للزوار المترددين على المنطقة المعروفة بجمالها الأخاذ ومياهها المعدنية، وأضاف هؤلاء أنه باستثناء أيام نهاية الأسبوع التي يتوافد فيها بعض الزوار وتنتعش تجارتهم نوعا ما، وما دون ذلك، فإنهم يقضون أيامهم الأخرى بطالين. عدة سكنات ومرافق عمومية متضررة ألحقت الهزات الأرضية المتكررة التي ضربت المنطقة في كل مرة أضرارا متباينة في السكنات ومختلف المرافق العمومية بالبلدية، على غرار مقر البلدية الذي يعرف تصدعات وانشقاقات كثيرة أدخلت الموظفين بها في حالة تأهب قصوى عند حدوث أي هزة. وإستنادا لما صرح به رئيس البلدية، إبراهيم عنيش، فقد صنف مقر البلدية في الخانة البرتقالية من طرف مؤسسة المراقبة التقنية للبنايات مما يستدعي، حسبه، أشغال ترميم ستنطلق في الأيام القليلة القادمة. وأردف ذات المسؤول أنه طلب من السلطات الولائية غلافا ماليا إضافيا بقيمة 30 مليون دج لتوسيع مقر البلدية الذي يعود، حسبه، إلى الفترة الاستعمارية. من جهة أخرى، ستنطلق الأشغال لإعادة ترميم كل من مركز البريد وقاعة العلاج وقاعة المطالعة ومدرسة عوشة علي ، وهي المرافق التي عرفت تضررا كبيرا مما استدعى غلقها في انتظار بعث الأشغال كذلك بالنسبة لمقر الحظيرة الوطنية للشريعة التي تعرف تشققات جسيمة والمركب الجواري لمقطع لزرق. كما ستبدأ في الأيام القادمة، يضيف نفس المصدر، أشغال إنجاز نفق أرضي بمدخل البلدية بعدما عرفت الأشغال تأخرا كبيرا دام أكثر من سنتين مما جعل المدينة تدخل في عزلة تامة بعد كل تساقط للأمطار وحدوث زلزال. ويأمل مواطنو مدينة حمام ملوان، التي كانت في السابق وإلى غاية تاريخ 17 جويلية 2013 منطقة سياحة بامتياز يقصدها الصحيح والعليل على حد سواء للترفيه والاسترخاء والتداوي بمياهها المعدنية، أن يلقى طلبهم المتمثل في إيفاد خبراء تقنيين وجيولوجيين للمنطقة بالقبول قصد تطمينهم، على حد قولهم. وللإشارة، فقد سجلت يوم الاثنين على الساعة 02 و58 دقيقة بالتوقيت المحلي هزة أرضية بقوة 2ر3 درجات على مقياس ريشتر بولاية البليدة، وفقا لما أفاد به بيان لمركز البحث في علم الفلك والفيزياء الفلكية والجيوفيزياء، وحدّد موقع الهزة ب5 كلم شمال، غرب حمام ملوان بولاية البليدة.