انطلقت، أمس، رسميا، امتحانات البكالوريا التجريبية، أو ما يعرف ب البكالوريا البيضاء ، وهو الامتحان الذي يعطي للمترشحين فرصة التعايش مع ظروف وأجواء امتحان البكالوريا المصيري، إلا أن هذا الأخير لم يعد يكتسي الأهمية التي وجد من أجلها، على غرار السنوات الماضية، وذلك بعد ظاهرة الغيابات الواسعة للمترشحين وعزوفهم عن المشاركة، رغم الأهمية البيداغوجية والبسيكولوجية للامتحان الذي يجرى في نفس ظروف الامتحان الرسمي. شرع أمس تلاميذ الأقسام النهائية المقبلين على اجتياز امتحان البكالوريا في خوض الامتحان التجريبي أو ما يعرف ب البكالوريا البيضاء ، إلا أن اليوم الأول من انطلاق الامتحانات تم خلاله تسجيل غيابات واسعة وسط التلاميذ وعزوف عن المشاركة بهذا الأخير، حسبما لاحظته السياسي خلال جولة ميدانية ببعض مؤسسات العاصمة، حيث فضلت نسبة كبيرة منهم التوجه لأخذ الدروس الخصوصية أو المراجعة في منازلهم خاصة بعد بدأ العد التنازلي لاقتراب الموعد الرسمي لامتحان شهادة البكالوريا يوم 29 ماي الجاري، وذلك عوض التوجه إلى المؤسسات التربوية واجتياز الامتحان التجريبي خاصة أن المعدلات المتحصل عليها خلال السنة الدراسية وامتحانات الفصل الثالث لن تحتسب ضمن معدل البكالوريا كما يجري الأمر بالنسبة لشهادة التعليم المتوسط. ورغم ما يكتسيه هذا الامتحان التجريبي من أهمية بالغة كونه يعطي للتلميذ صورة مماثلة لامتحان البكالوريا من حيث الأسئلة التي تُعد خلاصة توقعات الأساتذة لما سيقدم في البكالوريا، وتشمل الفصول الثلاثة ما يعطي للتلميذ فرصة لتقييم نفسه بعد فترة المراجعة التي واظب عليها، إلا أن هذه الأهمية لم يعد يستوعبها التلاميذ نظرا للعدد المعتبر للغيابات، هذه الظاهرة التي باتت تتكرر سنويا، ولم تجد لها الوزارة حلا رغم دعوة النقابات في كل مرة لإيجاد حلول استعجالية لإبقاء التلاميذ في المؤسسات التربوية من بداية السنة إلى نهايتها. العودة للعمل بالبطاقة التركيبية باتت أكثر من ضرورة وفي هذا السياق، أوضح مسعود بوديبة، المكلف بالإعلام بالمجلس الوطني المستقل لمستخدمي التدريس للقطاع الثلاثي للتربية كناباست ، ل السياسي ، أن العودة للعمل بالبطاقة التركيبية هو الحل الوحيد لإجبار التلاميذ على البقاء في المقاعد الدراسية إلى حين نهاية السنة، مضيفا أن عزوف التلاميذ عن اجتياز الامتحان التجريبي راجع لكون هذا الأخير لا يدخل في احتساب معدل النجاح في البكالوريا، مشيرا إلى أن العودة للعمل بالبطاقة التركيبية كحل استعجالي يجبر ويربط التلاميذ بالمؤسسات التربوية، وذلك من خلال تقييم التلاميذ طيلة السنة ومشاركتهم في الامتحانات الفصلية وأيضا الغيابات، ما يجعلهم دائمي الحضور، مؤكدا أن الامتحان التجريبي من شأنه توفير أجواء مماثلة لأجواء الامتحان الرسمي، ويساهم في تحضير التلاميذ نفسيا وهو بمثابة التدريب على مواضيع الأسئلة التي تكون مشابهة للبكالوريا، حيث يختبر من خلالها التلميذ نفسه وقدراته وفي حال تسجيل نقص، يمكن له تداركه قبل البكالوريا الرسمية. منع المتغيبين عن الامتحان التجريبي من اجتياز البكالوريا من جهته، أكد رئيس النقابة الوطنية لأساتذة التعليم الثانوي والتقني سناباست ، مزيان مريان، أن مسؤولية عزوف التلاميذ عن اجتياز امتحان البكالوريا التجريبي تقع على عاق الجميع نظرا لغياب المجالس التأديبية والصرامة داخل المؤسسات التربوية، مشددا على ضرورة أن يعلم التلميذ بمدى أهمية البكالوريا التجريبية التي ستساعده خلال البكالوريا الرسمية من خلال تصحيح أخطائه حتى لا يكررها، داعيا إلى ضرورة تطبيق القوانين والإجراءات الردعية بشكل صارم وعدم جعلها مجرد حبر على ورق، وذلك من خلال منع التلاميذ المتغيبين عن البكالوريا التجريبية من اجتياز الامتحان الرسمي، بالإضافة إلى ضرورة استعمال البطاقة التركيبية التي تحتسب من خلالها غيابات التلميذ خاصة الأقسام النهائية وتشجعه على الحضور إلى نهاية السنة الدراسية.