- دعم الجزائر اللامشروط لفلسطين جعلها عرضة لتهديدات خطيرة وجود مهني في تل أبيب ليس حادثا عارضا - الممارسة السياسية في الساحة الوطنية بحاجة إلى تطوير أكد الأمين العام لحركة البناء الوطني، أحمد الدان في حوار ل السياسي ، أن الجزائر تمر بتحديات خطيرة جدا يلمس فيها أجندات مشبوهة وعدوانية، موضحا أن الكيان الصهيوني أصبح يعتمد في إستراتيجيته الأمنية على ضرب استقرار الدول الأساسية في الأمة من أجل التخلي عن دعمها لفلسطين وهذا ما يجعل الجزائر عرضة لتهديدات خطيرة، مشددا من جهة أخرى، على ضرورة أن تفرز الانتخابات القادمة مؤسسات تستوعب العائلات السياسية من خلال فعل نزيه وشفاف، لتتمكن الجزائر من مواجهة المخاطر المحدقة بالوحدة الوطنية والنسيج الاجتماعي والتدخل الأجنبي المرفوض. كيف تقيمون تواجد حركة البناء في الساحة السياسية حاليا؟ - بالرغم من قصر المدة التي عملت فيها حركة البناء الوطني، إلا أن الله وفقنا فنحن حاضرون في كل الولايات وفي عشرات البلديات ووسط النخب ووسط الشباب وفي فضاءات المرأة، ونحن نعمل على إبقاء فكر الاعتدال حاضرا وسط المجتمع الجزائري بعد ان شاهدنا حالة من محاولات نشر فكر التطرف وفكر اليأس من المستقبل، هذا الفكر الذي أدى بالشباب إلى العزلة عن دورهم في بناء الوطن. وحركة البناء حريصة على ثقافة التسامح والتضامن وإيقاف حملات الدعاية للأحقاد وحملات التحريض على الجزائر، وحركة البناء الوطني حاضرة وسط الجماهير بشكل يومي عبر امتدادها التنظيمي وعملها الذي يقوم على التربية الاجتماعية كمقدمة للإصلاح ويقوم على المشاركة الإيجابية التي تجند الرأي العام حول القضايا الثوابتية وحول حماية الوطن من خلال ما أسميتها الجدار الوطني الذي نتصور ضرورته لحماية الجزائر لأن جيشنا الشعبي الوطني، وهو يؤدي دوره، لا بد له من حاضنة شعبية تشاركه حماية الوطن منها الأحزاب والصحافة والدبلوماسية، إن حركة البناء الآن تتمتع بعلاقات جيدة مع كل القوى السياسية ولها علاقات طيبة مع العديد من الأحزاب والقوى السياسية على المستوى الإقليمي وعلى المستوى العالمي، مما يتيح لها فرصة أداء أدوار أفضل في خدمة الجزائر والمساهمة في نشر الاعتدال في وجه موجات التطرف. الانتخابات التشريعية ليست للصراع على المناصب والغنائم كيف تحضرون للاستحقاقات التشريعية القادمة؟ - نحن حركة جماهيرية، ولهذا نسعى إلى ان يقوم الشعب بدوره الانتخابي، وندعو باستمرار الشباب الى الخروج من حالات العزوف عن الانتخابات إلى المشاركة الجادة والمسؤولية في صناعة مستقبل البلاد من خلال الانتخابات باعتبارها الطريق السلمي. كما أننا على تواصل مستمر مع الأحزاب السياسية على المستوى الوطني والمحلي للتشاور حول التطورات السياسية في ظل الاستقطاب الانتخابي الحاد، لأننا نعتقد أن الانتخابات وظيفة سياسية تشاركية لأجل الجزائر ومصالح الشعب الإستراتيجية وليست صراعا على غنائم ومناصب كما تريد بعض الدوائر المالية ان تحولها من خلال شراء القوائم والمناصب. من جهة أخرى، نحن حزب قائم على المؤسسات ولهذا، فالقرارات الأساسية في العملية الانتخابية تعود إلى مؤسسات القرار في الحركة وأحمد الدان عضو وسط هذه المؤسسات الديمقراطية لأننا في حركة البناء تقوم قرارتنا على المؤسسات والشورى الجماعية. ونحن نعتقد ان الجزائر تمر بتحديات خطيرة جدا نلمس فيها أجندات مشبوهة وعدوانية ولا بد من ان تفرز الانتخابات القادمة مؤسسات تستوعب العائلات السياسية من خلال فعل نزيه وشفاف، لتتمكن الجزائر من مواجهة المخاطر المحدقة بالوحدة الوطنية والنسيج الاجتماعي والتدخل الأجنبي المرفوض. تحدثتم سابقا عن مؤامرات تتعرض إليها الجزائر بأجندات صهيونية، ألا تعتقدون أن التكالب الفرنسي على الجزائر أحد أوجهها؟ - نعم، فالجزائر تعيش محيطا متوترا جدا، فالحدود الشرقية لبلادنا أصبحت مصدرا للإرهاب وتهريب السلاح والحدود الغربية ارتفع فيها منسوب تهريب المخدرات، وخرائط التقسيم والفتن المذهبية والعرقية لا تزال تتغذى من تصريحات الساسة الغربيين ووجود مهني في تل أبيب ليس حادثا عارضا، بل هو جزء من أجندات مرتبة والكيان الصهيوني أصبح يعتمد في إستراتيجيته الأمنية على ضرب الاستقرار للدول الأساسية في الأمة من أجل التخلي عن دعمها لفلسطين وهذا ما يجعل الجزائر عرضة لتهديدات خطيرة، خصوصا عندما نتذكر ان مسؤولين إسرائيليين تحدثوا عن دعم دول عربية لهم في حربهم ضد غزة. من جهة أخرى، نحن نعتقد ان الجزائر مهددة من كل الجهات في موضوع الوحدة الوطنية وحماية الثروة وتأمين مستقبل الأجيال والانتقال السلس للبلاد بين الأجيال. على الطبقة السياسية أن تخرج الشباب من كل ما يدفعهم لليأس خسرت (حمس) خلال السنوات الفارطة أهم قيادييها الذين توجهوا نحو تشكيل أحزاب سياسية أخرى للمحافظة على خطى الشيخ نحناح، ألا تعتقدون أن زج (حمس) في سياسة التيئيس هو سبب تراجعها عن مكانتها السابقة؟ - أعتقد ان هذا السؤال لا يطرح علينا في حركة البناء الوطني، ونحن يمكننا الحديث عن قضايا اليأس في الساحة السياسية، فهو أمر أصبح عاما وعلى الطبقة السياسية ان تتجه الى إخراج الشباب من كل ما يدفع بهم الى اليأس من الحلول الإيجابية. ألا ترون أن المعارضة في الجزائر أصبحت لا تقتصر سوى عن على معارضة الصالونات والسعي وراء الأهداف والمصالح الضيقة بعيدا عن الدور الواجب القيام به كتقديم برامج بديلة؟ - الممارسة السياسية في الساحة الوطنية هي ممارسة تحتاج الى تطوير من خلال التجربة الكبيرة التي تمر بها البلاد والظروف المحيطة بالجزائر، ونحن نحتاج الى إحياء الحوار البيني في الساحة السياسية من أجل صياغة خطاب سياسي جاد بعيد عن الصراع، ولكن من خلال التنافس الشريف الذي يوقف حملات التحريض الممنهج ضد الجزائر ومحاولات هدم المرجعيات الأساسية في البلاد. هل رحبتم بمبادرة حزب جبهة التحرير الوطني؟ وكيف تقيمون انطلاقتها؟ - حركة البناء الوطني تتواصل مع الجميع والجزائر اليوم تحتاج الى تحالفات جديدة مع التطورات والتحديات المطروحة على الجميع، ونحن ندعوا الى حوار واسع من أجل الجزائر، ولسنا منخرطين في مبادرة الأفلان إلا أننا حاورنا الأفلان كما نحاور أي حزب سياسي فاعل في البلاد ولا يزال حوارنا مفتوحا مع كل الأحزاب. أجندات أجنبية تحاول إعادة التموقع على خلفية الرئاسيات القادمة كيف تقيمون التحديات التي تواجه الجزائر في الوقت الراهن؟ - التحديات التي تواجه الجزائر تفرضها أجندات أجنبية تحاول ان تعيد التموقع على خلفية الرئاسيات القادمة، وهذه التحديات هي بالأساس تحديات الأمن القومي وتحديات الأزمة الاقتصادية وتحديات الانزلاق الاجتماعي ومهددات النسيج الوطني، وإذا كان الجانب الأمني يفرض نفسه على الجيش والمؤسسات الأمنية، فإن الجوانب الأخرى مسؤولية القوى الوطنية التي سميناها الجدار الوطني الذي يحمي البلاد.