إعتبر وزير التهيئة العمرانية والسياحة والصناعات التقليدية عمار غول، أمس الأول، بالولاية المنتدبة المنيعة (غرداية) السياحة الصحراوية قطاعا مربحا وبمثابة قاطرة حقيقية للتنمية الإجتماعية-الإقتصادية المستدامة. وأوضح الوزير بمناسبة إعادة فتح فندق البستان بالمنيعة بعد أن خضع لعملية تجديد وإعادة تأهيل، أن مناطق الجنوب تزخر بإمكانيات متنوعة وفسيفساء متعددة من المناظر الطبيعية الخلابة التي لازالت غير مستغلة والتي ستسمح بتشكيل أقطاب سياحية بامتياز. وأوصى غول مختلف المتعاملين في السياحة ببذل الجهود والعمل من أجل ترقية السياحة إلى مستوى يكون في درجة قدرات هذه المناطق التي تشتهر بتقاليدها العريقة في مجال حفاوة الإستقبال. كما شدد كذلك على تدعيم الحملات الإشهارية وعمليات تثمين الوجهة نحو مناطق الجنوب الجزائري بخصوص القدرات السياحية وفي الصناعات التقليدية من خلال مختلف الوسائل، سيما منها تنظيم التظاهرات السياحية التي من شأنها جلب المزيد من الزوار. وإدراكا منه بهذه الحقيقة سيقوم وزير السياحة بترسيم زي لعمال الفندقة يكون خاصا لكل منطقة ، والغاية من ذلك تثمين تراث اللباس والصناعة التقليدية، كما أضاف الوزير. وأشار بقوله أنه يتعين تثمين تراثنا السياحي التقليدي الثقافي والتاريخي من أجل تنمية مستدامة سيما بمناطق جنوب الوطن ، داعيا في نفس الوقت إلى تحديد المواقع الجديدة التي يمكن إدماجها في المسارات السياحية. ويعد فندق البستان تحفة معمارية رائعة للمهندس المعماري فيردناند بويون لسبعينيات القرن الماضي وقد تداعى هيكله قبل أن يتم إلحاقه بالسلسلة الفندقية الأوراسي ، ليخضع إلى إعادة تأهيل وهي العملية التي فرضتها ضرورة ضمان خدمات أفضل لفائدة السياح والزوار الآخرين لمنطقة المنيعة. وقد تحول هذا الفندق الذي يقع بقلب المدنية السياحية للمنيعة إلى نموذج لتزاوج بين الهندسة المعمارية العصرية والمهارات العريقة في المحافظة على هذا النمط المعماري، والجماليات التراثية للجنوب. هذه العملية الأولى لإعادة التأهيل التي استهدفت نحو ستين غرفة به بلغت تكلفتها أكثر من 802 مليون دج، حسب توضيحات مسيري الفندق، الذين أعلنوا عن إطلاق في أكتوبرالمقبل مرحلة ثانية من هذه العملية التي ستمس نحو خمسين غرفة وقاعة متعددة الخدمات للحفلات والندوات. وحظيت إعادة فتح هذه المنشأة الفندقية بارتياح من قبل سكان المنيعة الذين يرون في هذا الهيكل السياحي بداية لإنعاش النشاط الإقتصادي بالمنطقة المرتكز على السياحة والصناعة التقليدية والفلاحة. وقد استهل الوزير زيارته بالولاية المنتدبة للمنيعة (270 كلم جنوبغرداية) بإطلاق مشروع إنجاز قرية سياحية بالموقع المطل على مدينة المنيعة قبل أن يزور مقر المديرية المنتدبة للسياحة والصناعات التقليدية. كما تفقد السيد عمار غول أيضا حظيرة التسلية والحيوانات بحاسي القارة التي أنشئت من قبل الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث (فوريم) لفائدة أطفال المنيعة.