تتربع الفراولة السكيكدية، منذ قرابة القرن، على عرش الفواكه دون منازع حيث أن جمالها الساحر فاق كل فاكهة ولونها الآخاذ ورائحتها، تساوت مع لون الورود. وتوجد بسكيكدة أنواع كثيرة من الفراولة، على غرار التيوغا الدوغلاس أوالكوندونغا وأيضا الروسيكاد، هذه الأخيرة تشتهر بها سكيكدة فقد بينت التحاليل والأبحاث التي أجريت عن فراولة سكيكدة أنها الأكثر حلاوة عن باقي المناطق الأخرى رغم صغر حجمها وضعفها في المقاومة عن باقي الفراولة التي أصبحت تنتج بولايات أخرى والتي يلاحظ مستهلكوها أنها أكبر حجما بسبب الأسمدة المستعملة لكن أقل لذة بكثير، وفقا لما أكده عزيز دريدح، إطار سابق ببلدية سكيكدة ومختص في هذه الفاكهة. وصرح ذات المتحدث، أن فراولة سكيكدة لديها قيمة غذائية كبيرة لأن منتجوها لا يستعملون الأسمدة وهي طبيعية 100 بالمائة، فجيناتها تختلف تماما عن الأنواع الأخرى لأنها استطاعت أن تتأقلم مع مناخ المنطقة وأصبحت تقاوم حتى الطفيليات إلا أن حجمها صغير وهي سريعة التلف ولا تتعدى مدة تخزينها اليومين. أما التيوغا والدوغلاس، فلهما حجم كبير نوعا ما وكذلك شكل جميل، لكنهما يحملان نسبة مرتفعة من الحموضة لتبقى من إيجابيات النوعين اللذين أدخلا المنطقة سنة 1970 في إطار الإرشاد الفلاحي من طرف معهد تنمية زراعة محاصيل الخضر مقاومة النقل وتحمل مدة التخزين التي تصل إلى أربعة أيام. هكذا بدأت زراعة الفراولة بسكيكدة لسكيكدة حكاية غريبة ومضحكة، في آن واحد، مع توت الأرض (الفراولة) يحكيها جميع منتجي هذه الفاكهة عبر الولاية. فقد أدخلت لمدينة سكيكدة سنة 1920 وبالضبط بسواحل سطورة والشاطئ الكبير حيث كان أحد المعمرين الإيطاليين يزرعها إلا أن أحد السكيكديين الذي استهوته هذه الفاكهة الصغيرة استطاع سرقة شتلة في حذائه البلاستيكي من صاحب الأرض الذي كان يخضع كل عماله إلى التفتيش عند المغادرة حيث قام هذا العامل بغرس الشتلة ثم وزعها على باقي الفلاحين، ليفاجأ المعمر بوجود منافسين له في السوق. وهكذا بدأت فاكهة الفراولة في الانتشار من نصف هكتار سنة 1920 إلى 298 هكتارا حاليا حيث تنفرد 4 بلديات بإنتاج هذه الفاكهة المحببة لدى الصغار والكبار على السواء. فبلدية تمالوس تضم وحدها 130 هكتارا تليها بلدية سكيكدة ب102 هكتار، ثم عين الزويت ب58 هكتارا وكذا بلدية بوشطاطة ب8 هكتارات. زراعة الفراولة.. شعبة تنتظر التنظيم يواجه بعض منتجي الفراولة بولاية سكيكدة صعوبات كثيرة، على حد قول السعيد بولعراس، الذي نال المرتبة الأولى لأحسن منتج فراولة في مسابقة عيد الفراولة لموسم 2012. وقال هذا الفلاح، إن منتجي هذه الفاكهة يعانون من مشاكل منها انعدام الطرق والمسالك التي تؤدي إلى مناطق الإنتاج مما يحرم العديد منهم إمكانية نقل منتوجهم إلى الأسواق في وقت قصير حتى لا تتلف الفاكهة. كما يشتكي منتجو الفراولة الذين يفوق عددهم 800 منتج بهذه الولاية من انعدام الجرارات ما يضطرهم إلى تأجيرها بأموال باهظة، فضلا عن مشكل التسويق إذ يقوم الفلاح ببيع المنتوج بالجملة ولتجار التجزئة خوفا من فساده فيضاغف هؤلاء سعره ما يثير استياء الفلاح. بدوره، أفاد حمودي العايب، رئيس جمعية منتجي الفراولة لولاية سكيكدة، بأن مفاوضات جارية حاليا مع مصالح محافظة الغابات لمحاولة تسوية وضعية الفلاحين الذين يزاولون نشاطهم فوق أراض غابية من أجل حصولهم على شهادات الاستفادة من القطع الأرضية الغابية لاستغلالها في الزراعة الجبلية التي تمكنهم من الحصول على الدعم المالي في إطار الصندوق الوطني للتنمية الفلاحية من أجل مساعدتهم لدفع إنتاج هذه الفاكهة وتوسيع المساحة والتفكير في التصدير. من ناحية أخرى، تبقى أسعار الفراولة بأسواق سكيكدة مرتفعة جدا مقارنة بالوفرة، فسعر الكيلوغرام الواحد يتراوح ما بين 210 دج إلى 250 دج وفقا للنوعية.