تنطلق، اليوم، فعاليات العيد السنوي للفراولة بمدينة سكيكدة، وفق البرنامج المسطر من قبل الهيئة المنظمة المتمثلة في لجنة الحفلات لبلدية سكيكدة، بعد الانتهاء من التحضيرات الرسمية لهذه التظاهرة. وتتوقع المصالح الفلاحية لولاية سكيكدة حسب المكلف بالملف عزيز دريدح تحقيق مردود سنوي يصل إلى 83 قنطارا في الهكتار الواحد من فاكهة الفراولة، خلال مرحلة جنيها التي تمتد من منتصف شهر ماي الجاري إلى غاية نهاية شهر جوان القادم، واستنادا إلى المصالح المكلفة بالسهر على متابعة هذه الفاكهة التي تشتهر بها ولاية سكيكدة دون غيرها من الولاياتالشرقية المجاورة، جاء بفضل كميات الأمطار التي تساقطت على الولاية في الشتاء الفارط واستمرت إلى غاية الشهر الحالي. وعلاوة على ذلك، تم توسيع زراعتها منذ العام الماضي إلى كل الشريط الساحلي للولاية الكائن ما بين سكيكدة والزويت وتمالوس وكركرة إلى غاية المصيف القلي، حيث تزرع الفراولة في جيوب صغيرة ومحدودة ذات مردود زراعي واقتصادي مهم للغاية. وقد حولت العائلات ذات الدخل المحدود القاطنة في المناطق الجبلية المتاخمة لسواحل الولاية، الغابات والمساحات الجبلية الفارغة إلى فضاءات زراعية لإنتاج الفرولة وتوسيع نطاق الزراعات الجبلية الأخرى، لإضافة مداخيل اقتصادية إضافية تدعم بها حالتها الاجتماعية والاقتصادية. كما أن نفس المصالح الفلاحية، تتوقع بلوغ إنتاج 23390 قنطارا، مع تسجيل الريادة لبلدية تمالوس ب10440 قنطار، وتتربع المساحات الزراعية المخصصة لزراعة هذه الفاكهة في جبال الولاية على 282 هكتار، بزيادة 8 هكتارات عن السنة الماضية وهي في توسع مستمر بعد أن كانت في حدود 18 هكتارا منذ سنة 1920 بجبال بلدية الزويت وأجزاء من بلدية سكيكدة وانتقلت مع مطلع الثمانينيات إلى بلديتي كركرة وتمالوس التي استطاعت خلال فترة زمنية وجيزة أن تحتل المرتبة الأولى في هذه الزراعة ب116 هكتار وبعدها بلدية سكيكدة ب100 هكتار، أما عين الزويت فقدرت ب85 هكتارا وفي الأخير نجد بلدية بوشطاطة ب8 هكتارات فقط. فقد أدخلت الفراولة لمدينة سكيكدة سنة 1920 وبالضبط بسواحل سطورة والشاط الكبير أين كان معمر إيطالي الجنسية يزرعها، إلا أن أحد السكيكديين الذين استهوتهم هذه الفاكهة الصغيرة استطاع تمرير شتلة بحذائه البلاستيكي خفية عن صاحب الأرض الذي كان يخضع كل عماله إلى التفتيش عند مغادرة الأرض، حيث قام بعدها هذا العامل بغرس الشتلة ثم وزعها على باقي الفلاحين ليفاجأ المعمر بوجود منافسين له بالسوق، وهكذا بدأت فاكهة الفراولة في الانتشار من نصف هكتار إلى ما عليه الآن من الإنتشار الواسع. توجد بسكيكدة أنواع كثيرة من الفراولة كالتيوغا، الدوغلاس، الكماروزا، تيتس سيلفا، أوزوغراندي، الشوندلار وسبلان وأيضا الروسيكاد، هذه الأخيرة تشتهر بها سكيكدة، إذ أنه لم يبق من كل هذه الأنواع عدا ثلاثة، 90 بالمائة من الإنتاج من نوع الروسيكاد. صعوبات جعلت الفلاح يتخلى عن الحرفة رغم ارتفاع عدد الفلاحين هذه السنة إلى 500 منتج، إلا أن منتجي الفراولة يعانون من مشاكل منها انعدام المسالك التي تؤدي إلى الحقول مما يحرم العديد من نقل منتوجهم إلى السوق في وقت قصير حتى لا تتلف الفاكهة، بالإضافة إلى انعدام وسائل النقل مما يضطرهم إلى تأجيرها بأموال باهظة، ناهيك عن مشكل التسويق، إذ يقوم الفلاح ببيع المحصول بالجملة وبأسعار منخفضة لتجار التجزئة خوفا من فساده، وهؤلاء يضاعفون السعر، وهو الأمر الذي أثار استياء المنتجين لأن كل أفراد العائلة يعملون في عمليات الزرع والجني.