تسبب الانقلاب العسكري الفاشل الذي شهدته تركيا ليلة الجمعة إلى السبت والذي أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 161 شخص وإصابة أكثر من 1440 بجروح خلال محاولة الانقلاب التي نفذها عسكريون، في جعل مئات الجزائريين يلغون رحلاتهم باتجاه البلد ويتخلون عن عطلهم الصيفية، مفضلين وجهات أخرى بعد أن أصبحت تركيا منطقة غير مناسبة نظرا لما شهدته من أحداث متتالية واعتداءات إرهابية وتفجيرات جعلتها تفقد ريادتها في استقطاب السواح عبر العالم بمن فيهم الجزائريين. فضل ألاف الجزائريين الذين كانوا يستعدون لقضاء العطلة الصيفية بتركيا القيام بإلغاء رحلاتهم نحو هذه الأخيرة نظرا لما تشهده من أحداث واعتداءات إرهابية مؤخرا جعلت منها منطقة غير مناسبة للسياحة، فبعد أن كانت تونس والمغرب ومصر وجهة السياح الجزائريين المفضلة، أصبحوا خلال السنوات القليلة الماضية يفضلون قضاء عطلهم الصيفية السنوية في تركيا نظرا لما يتميز به هذا البلد من حضارات وثقافات وأماكن أثرية وسياحية، بالإضافة إلى تخفيضات تنافسية ومراكز علاجية التي باتت تشد قلوب الجزائريين، إلا انه اليوم ومع الأحداث والاعتداءات والتفجيرات الإرهابية المتكررة والأوضاع الأمنية المتردية التي مست العديد من المدن التركية أجبر الجزائريين على تغيير وجهتهم وإلغاء سفرهم نحو المدن التركية وهو كذلك الحال بالنسبة للسياح عبر مختلف دول العالم التي كانت تستقطبهم بلاد الأناضول. وعكست سلسلة التفجيرات الإرهابية التي شهدتها تركيا منذ 2014 والهجمات الانتحارية في اسطنبول، وتفجيرات مطار أتاتورك الدولي وغيرها من التفجيرات بالإضافة إلى الانقلاب العسكري الفاشل الذي شهدته ليلة الجمعة إلى السبت وأودي بحياة 161 شخص، صورة لم تنتهي بل تزداد حدتها جعلت قطاع السياحة في تركيا يواجه مشكلات عديدة، حيث أن تلك الأحداث المتتالية أثرت سلبا وبصورة كبيرة على قطاع السياحة مما يرجح هبوط إيراداته بنسبة 25 بالمائة، أي ما يكلف تركيا خسائر ب10 مليار دولار حسب ما أدلى به خبراء اقتصاديين، وكان رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو السابق، قد قام عقب التفجيرات الانتحارية التي طالت مطار أتاتورك الدولي خلال شهر جوان الماضي ونظرا للتأثيرات السلبية التي عكستها الأحداث، بتقديم خطة لعرض دعم طارئ على قطاع السياحة تتضمن منحة قدرها 87 مليون دولار وتسهيلات لتمكين الشركات من إعادة هيكلة ديونها، ولم يتضح بعد هل ستساعد الخطة القطاع المنهك والذي أصبح أكثر إنهاكا وتدهوراً من قبل خاصة مع الأحداث الأخيرة التي شهدتها البلاد.