ينتظر أن يدخل أول مصنع في الجزائر لاستخراج مادة السكر من بقايا التمور، المنشأ بالمنطقة الصناعية بمدينة بسكرة، حيز الاستغلال في أواخر سبتمبر القادم، حيث يعرف حاليا وضع الروتوشات الأخيرة الخاصة بعملية تركيب العتاد الذي تم اقتناؤه من إيطاليا وبتقنية وتكنولوجية إيرانية. كشف رئيس غرفة التجارة والصناعة الزيبان، خبزي عبد المجيد، أن مشروع المصنع بدأ بإمضاء اتفاقية العام الماضي بين وزير التجارة والسفيرين الإيراني والإيطالي والمؤسسة صاحبة المبادرة صارل عمتنا ، حيث تم الاتفاق على انجاز أول مشروع نموذجي لإنتاج سكر التمر ببسكرة بتكنولوجية إيرانية وتجهيزات ايطالية. وقد سمح الإيرانيون بتعميم التجربة التي شرعوا فيها منذ نحو خمسة عشر سنة، ما مكنهم من إنتاج 3600 طن كسكر التمر سنويا. وحسب خبزي، فإن رئيس الغرفة الجزائرية للصناعة محمد العيد بن عمر أكد اعتماد هذه التجربة، وسيكون أول مشروع ببسكرة وخصص له غلاف مالي يقدر بنحو 3 ملايين أورو، حيث سيتم استخراج السكر والعسل والمربى من بقايا التمور، إضافة إلى علف الأنعام الذي يفيد الغنم والأبقار. وتفيد المعطيات الأولية أن بداية الإنتاج ستتبعها مرحلة ثانية تتم فيها ترجمة النجاحات التي حققها الإيرانيون، الذين حولوا بقايا التمور لاستخراج كحول طبية والميثانول وعصير التمر بطريقة عصرية، وقهوة التمر بأنواع الكابتشينو والكرامال السائل. وبرأي رئيس غرفة بسكرة، فإن هذه التقنية الإيرانية منحت للجزائر كعربون محبة، عكس دول أخرى طلبت أسعار خيالية، وستتمثل المرحلة الثالثة بتحويل جريد النخل إلى الورق، حيث توجد في الجزائر 19 مليون نخلة كل نخلة تفرز ما مقداره 150 كلغ من البقايا، كلها تحرق وترمى دون استفادة، ويمكن كذلك استغلال الألواح والخشب في صناعة الأثاث المكتبي والمنزلي. وبشأن أهمية هذا المستخرج، أضاف خبزي أن سكر التمر مصنع من بقايا التمور، وهو طبيعي وصحي لا يتعب الكبد وله فوائد كبيرة. وحسب محدثنا، فإن هذه التجربة لو تعمم في عشر ولايات في صحراء الجزائر، ستساهم في الاستغناء عن استيراد السكر، زيادة على أنها تنهي مشكلة تسويق التمور ذات النوعية العادية والرديئة التي تنتج في عمق الجنوب وستنعش مردود الفلاحين البسطاء.