قرر مكتب التحقيقات الفيدرالي، عدم محاسبة المرشّحة الديمقراطية لانتخابات الرئاسة الأمريكية، هيلاري كلينتون، في قضية تعاملها مع معلومات سرية على بريدها الإلكتروني، خلال توليها منصب وزيرة الخارجية، وذلك لأنها لم تكن تعلم أن الحرف (س) على رسائل البريد الإلكتروني يعني أن الرسالة (سرية). و قال مكتب التحقيقات الفيدرالي، إن هيلاري كلينتون، بالفعل، لم تكن تعلم أن الحرف (س) على رسائل البريد الإلكتروني المرسلة إليها أثناء فترة عملها كوزيرة للخارجية يعني أن الرسالة (سرية)، ورغم أن الكثير من الرسائل على الخادم غير المؤمن كانت تحمل رمز (س) أي (سرية)، إلا أن مكتب التحقيقات الفيدرالي قرر عدم محاسبتها قضائيا بتهمة إساءة التعامل مع هذه المعلومات وهو ما يعتبر جناية في القانون الأمريكي. وكان مكتب التحقيقات الفيدرالي قد التقى كلينتون لمدة ثلاث ساعات في وقت سابق هذا العام، في إطار التحقيق الذي أجراه بخصوص استخدام كلينتون لخادم بريد إلكتروني شخصي في منزلها أثناء توليها منصب وزيرة الخارجية. وكشف تقرير مكتب التحقيقات الفيدرالي أن كلينتون قالت، إنها لم تنتبه إلى مستوى السرية في الرسائل وأنها أخذت جميع المستويات بجدية، وأضافت المرشحة الرئاسية، أنها لم تعتقد بوجود أي معلومات سرية على الخادم، الذي قالت، إنها وضعته في منزلها من أجل الملائمة. ويرى منتقدو كلينتون، أنها استخدمت خادما شخصيا بدلا من الخادم المؤّمن، حتى تحجب الرسائل عن الباحثين والصحفيين الذين قد يطالبون بها في المستقبل. وقالت الوزيرة السابقة، إنها حذفت نحو 30 ألف رسالة من بريدها الإلكتروني، موضحة أنها كانت رسائل شخصية تداخلت بالخطأ مع المخاطبات الرسمية. وانتهت وزارة الخارجية الأمريكية إلى إتاحة الآلاف من رسائل كلينتون التي تعتبر غير سرية، في حين قال مكتب التحقيقات الفيدرالي، إنه عثر على رسائل إضافية لم تعترف كلينتون بها، وقرر المكتب نشر محادثاته مع كلينتون، التي لم تكن للنشر، وذلك بناء على طلب من حملتها الرئاسية إثر مخاوف من أن يقوم أعضاء الكونغرس الجمهوريين الذين حصلوا على تقرير مكتب التحقيقات الفيدرالي باستغلال هذه الرسائل وتغيير معناه وثار الجدل حول البريد الالكتروني لكلينتون طوال فترة حملتها وكان محل انتقاد دائم لها من قبل منافسها الجمهوري دونالد ترامب. وفي سياق ذي صلة، قضت محكمة أمريكية بالسجن 52 شهرا على القرصان الإلكتروني الروماني، مارسيل لازار، الذي تمكّن من اختراق الحساب الشخصي لسيدني بلومنتال، أحد مساعدي كلينتون، الأمر الذي أدى في النهاية إلى اكتشاف استعمال كلينتون لخادم غير مؤّمن. ورغم حصوله بطريقة غير شرعية على مراسلات من كلينتون إلى مساعدها بلومنتال، إلا أنه لا يوجد دليل على أن لازار المعروف بلقب جوسيفر قد اخترق حساب كلينتون. وبهذا الخصوص، قالت رومانيا، إنها تريد عودة لازار إليها حتى يستكمل تنفيذ عقوبته في البلاد.