يبدو أن قرار إلزام الأطباء باحترام صيغة الدوام ليلا وخلال العطلة الأسبوعية، لم يجد طريقه إلى التجسيد، وبقي حبراً على ورق وهو ما اشتكت منه العديد من النساء الحوامل بعدة مستشفيات، على غرار مستشفى محمد بوضياف ببريكة بباتنة ومعسكر وغيرها. تسبّب عدم التزام أحد الأطباء الأخصائيين بنظام المناوبة الليلية بمستشفى محمد بوضياف ببريكة بباتنة، بحر الأسبوع الماضي، في وفاة جنين داخل بطن أمه نتيجة عدم وجود الطبيب الأخصائي في المستشفى وهو ما أعرب عنه العديد من المرضى، حيث الأم الحامل وصلت الى المستشفى وتم استقبالها إلا انها ظلت تعاني داخل الغرفة من آلام الولادة وبعد فترة من الزمن، حضر الطبيب واكتشف ان الجنين قد مات في بطن أمه وهو الأمر الذي استدعى منه إجراء عملية قيصرية استعجالية للأم لاستخراج الجنين. وفي ذات السياق، عبّر سكان مدينة تيغنيف بمعسكر، لاسيما النساء الحوامل، عن امتعاضهم الشديد إزاء نقص أطباء التوليد بالمستشفى الأمر الذي دفع بالمواطنين إلى الاستنجاد بالعيادات الخاصة من أجل الولادة، إلا أن المصاريف الباهظة للعملية أرهقت جيوب الأزواج ودفعتهم إلى مناشدة الوالي من أجل توفير أطباء توليد بالمؤسسة الاستشفائية العمومية لتيغنيف، خاصة وأن المدينة بها كثافة سكانية جد كبيرة ومصلحة التوليد بها، حسبهم، تستقبل يوميا ما يفوق ال20 حالة ولادة وهو ما يعجل بالقائمين على القطاع إلى التكفل بانشغال المواطنين وتوفير أطباء توليد، إذ أعاب المشتكون على تواجد طبيب توليد واحد بالمستشفى الذي يستقبل الحوامل القاطنات بالمدينة وكذا لنساء ما يفوق ال40 دوارا، بالإضافة إلى حالات الولادة القادمة من بلديات البرج، هاشم، وادي الإبطال، سيدي قادة. وقد أشار المشتكون في سياق حديثهم إلى أنه حتى الطبيب الوحيد غالبا ما تجده في عطلة مرضية وهو ما يجعل المصلحة في حالة عجز عن القيام بالعمليات القيصرية ومعالجة الحالات المستعصية للولادة، إذ يتم، حسبهم، تحويل المريضة إلى مستشفى معسكر أو ولاية وهران وهو ما لم يتقبله الأزواج واعتبروه بمثابة عناء لزوجاتهم بسبب تقصير المسؤولين في توفير أطباء توليد من شأنهم التكفل بالمريضات وهو الأمر الذي يستدعي، حسبهم، التدخل العاجل لوزير الصحة من أجل انتشالهم من هذا المشكل الذي بات يشكّل خطرا كبيرا على الحوامل.