كثفت أحزاب و تشكيلات سياسية من خرجاتها الميدانية مؤخرا بهدف الوقوف على مدى استعداد قواعدها للرهان الانتخابي المقبل، حيث ركزت الجهود على تفعيل خلاياها لمحاولة إيقاظ الوعي بالسلوك الإنتخابي و النضالي لدى المواطنين، خصوصا أولئك القاطنين بعمق الوطن . و ركزت الأحزاب المعروفة في الساحة بداية على التوغل في عمق الوطن و إيصال برامجها و توجهاتها و إسماع دويها للمواطنين في المناطق الداخلية و الجنوبية للوطن أين تحول هذا التكتيك إلى سنة تتبعها أغلب الأحزاب مع بزوغ شمس إي من الإستحقاقات الإنتخابية ، قبل أن تركز على الولايات الكبرى في أوقات الذرة خلال الحملة الإنتخابية. و يظهر حزب التجمع الوطني الديمقراطي هذه الايام في سباق محموم تحسبا للانتخابات البرلمانية الجزائرية المرتقب اجراؤها في العام القادم حيث دخل الارندي في اجتماعات ماراطونية لاستنفار القواعد و كسب دعم الشريحة الشبانية التي يعول عليها أحمد أويحيى كثيرا هذا العام، و هو الذي قاد قبل ايام دورية نحو ولايات الشرق و أخرى نحو الغرب الجزائري و كانت له لقاءات مع مناضلي حزبه و الأسرة الثورية و الجمعوية بتلك الولايات. بينما دشن غريمه الأفلان خرجاته الميدانية بلقاءات مع الاسرة الثورية ، قبل أن يتفرغ الامين العام الجديد جمال ولد عباس لزيارة معاقل الحزب العتيد في مختلف ولايات الوطن ،بعد تهدئة الأوضاع و لم شمل فرقاء الحزب لوضع خطة اقتحام التشريعيات المقبلة في ظل حديث القيادة الحالية عن رهان المحافظة على أغلبية مقاعد مبنى زيغود يوسف. أما حركة مجتمع السلم فكان لها نصيب من الحملة الإنتخابية المسبقة رغم ترسيمها المتأخر نوعا ما لقرار المشاركة في تشريعيات 2017 ، حيث خرج بعض أعضاء مجلس الشورى للحزب إلى عمق الوطن و كانت لهم تجمعات شعبية و لقاءات مع المناضلين لرسم التكتيك الإنتخابي . و قبل ايام عقدت حركة البناء ذات التوجه الإسلامي مؤتمرا للشيخين بالقاعة البيضاوية بالعاصمة أين اغتنمت الفرصة لعرض نفسها كحزب قادم بقوة إلى الساحة السياسية بالجزائر أمام مرأى العديد من الشخصيات الوازنة في الداخل و الخارج . أما بعض الاحزاب ذات الوعاء الإنتخابي الضئيل في صورة العدل و البيان لزعيمته نعيمة صالحي و حتى النهضة و الإصلاح الوطني فدخلت هي الأخرى في صراع استقطاب المناضلين الجدد و الناخبين لمفترضين حيث تعج الصفحات الرسمية لزعماء هذه التشكيلات السياسية بصور لتجمعات شعبية و زيارات و حتى صور سيلفي مع العامة و البسطاء ، في محاولة ربما لاستعطاف الناخبين.