انطلقت الحملة الانتخابية لمحليات 29 نوفمبر الجاري، أول أمس عبر مختلف ولايات الوطن، في أجواء محتشمة عموما، حيث تم الشروع في نشر اللوحات الاشهارية المخصصة لصور المترشحين، وبدأ المرشحون والأحزاب السياسية في تنظيم التجمعات الشعبية واللقاءات الميدانية لشرح برامجهم من أجل دفع التنمية المحلية واقتراح الحلول البديلة من أجل التكفل بانشغالات المواطنين الاجتماعية منها على وجه الخصوص· وقد لوحظ أن العديد من الأحزاب المترشحة لهذا الاستحقاق الانتخابي الهام، لم تقم بعد بتعليق ملصقاتها الإشهارية على اللوحات التي تم تنصيبها عبر مختلف الساحات والشوارع الرئيسية للمدن والقرى والأحياء، كما لم تسجل بعد الحركة المكثفة المعهودة في مثل هذه المناسبات على مستوى مداومات الأحزاب، فيما عدا البعض منها· غير أن هذه الوتيرة المتوقعة لم تمنع رؤساء الأحزاب من الانطلاق في رحلة ال19 يوما التي ستقضيها الحملة الانتخابية، عبر ولايات وبلديات الوطن، لتوعية المواطنين وتحسيسهم بأهمية هذا الموعد الانتخابي المصيري من جهة، وإقناع الناخبين ببرامجهم المقترحة من أجل تحسين الوضع المعاش محليا، والنهوض بالتنمية المحلية إلى مستوى أفضل· وقد تباينت مظاهر الحملة الانتخابية لمحليات 29 نوفمبر التي تتنافس فيها 8562 قائمة، من بينها 8259 قائمة تخص المجالس الشعبية البلدية و323 قائمة أخرى تخص المجالس الشعبية الولائية، من منطقة إلى أخرى، حيث عرفت المناطق التي سارعت فيها التشكيلات السياسية إلى تعليق صور مرشحيها إقبال المواطنين، على اللوحات الاشهارية للإطلاع على أسماء وصور المترشحين لهذا الموعد الانتخابي، بينما ظل الترقب يطبع الأجواء في المناطق التي لم يتم فيها بعد تعليق هذه الصور· وقد فضلت بعض التشكيلات السياسية الانطلاق في حملتها الانتخابية بالعمل الجواري المكثف، الذي يبدوا أنه سيكون رهان العديد منها خلال حملة هذا الاستحقاق المحلي الذي يتميز عن سابقيه بالمشاركة الكاملة للأحزاب السياسية، حيث لم تعلن أيه تشكيلة هذه المرة مقاطعتها للانتخابات، كما يتميز هذا الاستحقاق أيضا بترك المبادرة في مهمة مراقبتها للأحزاب نفسها، والتخلي بالتالي عن تنصيب اللجنة السياسية لمراقبة الانتخابات التي تتشكل من ممثلي التشكيلات السياسية· وقد سهرت الإدارة من جهتها على تهيئة القاعات والملاعب، المخصصة لتنشيط اللقاءات الجوارية والتجمعات الشعبية المبرمجة طيلة أيام لحملة، وذلك قصد تمكين المترشحين من إطلاع المواطنين على برامجهم الانتخابية· وفي حين التقى خطاب منشطي أولى أيام الحملة الانتخابية في دعوة الشعب الجزائري إلى إنجاح العرس الانتخابي من خلال المشاركة الواسعة والقوية، تباينت رؤاهم وبرامجهم حول العوامل التي من شأنها دعم الحياة اليومية والواقع المعيشي للمواطن، وقد ركزت العديد من التشكيلات على محاور دعم سياسيات التشغيل والسكن والتعليم والأجور، فيما فضلت تشكيلات أخرى التركيز على أهمية تحقيق التوازن الاقتصادي والاجتماعي من أجل دعم التنمية الوطنية الشاملة· *