- خريطة طريق جديدة للتعاون الجزائري - السعودي يحل الوزير الأول، عبد المالك سلال، اليوم بالسعودية في إطار اللقاءات الدورية للحوار والتشاور بين مسؤولي البلدين، وهي الزيارة التي سترتكز على ملفات العلاقات الثنائية وقضايا المنطقة وأزمة النفط التي أحدثت فتورا حادا في علاقات البلدين، كما يتوقع متابعون أن تعلن الرياض، خلال تواجد سلال بأراضيها، عن موعد محدد لزيارة الملك سلمان بن عبد العزيز إلى الجزائر، تلبية لدعوة الرئيس بوتفليقة. يقوم عبد المالك سلال بزيارة رسمية إلى المملكة العربية السعودية ابتداء من اليوم، في خطوة قد تعيد الدفء إلى العلاقات بين البلدين التي شهدت فتورا في السنتين الأخيرتين، بشهادة المتابعين. وأكد بيان لمصالح الوزير الأول أن هذه الزيارة، التي تندرج في إطار اللقاءات الدورية للحوار والتشاور بين مسؤولي البلدين، ستسمح بدراسة وتقييم العلاقات الثنائية وكذا السبل والوسائل الكفيلة بتعزيزها في جميع المجالات. في هذا الإطار، سيشارك الوزير الأول في منتدى اقتصادي مخصص لتشجيع المتعاملين بالبلدين على تطوير الاستثمار المنتج وتكثيف مبادرات الشراكة الكفيلة بتعزيز علاقات الأعمال القائمة. من جهة أخرى، ستشكّل هذه الزيارة فرصة للطرفين لتبادل واسع لوجهات النظر حول عدد من القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك. واختتم البيان أن الوزير الأول سيكون مرفوقا خلال هذه الزيارة بوفد وزاري. ويتوقع متابعون أن يتصدّر ملف النفط المباحثات بين سلال والمسؤولين السعوديين، حيث سيحاول الأخير إقناع الرياض بضرورة تفعيل ما تم التوصل إليه في اجتماع أوبك بالجزائر في سبتمبر، بحيث تعاني بلادنا من وضع اقتصادي صعب جرّاء تهاوي أسعار النفط، وتسعى اليوم إلى إعادة الاستقرار للسوق والنّأي بهذا الملف عن الحسابات السياسية. ويرجّح أن تشمل المباحثات السعودية - الجزائرية القضايا المشتعلة في المنطقة بدءا بسوريا مرورا باليمن ووصولا إلى ليبيا، كما يتوقع متابعون أن تعلن السعودية، خلال وجود عبد المالك سلال في الرياض، عن موعد محدد لزيارة الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى الجزائر، بعدما توجه الرئيس، عبد العزيز بوتفليقة، له بدعوة، في أفريل الماضي، وذلك عبر موفده الخاص، الطيب بلعيز. وسبق الوزير الأول عبد المالك سلال الزيارة إلى السعودية بحوار مع صحيفة الشرق الأوسط التي أثنى من خلالها على جودة العلاقات الثنائية التي تربط الجزائر والمملكة العربية السعودية قائلا: العلاقات السياسية بين الدولتين ممتازة في إطار تشاور وتنسيق مستمر حول القضايا ذات الاهتمام المشترك في الفضاءات العربية والإسلامية والدولية، والجزائر تتطلع للارتقاء بالتعاون الجزائري السعودي إلى مستوى الشراكة الإستراتيجية، وذلك بالنظر لإمكانيات وفرص التكامل الهائلة المتوفرة في البلدين وقبلها الإرادة السياسية القوية لدى الرئيس عبد العزيز بوتفليقة وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، لتطوير وتنويع علاقاتنا الثنائية بما يحقق تطلعات الشعبين الشقيقين . وذهب الوزير الأول عبد المالك سلال إلى أبعد من ذلك عندما قال في حواره مع الصحيفة، أن الجزائر والمملكة العربية السعودية تتطلعان إلى الارتقاء بتعاونهما الثنائي إلى مستوى الشراكة الإستراتيجية، بالرغم من أن العارفين بمستوى العلاقات الثنائية بين البلدين يؤكدون على حجم الاختلافات الجوهرية بين القيادتين في عديد الملفات الدولية والإقليمية الحساسة.