استقبل الوزير الأول عبد المالك سلال، أول أمس، وزير الشؤون الخارجية السعودي عادل بن أحمد الجبير، الذي يقوم بزيارة عمل إلى الجزائر في إطار انعقاد الدورة الثالثة للجنة المشاورات السياسية الجزائرية - السعودية. بيان مصالح الوزير الأول أوضح أن اللقاء الذي جرى بحضور وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي رمطان لعمامرة، مكّن من "إجراء تقييم شامل للعلاقات الثنائية على ضوء نتائج أشغال الدورة ال11 للجنة المختلطة للتعاون الجزائري - السعودي"، إلى جانب التطرق للمسائل المرتبطة بتطور الوضع السياسي والأمني في العالم العربي وعلى الصعيدين الإقليمي والدولي. من جانبه، أعرب وزير الدولة ووزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي للصحافة، على هامش اللقاء الذي جمعه بنظيره السعودي، عن يقينه أن 2016 ستكون سنة حافلة ب "الإنجازات"و"التقدم على درب الشراكة" بين الجزائر والمملكة العربية السعودية. كما أكد أن زيارة نظيره السعودي للجزائر "ولو كانت قصيرة"، أعطت "دفعة جديدة" للعلاقات والتعاون الذي أضحى يغطّي كافة المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية. ولدى تطرقه لقضية سعر البترول، ذكر رئيس الدبلوماسية الجزائرية أن الرئيس بوتفليقة بادر، في شهر فيفري الفارط، بإرسال رسالة إلى العاهل السعودي، حيث استمر بعدها التشاور على مستوى وزيري الطاقة والنفط للبلدين. كما ذكّر، في هذا الصدد، بلقائه بنظيره السعودي على هامش القمة العربية؛ حيث تم استعراض كافة النقاط ذات الاهتمام المشترك. لعمامرة استرسل قائلا: "نستطيع القول إنه بناء على نتائج اللجنة المشتركة التي اجتمعت في الرياض بداية شهر ديسمبر الحالي، سطّرنا خطوطا عريضة لتطوير علاقتنا، والرفع من مستويات التعاون والتبادلات التجارية والاقتصادية". من جهته، أكد السيد بن أحمد الجبير أنه تطرق خلال اللقاء الذي جمعه بالسيد لعمامرة، للقضايا الثنائية والإقليمية، لاسيما قضية فلسطين، وكيفية دفع عملية السلام إلى الأمام بهدف الوصول إلى دولة فلسطينية عاصمتها القدس، وكذا الأوضاع السائدة في سوريا، العراق واليمن. الطرفان تطرقا أيضا لظاهرة الإرهاب بشكل عام، وكيفية تكثيف التعاون القائم بين البلدين في هذا المجال؛ سواء في مواجهة الإرهاب أو الفكر المتطرف. وبخصوص العلاقات الثنائية بحث الجانبان كيفية دفع العلاقات التاريخية بين البلدين، إلى الأمام، وتعزيزها وتفعيلها أكثر؛ خدمةً لمصالح البلدين والشعبين". وعلى صعيد آخر، أكد بن أحمد الجبير وجود تنسيق بين الجزائر ودول الأوبيك فيما يخص قضية انخفاض سعر البترول، مشددا على أن أسعار النفط تخضع لأسواق النفط العالمية، كما تخضع للعرض والطلب والنمو الاقتصادي في العالم، قبل أن يستطرد: "نحن نتابع هذه الأمور بدقة، ونحاول أن لا يكون هناك عجز في الإنتاج أو لا يكون المزيد من الإنتاج لكي تكون الأسعار على مستوى معقول يخدم مصالح المستهلكين والمنتجين، مؤكدا على استمرار التشاور بين البلدين وبين الدول المنتجة في هذا المجال". تدخل زيارة وزير الخارجية السعودي للجزائر في إطار انعقاد الدورة الثالثة للجنة التشاور السياسي بين البلدين. وصرح لدى وصوله إلى مطار هواري بومدين الدولي، بأنه يتطلع لمباحثات مثمرة وبنّاءة مع المسؤولين الجزائريين. وفي هذا السياق، استعرض وزيرا خارجية البلدين ملف العلاقات الاقتصادية الثنائية على ضوء نتائج الدورة الحادية عشرة للجنة المشتركة للتعاون الجزائرية - السعودية، المنعقدة أشغالها في بداية شهر ديسمبر الجاري. الزيارة كانت أيضا مناسبة للوزير السعودي، لتقديم تعازيه إثر وفاة الفقيد "الكبير المجاهد" حسين آيت أحمد، مذكرا ب "جهود الراحل الجبارة إبان الثورة التحريرية المجيدة وأثناء مرحلة بناء هذه الدولة العظيمة".