- مواطنون متخوفون من تكرار سيناريو فيضانات 2001 - البريكولاج قد يغرق 20 بلدية في العاصمة - الأودية النائمة تهدد سكان وهران - بوداود يحذر من وقوع الكارثة تسببت الأمطار الأخيرة بأغلب المدن الجزائرية، في إحداث انسدادات كبيرة على مستوى مختلف الطرق الوطنية والبلدية والولائية المتفرعة عنها، وذلك بسبب تغلغل الأتربة والنفايات الصلبة إلى داخل المجاري المائية والبالوعات الناقلة لمياه الصرف، مما أدى إلى شل حركة المرور وتعطل انشغالات المواطن وتسجيل خسائر معتبرة، وهوما حذر منه العديد من المختصين والخبراء، مؤكدين وجود أن أكثر من 654 بلدية عبر الوطن مهددة بالفيضانات، داعين إلى التحرك قبل وقوع الكارثة. البريكولاج يهدد العاصمة بالغرق خلّفت الأمطار الأخيرة التي تساقطت بغزارة حالة من الذعر والخوف لدى المواطنين حيث حوّلت هذه الأخيرة الطرقات إلى مسابح وبرك بسبب السيول الجارفة التي تسببت في قطع الطرقات وتحويلها إلى أودية جارية، معرقلة بذلك حركة المرور على السائقين وعلى المشاة على حد سواء وذلك بسبب غزارة المياه وارتفاع منسوبها، وهو ما شهدته أغلب ولايات الوطن التي غرقت في المياه الجارفة والأوحال، إذ أجبر الوضع أغلب المواطنين على مواجهة صعوبة بليغة في تخطي الوضع خاصة أن الأمطار سقطت بدون انقطاع ولفترات معتبرة أين كانت كافية لإحداث حالة طوارئ في أوساط المواطنين بغلقها للطرقات وعرقلة حركة المرور، إذ أن بعض الطرق بالعاصمة توقفت عن الحركة نهائيا. مواطنون متخوفون من تكرار سيناريو فيضانات 2001 بات تساقط الأمطار يشكل الهلع والأرق للأغلبية، وخاصة القاطنين بأماكن معرضة لخطر الفيضانات، على غرار الساكنين على ضفاف الوديان وهو حال بعض المناطق التي يسكن أغلبها بسكنات هشة بأماكن لا تصلح للسكن والتي يمكن للمياه جرفها في أي لحظة، حيث أن معظم هذه السكنات تتواجد بأماكن حساسة ما يؤهلها للسقوط أثناء تهاطل الأمطار الغزير، كما توجد بعض السكنات مبنية بمرتفعات ما يجعلها عرضة للانزلاق وانجراف تربتها وسقوطها عند تهاطل الأمطار بغزارة وهو ما جعل أغلب ساكني سكنات كهذه يبدون تخوفهم من الأمر بأن تهوي السكنات بهم أثناء تهاطل الأمطار، وهو ما أوضحه علي، ساكن بإحدى البنايات الهشة بحي فوضوي ببابا أحسن بالعاصمة، ليقول في هذا الصدد بأنه أصبح يتخوف من تساقط الأمطار من أن تتسبب في جرف منزله وتعريض عائلته للخطر. وقد تسببت الأمطار الأخيرة التي تساقط بكمية هائلة في انهيار أسوار أحد المساكن الهشة بالدويرة حيث أن المياه قامت بجرف أجزاء من السكن والقذف به بعيدا ما أحدث رعبا للعائلة خوفا من ان تجرف المياه الأرواح البشرية وتكون سببا في حتفها. طريق بن عكنون.. من الحفرة إلى بركة للمياه ولعل من أبرز الحوادث التي عرفتها العاصمة والتي تُظهر خطورة الوضع، البركة المائية التي تشكّلت بمنطقة الحوضين ببن عكنون على الطريق السيّار الدار البيضاء - زرالدة بالعاصمة بفعل الأمطار الغزيرة التي تهاطلت الاسبوع الماضي والتي تسببت في اختناق مروري ضخم، حسبما لوحظ. وأوضح النقيب بلقاسم سايج، المكلف بالإعلام بالحماية المدنية لولاية الجزائر، ان البركة المائية توسّعت في حدود الساعة 19 و45 دقيقة مما ادى الى غلق رواقين من الطريق التي غمرتها المياه كليا. وأضاف ان الحماية المدنية سخرت أربع مضخات كبيرة لامتصاص المياه المتراكمة الى جانب شاحنتين وسيارة إسعاف و30 عونا. وقال إن رجال الحماية تمكنوا من إزاحة سيارة نفعية غمرتها المياه على مستوى الحوضين دون تسجيل اي ضحايا. وأشار الى ان العملية استمرت إلى غاية امتصاص كافة المياه المتواجدة بالرواقين لفك الاختناق المروري. خطر فيضانات الأودية النائمة يتربص بالمواطنين وفي ذات السياق، عرفت العديد من ولايات الوطن، على غرار باتنةوبومرداس، فيضانات توفي جراءها طفلان (بنت وولد) يبلغان من العمر 4 سنوات غرقا في حفرة لتجميع مياه الصرف الصحي بمشتة القرنيني بسبب فيضان أحد الأودية بباتنة، فيما جرف فيضان أحد الأودبة بمنطقة الكرمة، بشرق مدينة بومرداس، امرأة عثر عليها ميتة بعد ساعات من البحث عليها، حسب مصدر من الحماية المدنية. وحسب ذات المتحدث، فقد تم انتشال الضحيتين وهما أبناء عم من طرف أفراد من عائلتيهما قبل أن يتم إخطار عناصر الحماية المدنية بعد ذلك في حدود الساعة الواحدة من بعد الظهر. وأوضح المصدر بأن جثتي الطفلين حولتا إلى مصلحة حفظ الجثث بمستشفى محمد بوضياف ببريكة، كما أوضح الرائد محمد مرزوق في تصريح سابق للإذاعة الجزائرية، بأن الحادث وقع في حدود السابعة صباحا حيث جرفت مياه الوادي التي خرجت عن مسارها بعدما عرفت إرتفاعا كبيرا في منسوبها بسبب غزارة الأمطار الضحية، (34 سنة)، عندما حاولت قطع الوادي قادمة من منزلها ومتجهة نحو عملها. وبوهران، تسببت الأمطار الغزيرة المتهاطلة الايام الماضية، والتي فاقت ال50 ملمترا، حسب مصالح الأرصاد الجوية، في أضرار سجلت بالعديد من البلديات التي اشتكى سكانها من الأوحال والسيول الجارفة التي قطعت عددا من الطرقات الرئيسية والفرعية، الأمر الذي تسبب في منع عشرات التلاميذ والعمال من الالتحاق بمقاعد دراستهم وعملهم. كما شهد حي النجمة الشهير بشطيبو ببلدية سيدي الشحمي حالة من الفوضى والسخط في أوساط السكان الذين ثارت ثائرتهم جراء الأوحال وامتلاء ورشات تهيئة قنوات الصرف الصحي بمياه الأمطار خاصة بعد انفجار عدد كبير من قنوات الصرف الصحي التي كانت محل صيانة، حيث غمرت المياه الراكدة عددا من المنازل التي خرج سكانها للشارع خيفة على سلامتهم وحياتهم، في ظل عدم اهتمام السلطات المحلية لبلدية سيدي الشحمي لما حدث، ولم تكن الأضرار جلية في بلدية سيدي الشحمي على الخصوص، بل تعدته إلى أقصى شرق الولاية أين أغلقت الطريق الفرعية الرابطة بين بلديتي مرسى الحجاج وبطيوة بسبب السيول، عند المنطقة المسماة بالعرابة ما استدعى لتدخل عناصر مؤسسة التطهير والمياه سيور لإفراغ القناة الرئيسية للصرف، لكي تتمكن سيارات الأجرة والنقل العمومي من المرور، في حين شلت الحركة بالأحياء الشرقية لبلدية بئر الجير كنهج الألفية ملينيوم وكذلك حي خميستي، فارنوفيل جراء الوضعية الكارثية للطرقات المليئة بالحفر والمطبات، فيما تدخلت مصالح الحماية المدنية بشكل سريع تخوفا من فيضان مياه وادي تليلات ووادي أرزيو، بعد أن تسببت مياه الأمطار في إتلاف عدد كبير من المزارع التي تكبد ملاّكها خسائر فادحة سيما بمنطقة ملاتة بوادي تليلات. بلدية سيدي داود تتجند للتصدي للخطر وفي ظل هذا الواقع الذي ازدادت فيه مخاوف المواطنين من تكرار سيناريو فيضانات باب الوادي، تجري بلدية سيدي داود ببومرداس، بأقصى شرق مقر ولاية بومرداس، على قدم وساق أشغال إتمام إنجاز مشروع حيوي يستهدف حماية وإنهاء معاناة طويلة لما يزيد عن 12.000 نسمة من الفيضانات، وتحرص المؤسسة الخاصة المكلفة بالإنجاز على تسليم هذا المشروع الهام في آجاله المحددة بشهر سبتمبر 2017، حسبما أكده مدير الري، زغداني محمد، على هامش زيارة معاينة والي الولاية لعدد من المشاريع التنموية بهذه البلدية الريفية النائية. وتجري حماية مدينة سيدي داود من الفيضانات من خلال تنظيف وتهيئة وصب الخرسانة المسلحة بوادي البسباس، المتسبب الرئيسي في الفيضانات بالمنطقة، الذي يعبر عددا من الأحياء الحضرية للمدينة على مسافة نحو خمسة كيلومترات ومصب مائي يتربع على نحو 8 هكتارات وبطول يناهز ال4 كلم. ويعرف هذا المشروع المسجل ضمن البرامج القطاعية لسنة 2014 بغلاف مالي يناهز ال400 مليون دج، حسب ممثل مكتب دراسات، تأخرا نوعا ما في الإنجاز يقدر بنحو 8 أشهر بسبب العراقيل التي صاحبت عملية الإنجاز في البداية والمتمثلة على وجه الخصوص في رمي فضلات البنايات والمنازل بالوادي من طرف المواطنين. وفي هذا الصدد، شدد الوالي، عبد الرحمن مدني فواتيح، بعد استماعه لعرض مفصل حول هذا المشروع الحيوي لكل سكان البلدية، على ضرورة قيام السلطات المحلية بالتعاون مع مديريات الولاية المعنية بحملات تحسيسية وردعية تجاه المواطنين الذين يقومون برمي الفضلات المنزلية ومخلفات البنايات بهذا الوادي. وتضمنت زيارة الوالي إلى بلدية سيدي داود، إلى جانب معاينته لعدد من المشاريع السكنية في مختلف الصيغ، تدشين وتسمية قاعة متخصصة في الرياضات وتدشين وتسمية مجمع مدرسي جديد. كما تفقد الوالي بالمناسبة، مشروع إعادة بناء زاوية جديدة تضم كل المرافق العصرية بمحاذاة الزاوية التاريخية سيدي عمار الشريف التي أغلقت منذ سنوات لأسباب أمنية نظرا لوقوعها في منطقة جبلية معزولة حيث أمر الوالي القائمين على إعداد الدراسات بتحويل الزاوية القديمة إلى معلم تاريخي و ديني بعد ترميمها وإعادة تهيئتها من جديد.
مختصون: قدم قنوات المياه سبب تجدد الفيضانات فعلى غرار العامل البشري كرمي الفضلات المنزلية بالأودية وغيرها، ساهمت القنوات القديمة والمسدودة في إغراق الطرقات بالأوحال وغمرها بالمياه على نطاق واسع، حيث أن أغلب البالوعات القديمة والمهترئة غير الصالحة للاستعمال حوّلت الطرقات إلى أودية جارية وجعلتها تبدو كبحيرات بسبب انعدام مجال يسمح للمياه باجتياز البالوعات وتحرير الطرقات من المياه، إذ شهدت أغلب المناطق انسدادا تاما لهذه القنوات عبر مختلف المناطق حيث أن تواجدها كعدمها ما حوّل الأرصفة والطرقات إلى بحيرات حقيقية مغمورة بالمياه والأوحال، معرقلة بذلك حركة المرور والمشاة متسببة أيضا في فوضى التنقل، إذ يجد الأشخاص أنفسهم مجبرين على الغوص بالمياه من اجل قطع الطريق أو اجتيازه وهو الأمر الذي يكرر نفسه عند كل تهاطل للأمطار، إذ يمثل أرقا كبيرا للأغلبية وخاصة للعمال منهم حيث يواجهون الصعاب بفرض الوضع عليهم وتبليل أنفسهم وتلطيخ ثيابهم، إذ لم يكن الغرق بالمياه وهو حال أغلب البلديات، فمع التساقط الكثيف للأمطار، نجد الأشخاص مجندين لاجتياز الطرقات وعبورها وسط تخوفهم من السقوط بالمياه بسبب البالوعات التي لا تمتص منسوب المياه المتراكم على جوانب الطرقات، ليوضح في هذا الشأن عبد الحميد بوداود، رئيس المجمع الجزائري لخبراء البناء والمهندسين المعماريين، بأن مشكل البالوعات المسدودة والقنوات القديمة التي تفاقم خطر الفيضانات، يعود إلى قدم بنيتها التحتية وعدم صلاحيتها في احتواء المياه وعدم قدرتها على الاستيعاب، إذ تواجه ضغوطات هائلة ما يجعلها تتوقف عن أداء مهامها عند التهاطل الغزير للأمطار إضافة إلى انعدام الصيانة والتجديد بها، فمع القطرات الأولى للأمطار، نشاهد فيضانها وامتلائها وعدم قدرتها على امتصاص المياه . قنوات الصندوق الإسمنتي.. الحل المؤجل وعلى خلفية انسداد طريق بن عكنون مجددا بتراكم مياه الأمطار، اقترح مهندسون في الأشغال العمومية ضرورة اتخاذ تدابير حديثة والابتعاد عن البريكولاج ، لتفادي كوارث أخرى قد تحدث مستقبلا بمقطع الحفرة التي تشكّلت مؤخرا بالطريق السريع لبن عكنون في العاصمة، وذلك على خلفية تراكم كميات كبيرة من الأمطار المتساقطة بالطريق المقابل لها، ما يؤكد أن الأشغال الماضية التي أنجزت في ظرف 48 ساعة، لم تأخذ بعين الاعتبار كل الإجراءات الوقائية المطلوبة لا سيما أن المنطقة معروف أنها تنام على واد قد يستيقظ في أي لحظة، يتطلب قنوات كتلك التي تنجز بسيدي عبد الله. وقال عبد الوهاب طالبي، مهندس في الأشغال العمومية في تصريح سابق لوسائل الإعلام، إن خصوصية المنطقة تتطلب دراسة جدية قد تأخذ بعض الوقت ما يستدعي غلق مسلك وترك الآخر بالتناوب إلى غاية الانتهاء من الأشغال نهائيا، وذلك بإعداد تخطيط مفصّل عن المشكل بنظرة مستقبلية من خلال إعادة دراسة البنية التحتية للموقع من قنوات ومنشآت فنية على حسب المعطيات الجديدة، شأن الدراسات التي استعين بها بالمدينة الجديدة لسيدي عبد الله من خلال استغلال قنوات الصندوق الإسمنتي لتمرير المياه، حيث يفترض أن تنطلق الدراسة الهيدرولوجية بعمل مسح كلي عن المنطقة بإشراك مصالح الأرصاد الجوية التي يمكن أن تفيد الدراسة بتقديم كمية الأمطار المسجلة بالمنطقة طيلة ال50 إلى 100 سنة الماضية حتى تستعين الدراسة بعدها بالحجم الذي بإمكانه أن يكون مناسبا لقنوات الصناديق الإسمنتية بتخصيص مساحة إضافية عن المطلوب، حتى يمكن لها أن تتحمّل أكثر مستقبلا كعامل وقائي في حال حدوث فيضانات أو تهاطل أمطار أكثر مما وقفت عليه الدراسة، كي يمر الماء تحت الطريق دون إلحاق أي ضرر. شلغوم: هذه هي البلديات الأكثر عرضة للفيضانات وفي ذات السياق، أوضح عبد الكريم شلغوم، خبير في الكوارث الطبيعية ورئيس نادي المخاطر الكبرى، بأن هناك مئات الاقتراحات التي من شأنها الحد من الكوارث الطبيعية، إلا أنها لا تطبق على أرض الواقع، فنحن كخبراء، عملنا عدة اقتراحات منذ 15 سنة ولم يؤخذ بها كما ينبغي حيث أنه لا توجد خريطة ثابتة تحدد مسار الفيضانات والمدن المعرضة للفيضانات والتربة التي عليها اغلب البنايات المعرضة للفيضانات، كما توجد آلاف الأبنية التي شيدت فوق الأودية عبر كامل القطر الجزائري، إذ تشير الإحصائيات الأخيرة لسنة 2011 إلى أن هناك أزيد من 654 بلدية عبر الوطن معرضة لفيضانات حقيقية طولا وعرضا، ونستطيع القول بأن الجزائر معرضة لخطر الفيضانات مائة بالمائة، وذلك للمخططات غير المدروسة ، مضيفا أن بشار وغرداية تحتلان المراتب الأولى في الفيضانات وتوجد وهران وتيزي وزو، أما بالعاصمة، فتشير الاحصائيات الى حوالي 20 بلدية مهددة بالفيضانات. بوداود يحذر من وقوع الكارثة بسبب إهمال العمل بخريطة الفيضانات ومن جهته، حذر عبد الحميد بودواد، رئيس مجمع الخبراء والمهندسين المعماريين الجزائريين، من وقوع كارثة بسبب إهمال العمل بخريطة الفيضانات. وأضاف بوداود في اتصال ل السياسي ، بأن الجزائر تملك سلسة طرق سريعة عبر الوطن ولكن أغلبها غير خاضع للصيانة التامة حيث يوجد انعدام وعدم احترام للمقاييس ولا توجد دقة في الخبرة، إذ ان انعدام دفتر صحة الطرق السريعة ودفاتر الورشات والمتابعة من طرف المهندسين، يجعل الطرقات هذه لأن تكون مصدر خطر وعرضة للكوارث الطبيعية، خاصة الفيضانات. من جهته، أشار المتحدث إلى أن الجزائر عرضة لخطر الفيضانات إذ توجد 485 بلدية مهددة بفيضانات حقيقية، منها 24 بلدية مهددة بنسبة مائة بالمائة حسب الإحصائيات كما توجد حوالي 80 بالمائة من البنايات مشيّدة على الأودية والتربة غير الصالحة للبناء ما يزيد من خطر الفيضانات.