* ترامواي صيفي ميترو وقطار ظرفي والزبائن في ورطة * فشل مخطط مجابهة الكوارث وتجاهل تحذيرات الأرصاد يعيد للأذهان نكبة باب الواد تسببت الأمطار الطوفانية التي تساقطت على العاصمة خلال اليومين الماضيين وتجاوزت سرعتها 70 مم /سا خسائر مادية معتبرة بعدد من أحياء العاصمة خاصة المرتفعات القاطنون بمحاذاة الأودية وأصحاب البنايات الهشة الذين قضوا ليالي بيضاء في انتظار تحرك السلطات المحلية والولائية التي قامت بوضع مخطط استعجالي خلال عملية الترحيل ال19 غير أنه ما لبث أن توقف، الأمر الذي أحدث حالة استنفار قصوى في أوساط الضحايا الذين طالبوا الوالي زوخ بإعادة النظر في إستراتجية الترحيل. أحدثت الأمطار الغزيرة التي مست العاصمة في غلق العديد من الطرق، بسبب ارتفاع منسوب المياه خاصة على قاطني أحياء العبور المستقرة على حواف الوديان حي جاييس ببولوغين وبني مسوس ووادي السمار وباش جراح والدار البيضاء، الذين قضوا يومين كاملين يترقبون الأسوء تخوفا من انهيار شبه المنازل هذا بالإضافة إلى شل حركة النقل عبر العديد من وسائل النقل، الترامواي الميترو والقطار وتسجيل انسدادا البالوعات التي أغرقتها 400 طن من الأتربة الأمطار الطوفانية تشرد 3 آلاف عائلة وتعيد إلى الأذهان نكبة باب الواد استقبلت عشرات العائلات القاطنة بالبنايات المهددة بالانهيار وأحياء العبور خاصة القاطنة على حواف الوديان منها حي جاييس، وادي السمار، جسر قسنطينة، الباخرة ببرج الكيفان... فصل الخريف بتساقط مياه الأمطار بدون انقطاع لمدة 48 ساعة كاملة وهو ما دعا إلى تخوف العائلات في حال استمرار الوضع، أكثر من ذلك نظرا لاستمرار التجاهل المنتهج من طرف السلطات المحلية في التعجيل بعملية الترحيل أو حتى التصرف حيال الوضع ، التي وبالرغم من تكرار سيناريو الفيضانات وبمناطق مختلفة، إلا أن ذلك لم يؤخذ بعين الاعتبار لاستنفار طاقتها من أجل اتخاذ مختلف الإجراءات الوقائية لمواجهة مثل هذه الكوارث الطبيعية التي تفاقمت خلال السنوات الأخيرة، نتيجة ما يعرف بالاحتباس الحراري، وبالمقابل ينتظر أن تستقر الأجواء حسب النشرية الجوية التي نشرها الديوان بعد أن مست الأمطار الولايات الداخلية و الوسطى لاسيما بعد تجاهل المصالح الولائية للخطر المتربص بأصحاب البنايات الآيلة للسقوط وتسليط الضوء في رحلتها على العائلات التي تعيق المشاريع متناسية بذلك خطر الانهيار المتربص بهم. وأسفرت عملية الترحيل منذ شهر جوان الفارط عن تسجيل أكثر من 3000 عائلة مقصية لم يتم الرد على الطعون التي أودعتها فور عملية الإقصاء مباشرة، ليجد هؤلاء أنفسهم يفترشون الأرض على حواف أرصفة الطرقات بعد أن سلبوا من حق الاستفادة من شقق ”الكرامة” التي لطالما كانت حلمهم الواحد والوحيد لتأتي الأمطار وتعمق معاناتهم أكثر فأكثر. سقوط شرفات وانزلاقات للتربة تربك سكان السواحل استفاق سكان بعض البلديات الواقعة على ساحل البحر المتوسط بالعاصمة أمس على وقع انزلاقات للتربة ببعض شوارع بلدية بولوغين بالجهة الغربية للعاصمة، ما بعث على القلق والخوف لديهم من تكرار سيناريو فيضانات نوفمبر الأسود، كما تسببت ذات الأمطار الغزيرة في سقوط شرفات ببعض البنايات القديمة والمهترئة ببلدية الرايس حميدو دون أن تخلف أي خسائر بشرية لحسن الحظ -كما بلغ ل”الفجر” من المعنيين- وعبر هؤلاء عن تخوفهم من انهيار البنايات القديمة في حال استمر هطول الأمطار بتلك الغزارة التي أكدت بشأنها نشرية خاصة لمصالح الأرصاد الجوية بلوغها حد 70 ملم، وهو الأمر الذي بعث على القلق لدى قاطني البنايات الهشة بحسين داي، خروبة، الحراش، الأبيار وبلديات أخرى يخاف قاطنيها من وقوعها في أية لحظة وتسببها في خسائر مادية وحتى بشرية كما حدث في أوقات سابقة، مطالبا سكان العاصمة بأكملها تعميم مشروع حماية العاصمة من الفيضانات وليس اقتصاره على منطقة باب الوادي وبوزريعة. منكوبي الأمطار الطوفانية يطالبون زوخ اعتماد مخطط الترحيل الاستعجالي أثارت عملية الترحيل العشرين التي تزامنت مع الأمطار الطوفانية التي شهدتها العاصمة ثورة وسط أصحاب البنايات الآيلة للسقوط الذين قضوا ليالي بيضاء خوفا من انهيار سكناتهم فوق رؤوسهم وغيرها من الأحياء التي عزلت بشكل كامل بعد أن غمرت مياه الأمطار سكناتها وانقطاع الطريق المؤدي إلى شراقة عين البنيان بن عكنون. أرجعت الفيضانات التي مست العديد من أحياء العاصمة خلال اليومين الماضيين ذاكرة الموطن العاصمي إلى نكبة ”حملة باب الواد” خاصة بعد رؤيتهم لخروج العائلات من سكناها وقطع الطرقات وانسداد البالوعات بشكل احدث حالة طوراي خاصة بعدما شلت حركة المرور بها وشهدت انقطاع التيار الكهربائي وانسداد في قنوات الصرف وكانت مصالح الحماية المدنية قد تدخلت لتدارك الوضع في بعض المناطق. 13 بلدية تدق ناقوس الخطر ومصالح مديرية الموارد المائية مطالبة بالتحرك كشفت الخارطة الطبوغرافية الخطر المحدق بالعاصمة والتي أعدّت عقب فيضان باب الوادي في 10 نوفمبر 2001 إثر وجود 9 وديان نائمة تقع أغلبها في الوسط وعلى الحواف وبإمكانها أن تعيد للأذهان سيناريو فيضان نوفمبر سنة 2001. وأفادت الدراسة آنذاك أن المدن الراقية كالشراڤة، دالي إبراهيم والعناصر إضافة إلى الحميز التي تحولت إلى فضاء تجاري مفتوح، حيث تقطعها وديان كانت قبل قرنين تجري فيها المياه، ولو عدنا إلى عهد مضى نجد مثلا وادي كنيس الذي يقطع مدينة حيدرة وبلدية بئر مراد رايس كان مصب لجريان المياه به ليتحول بعد قرن عن شارع رئيسي أنجزت فيه أغلب الهيئات الإدارية الهامة، أما بلدية الشراڤة فقد تحول وادي ”فيدال” إلى مدينة بعد أنجزت فيها بنايات فخمة كما هو الحال بالنسبة لحي ”دار الضياف”، في حين أن وادي ”بوشبك” تحول أيضا إلى مدينة بعد أن أصبح يحتضن آلاف البنايات، ليحتضن جزءا هاما منه مشروع حديقة ”دنيا بارك” وهو الحال ذاته لبلدية السحاولة والسويدانية والمعالمة والدويرة التي تقطعها وديان ولم تخضع لأي دراسة مما قد يعرض ساكنيها لأخطار الفيضانات. طرقات بلوزداد، الميسي، محطة الورشات للقطار تنذر بالفيضانات استطاعت الأمطار الغزيرة التي تهاطلت صبيحة أمس تحويل طرقات كثيرة بالعاصمة إلى وديان وقفت حاجزا في وجه المارة لقطع الطرقات والتحول من رصيف إلى أخر، وهو ما يفضح سياسة البريكولاج المنتهجة في تعبيد الطرقات، ناهيك عن الأرصفة المهترئة والمتكسرة في أجزاء عديدة منها، وهو الحال الذي تشهده مسالك وأزقة حي الميسي ببلدية بلوزداد وكذا الحي المكنى باسم البلدية، ونظرا لطبيعة تضاريس المنطقة التي جعلت طرقاته على شكل منحدر ولغزارة تلك الأمطار المتهاطلة، تسببت هذه الأخيرة في تسرب المياه لمداخل البنايات، لتعيد سيناريو فيضانات باب الوادي وتريولي لأذهان قاطني هذه المنطقة، حتى أن المسلك المؤدي إلى محطة القطار الورشات لم يسلم هو الأخر من تلك الفيضانات التي حجزت المواطنين بالمحلات المنتشرة على جانبي الطريق وتحت شرفات البنايات إلى حين انجلاء الأمطار. وكذلك كان الحال بالنسبة لعديد الطرقات ببلدية سيدي امحمد هي الأخرى التي لم تسلم من مياه الأمطار على طول شارع حسيبة بن بوعلي لا سيما الجهة المؤدية إلى بلدية بلوزداد، حيث تعذر على المارة قطع الطرقات واجتيازها من رضيف إلى أخر، كما تعطلت معهم حركة المرور بسبب منسوب المياه التي كانت تتجاوز في بعض الأجزاء منه مستوى الأرصفة المهترئة والمحطمة. الأمطار تفضح سياسة أشغال البريكولاج ببالوعات وممرات علوية بعدة بلديات عاد فصل الأمطار ليطارد العاصمين ويفضح سياسة أشغال البريكولاج التي ينتهجها المسئولين المحليين في انجاز مشاريع تزفيت الطرقات وتجديد قنوات الصرف الصحي التالفة والقديمة وتنظيفها بشكل دوري يفي بتفادي امتلاء الطرقات عن أخرها بمياه الأمطار وتشكل بحيرات تعيق حركة السير على المركبات دون نسيان الراجلين الذين يتعذر عليهم فطع الطريق من رصيف إلى أخر، هذا إن وجدت الأرصفة. كما تساءل المواطنين عن سبب عدم ابتلاع قنوات الصرف الصحي وحتى الممرات العلوية التي منع ارتفاع منسوب المياه بها من تجاوز المواطنين الطريق لبلوغ الضفة الأخرى منه، وهو ما يدل على تقاعس المسئولين المحليين في أمر المصالح المختصة بتنظيف وتفريغ المجاري المائية، لمنع ارتفاع منسوب المياه وتفادي انسدادها والتسبب في فيضانات تعود بالكارثة على المواطنين، إلا أن وحسب ما أكدته مصالح البيئة فإن مقدار النفايات المكدسة بالبالوعات ومجاري المياه البالغ عددها ببلديات العاصمة ال16 ألف بالوعة تجاوزت ال500 ألف طن سنويا، وهو ما يستدعي تحرك سريع لمصالح مؤسسة أسروت والمصالح التقنية للبلديات، لا سيما منها المهددة بخطر الفيضانات كما هو الحال مع باب الزوار، المحمدية حيسين داي، بلوزداد، بولوغين، الرايس حميدو، سيدي امحمد، والحراش، حتى الجهة الغربية للعاصمة والرابطة بينها والجارة البليدة تسببت فيها الأمطار لغلق الطريق الرابط بينهما ترامواي صيفي وميترو وقطار ظرفي وصف المواطنين المعتادين استقلال وسيلتي النقل الحضري الترامواي وميترو الجزائر بالعاصمة هتين الوسيلتين بالظرفية، نظرا لتوقفهما عند هطول الأمطار الغزيرة بسبب انسداد البالوعات وتسرب المياه لداخل محطاته، خوفا من الأعطاب التقنية بالنسبة لميترو الجزائر وانقطاع التيار الكهربائي بحيث تم توقفه صبيحة أمس لمدة ساعة كاملة، ليعود بعدها لمزاولة النشاط ولكن بشكل مضطرب أخر مستعمليه عن بلوغ وجهتهم في الوقت المناسب كما عودهم، وهو ذات الحال الذي وقع مع مستقلي القطار بالسكك الحديدية، حيث توقفت حركة القطارات لذات الأسباب لفترة من الزمن تجاوزت الساعة، ما أدى براكبي الجهة الغربية للعاصمة والرابطة بين خط العفرون والجزائر عند توقف القطار بين محطتي السمار والحراش لنزول واستكمال مشوارهم نحو الحراش سيرا على الأقدام، لا سيما منهم العاملين والطلبة الذين تعذر عليهم الوصول في الوقت المناسب. كذلك الحال بالنسبة لوسيلة الترامواي الذي يتوقف بشكل عرضي عند هطول الأمطار الغزيرة في كل مرة، لا سيما بالمنطقة الخاصة بدائرة حسين داي، حيث تمتلأ الطريق الخاصة بسيره عن أخرها وتغطي سكته، وهو ما يعيق عملية سيره ونقل المسافرين كما جرت العادة، وهذا ما جعل الركاب يصفونه بترامواي صيفي، يصلح لنقل المسافرين خلال أوقات الصيفية ويتوقف خلال فصل الشتاء نتيجة تحول سكته بعدة محطات عبر الخط في حسين داي وباب الزوار إلى بحيرات تعيق حركته. المسؤولون يضربون نشرية الأرصاد الجوية عرض الحائط راسلت مصالح الأرصاد الجوية كافة المؤسسات الوطنية التي تربطها اتفاقيات على غرار مختلف الوزارات بما فيها الداخلية، بنشرية خاصة ذات ”طابع استعجالي” تفيد بقدوم اضطراب جوي نشيط الفعالية ومحدود المدة أين تصل كميته حوالي 70 ملم، غير أن التجاهل الظاهرة من طرف السلطات يتكرر في كل مناسبة مماثلة. وهو الأمر الذي دفع بآلاف العائلات إلى قضاء 48 ساعة بيضاء إثر السيول الجارفة التي تسربت إلى داخل السكنات محدثة أضرارا مادية ونفسية على الأطفال أين منعتهم من مزاولة دراستهم في ظل غياب إجراءات استثنائية للحد من عواقب التساقط الكثيف المنتظر ولا حتى تفاعل من طرف مسؤولي البلديات إن لم نقل جلّها خاصة وأن بعض الأحياء بالعاصمة يصعب الخروج والدخول من وإليها نتيجة الأوحال التي تمنعهم من التحرك إلى حين توقف الأمطار بصفة نهائية.. وتؤكد العائلات المتحدثة ل ”الفجر” بدليل غياب أي مبادرة أو عمليات تحسيسية من طرف السلطات المعنية، من حيث تطهير البالوعات والأودية وتنقية المجاري المائية تجنّبا لسيناريو الفيضانات الذي يتكرر في كل موسم تساقط. 70مليون متر مكعب من المياه تحول سنويا من وادي الحراش نحو سد الدويرة شرعت مصالح الري بالعاصمة في إطار مشروع وادي الحراش تشغيل محطة الري التي تم إنشاؤها بغرض تحويل مياه وادي الحراش إلى سد الدويرة والذي يندرج في إطار تنمية الري الفلاحي، حيث يهدف هذا الأخير إلى تحويل 70 مليون متر مكعب من المياه سنويا من ‘'وادي الحراش'' نحو السد انطلاقا من بلدية ‘'تابينات'' بولاية البليدة وعلى مسافة 24.5 كلم مرورا بمحطة ضخ تبلغ قدرتها 8 متر مكعب في الثانية وعلى ارتفاع قدره 80 متر وكذا توجيهها لسد الدويرة.