تجتمع اللجنة المركزية لحزب طلائع الحريات اليوم بالعاصمة، للفصل في قرار المشاركة من عدمه في الانتخابات التشريعية القادمة، ومن المنتظر أن ترجح القاعدة النضالية للحزب الذي يرأسه علي بن فليس كفة المشاركة لإعتبارات قد لا تخرج من نطاق لعبة المصالح الضيقة و ضمان الإستمرارية في الساحة السياسية، و هو القرار الذي يضع رئيس الحكومة الاسبق في وضع محرج و هو المعروف بتشكيكه و طعنه المتكرر لقرارات الصندوق . وحسب بعض القياديين المحليين، فإن القرار الذي تتجه القاعدة لترسيمه خلال هذه الدورة هو المشاركة ، رغم الإعتراضات السابقة حول قانوني الانتخابات والهيئة العليا المستقلة لمراقبة الانتخابات، حيث ترفض القاعدة، المقاطعة بالنظر إلى مآلاتها التي قد تنتهي بغياب شبه كلي عن الساحة السياسية، حيث يرغب البعض في استغلال الحملة الانتخابية للترويج لأفكار الحزب خلال المهرجانات ومن خلال الظهور الإعلامي. وأكد رئيس حزب طلائع الحريات في آخر خرجاته الإعلامية، أن حزبه أنهى المشاورات عبر قواعده حول التشريعيات المقررة الربيع القادم، وسيعقد لجنته المركزية السبت لحسم موقفه منها،فيما شكك بن فليس كعادته في شفافية العملية الإنتخابية المقبلة و ذلك رغم ضمانات السلطة التي وصفتها الطبقة السياسية بالقوية ، و على رأسها هيئة عبد الوهاب دربال. و رغم التشخيص المتشائم من بن فليس، فإنه لا يملك هامشا للمناورة بحسب محللين سياسيين ، حيث يرتقب أن يرضخ لإغراءات كراسي البرلمان شأنه شأن باقي أحزاب المعارضة ،و لذلك راح يستبق القرار بتبييض صورة الحزب و القول أن طلائع الحريات يسير بطريقة ديمقراطية، ولا مكان للقرارات الفوقية وهو سر قوته على حد قوله. للإشارة يعد حزب طلائع الحريات، التشكيلة السياسية الوحيدة في صفوف المعارضة، التي لم تحسم موقفها بعد من الانتخابات التشريعية، رغم أن شركاءه في تنسيقية الحريات وقطب قوى التغيير، قد أعلنوا جلهم المشاركة باستثناء حزب جيل جديد لزعيمه جيلالي سفيان الذي انسحب فيما بعد من هذا الكيان المتفكك.