استغنى الكثير من الشباب عن المعاطف الشتوية الفاخرة والألبسة المستوردة الجميلة، ليحتموا ب القشابية من موجات البرد التي خصّت البلاد في الآونة الأخيرة، وإن كانت من الموروث التقليدي لولايات عديدة من الوطن، إلا أن ارتداءها أصبح يعد موضة وسط الشباب وحتى بعض المسؤولين الذين وجدوا فيها الأصالة والوقار. انتعاش تجارة القفازات والشباب يعودون إلى القشابية أعادت العاصفة الثلجية التي تعيشها العديد من ولايات الوطن على غرار البيض، النعامة وقسنطينة وغيرها من منذ أيام فئة واسعة من الشباب إلى ارتداء القشابية التقليدية، بعد أن كان ارتداؤها منحصرا على كبار السن بحجة أنها غير مواكبة للموضة وكذا لغلاء سعرها، فيما انتعشت تجارة القفازات والقبعات الصوفية على الأرصفة وأمام المحلات. القشابية المصنوعة بصوف النعاج أو وبر الإبل، عرفت إقبالا كبيرا من مختلف الفئات العمرية قبل عقدين تقريبا، لكن تخلى عنها الشباب في السنوات الأخيرة وأصبح لبسها مقتصرا على كبار السن بعد أن غزت المعاطف العصرية المزينة بالفرو، غير أنها لم تتمكن من تعويض القشابية خلال الانخفاض المحسوس لدرجات الحرارة، نظرا لخصوصيتها الفريدة في توفير الدفء للجسم، وهو مالوحظ بالعديد من هذه المناطق التي تشهد برودة محسوسة مقارنة بالاشهر الماضية وبعد استفسارنا من أحد الشباب إذا كان سيلبسها طيلة فصل شتاء، قال بأنه ليس متعودا على لبسها، و برودة الطقس غير المسبوقة دفعته إلى استعارة قشابية والده، مشيرا إلى أنه يلبسها فقط عند تهاطل الثلوج، باعتبارها تدفئ الجسم أكثر من المعطف، فيما يفضل لبس المعاطف المواكبة للموضة في بقية الأيام الشتوية، وقال آخر بأنه يحبذ لبسها، غير أن القشابية الموجودة في السوق ليست أصلية، ونوعيتها رديئة. في المقابل انتعشت تجارة القفازات الصوفية وسط مدينة قسنطينة منذ بداية الأسبوع، ولاقت إقبالا كبيرا من المواطنين، حيث استغل التجار المتجولون العاصفة الثلجية وغلق المحلات، لعرضها على الأرصفة بافتراش الأكياس البلاستيكية أو حملها على الأيادي، وذلك بأسعار رمزية يتراوح سعرها بين 50 و100 دينار، إلى جانب القبعات الصوفية، وقد تهافت عليها المارة، نظرا لسعرها المغري.