إستؤنفت مجريات جلسات المفاوضات بين أطراف الأزمة السورية في يومها الثاني بالعاصمة الكازاخية أستانا، وسط ارتفاع سقف التوقعات بإحراز تقدم والخروج بقرارات عملية توافقية في الإعلان النهائي للاجتماع، تسمح بتثبيت الهدنة ووقف القتال بين الأطراف المتنازعة، وأعلن مبعوث الأممالمتحدة الخاص إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، أمس، أن محادثات أستانا غير المباشرة تقترب من التوصل إلى الإعلان النهائي. وفي تصريحات صحفية أدلى بها على هامش أعمال الاجتماع، قال دي ميستورا: نحن قريبون من إصدار البيان الختامي، هناك مناقشات مكثفة، فالأمر يتعلق بوقف الأعمال القتالية لا مجرد تحرير ورقة . وقبل ذلك، كان دي ميستورا قد عبّر عن تفاؤله وأشار إلى أنه يتعين على المشاركين في اجتماع أستانا إقرار آلية للإشراف على وقف إطلاق النار (الهدنة) وتنفيذه معربا عن أمله في أن تؤدي المحادثات غير المباشرة بين الحكومة السورية والمعارضة في أستانا إلى مفاوضات مباشرة تحت رعاية أممية. وفي هذا الإتجاه، جاءت مسودة البيان الختامي لمباحثات أستانا في كازاخستان برعاية موسكو، أنقرة وطهران التي أشارت، حسب وكالة الأنباء الروسية سبوتنيك ، إلى توافق الدول الراعية على مراقبة اتفاق وقف إطلاق النار والتمهيد لبدء محادثات جنيف وضرورة الفصل بين تنظيمات المعارضة السورية والجماعات الإرهابية والتأكيد على إنشاء آلية ثلاثية لمراقبة وضمان التنفيذ الكامل لوقف القتال والدعوة لبدء محادثات بما يتفق مع قرار منظمة الأممالمتحدة رقم 2254، ودعم رغبة المعارضة المسلحة في المشاركة بمحادثات جنيف المقبلة، كما اتفق الرعاة الثلاثة روسيا وتركيا وإيران، لهذه المحادثات على فصل تنظيم ما يسمى بالدولة الاسلامية و جبهة فتح الشام ، (النصرة) سابقا، عن الجماعات الأخرى، وتعهدت بقتالهما بصورة مشتركة. ويعول على محطة أستانا، التي يفترض أن ينطلق منها قطار السلام السوري تمهيدا لوصوله إلى جنيف من أجل إعادة بعث مفاوضات السلام، كثيرا لوضع أرضية اتفاق أولية لحل الأزمة السورية، فهل ستنجح أطرافها فعلا في تجسيد هذا المسعى والخروج من النفق المظلم الذي تتخبط فيه البلاد منذ 6 سنوات؟.