تعرض 2.348 شخص للتسمم العقربي من ضمنهم حالتي (2) وفاة خلال 2016 عبر مختلف مناطق ولاية غرداية، حسب معطيات الوضعية الوبائية التي نشرتها مديرية الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات. وسجلت بلدية القرارة أكبر عدد من لسعات العقارب خلال تلك الفترة ب603 حالة، تليها بلديات غرداية (553) وبريان (293) والمنيعة (283) وبونورة (175) وزلفانة (76) وحاسي لفحل (83) وضاية بن ضحوة (80) ثم متليلي (64 لسعة). ويرتفع عدد الإصابات بالتسمم العقربي عادة خلال موسم الصيف لعامل المناخ الجاف الذي تتميز به المنطقة وأيضا لتدهور المحيط البيئي، وفقا لما أوضح مدير القطاع عمر بن عيسى. وتشكل الإصابة بلدغات العقارب العامل الأول للتسمم بولاية غرداية، مما يتطلب تكثيف حملات التوعية من أجل محاربة هذه الآفة. وأمام هذه الوضعية إرتفعت أصوات تدق ناقوس الخطر، وتدعو السلطات العمومية لتكثيف عمليات مكافحة ومواجهة هذا النوع من التسممات الخطيرة الذي ينتشر على وجه الخصوص في فترات الإرتفاع الشديد لدرجات الحرارة. وأبدى من جهتهم العديد من ممارسي الصحة العمومية بغرداية إستيائهم حيال التدهور البيئي الناجم عن بعض السلوكيات السلبية للمواطنين، سيما ما تعلق بالرمي العشوائي للنفايات التي تحولت لبؤر تكاثر حشرات العقارب. وذكر بالمناسبة، الدكتور مصطفى خنين، بأن الهدف يكمن في تكثيف جمع العقارب وتوعية وتلقين السكان كيفيات مواجهة لسعات العقارب، داعيا في ذات الوقت ممارسي العلاج التقليدي تجنب استعمال المنتجات التي تباع بشكل عشوائي من أجل علاج تسممات العقارب والتقرب من هياكل الصحة الجوارية التي تتوفر على المصل المضاد للتسمم العقربي. وعرفت 2016 إنعدام حملات جمع العقارب عبر مختلف بلديات ولاية غرادية بسبب نقص التمويل، كما ذكر مسؤولو مكاتب النظافة ببلديات الولاية. وحثّ مشاركون في لقاء جهوي للتكوين والتوعية لمحاربة التسمم العقربي نظم بغرداية شهر مارس الفارط، السلطات العمومية والمنتخبين المحليين وكذا المواطنين على دعم وتنسيق الجهود من أجل نظافة المحيط بالمناطق العمرانية. وأكدوا على ضرورة تنظيم حملات للتحسيس بأهمية الحفاظ على البيئة وضمان تكفل أفضل بالمحيط عبر جميع مناطق الوطن والتفكير في وضع مخططات سكنية بعيدة عن بؤر انتشار العقارب. للإشارة، فقد سجلت ولاية غرداية خلال 2015 ما يقارب 2.130 حالة تسمم عقربي، حسب إحصائيات قطاع الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات.