بعد يوم من إعلان الرئيس الأمريكي الجديد، دونالد ترامب، في مؤتمر صحفي، أن إدارته آلة متناغمة منضبطة، قال سناتور جمهوري كبير إن إدارة ترامب في حالة اضطراب. وردا على سؤال حول هذا الموضوع في مؤتمر ميونيخ للسياسات الأمنية والدفاعية، وهو اجتماع سنوي بين مسؤولي السياسة الخارجية والدفاعية، قال جون ماكين، رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ، إن الاستقالة الأخيرة لمايكل فلين، مستشار الأمن القومي لترامب، بمثابة مؤشر على أن كل شيء لا يسير على ما يرام في البيت الأبيض. وكان ماكين قد قال في وقت سابق: إن هذه الاستقالة هي دليل مقلق على الخلل الذي يسود حاليا إدارة الأمن القومي ، وتساءل حول النية الحقيقية للإدارة الامريكية الحالية حيال روسيا. يذكر أن أجواء من القلق تخيم على مؤتمر الأمن في ميونيخ حيث تخشى أوروبا من تراجع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن دور القيادة التقليدي للولايات المتحدة في وقت تواجه فيه القارة مساعي روسيا لتعزيز نفوذها وحروبا في دول بشرق وجنوب البحر المتوسط وهجمات من متشددين. وفي مؤتمر ميونيخ أيضا، قال جيمس ماتيس، وزير الدفاع الأمريكي، إن واشنطن وحلفاءها الأوروبيين لديهم تفهم مشترك للتحديات الماثلة أمامهم. وأبلغ ماتيس حشدا ضم رؤساء دول وأكثر من 70 وزيرا للدفاع بأن ترامب يساند حلف الأطلسي، لكنه يرى أيضا الحاجة إلى تغيير. وكان ترامب قد أثار قلق الحلفاء أثناء حملته لانتخابية بتخليه عن آراء حزبه الجمهوري بشأن العلاقة بين أمريكا وأوروبا والإعراب عن إعجابه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين. لكن ماتيس كان قد أعرب علنا وبقوة عن موقف معارض لموسكو في أول زيارة له إلى أوروبا، وقال بعد محادثات مع أعضاء حلف الأطلسي في بروكسل الخميس انه لا يعتقد أنه سيكون بالإمكان التعاون عسكريا مع روسيا على الأقل في الوقت الحالي. ويذكر أن وكالات استخباراتية أوروبية كانت قد حذرت من أن موسكو تسعى إلى زعزعة استقرار حكومات والتأثير على الانتخابات في أرجاء أوروبا بهجمات إلكترونية وأخبار ودعاية كاذبة وتمويل أحزاب سياسية يمينية متطرفة. وفي ميونيخ، اعتبر وزير الدفاع البريطاني، مايكل فالون ورئيسة ليتوانيا، داليا جريبوسكايتي أن روسيا هي مصدر التهديد الرئيسي رغم أنهما قالا أيضا إن الغرب بحاجة إلى التحدث مع موسكو. في الوقت نفسه، أجرى ينس ستولتنبرغ الأمين العام لحلف الأطلسي محادثات مع وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف في ميونيخ بهدف تشجيع موسكو على الانفتاح أكثر بشأن تدريباتها العسكرية التي يقول الحلف إنها لا يمكن التنبؤ بها. ترامب يشن هجوما لاذعا على وسائل الإعلام الأمريكية شن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هجوما لاذعا على وسائل الإعلام الأمريكية، في معرض دفاعه عن سجل أدائه خلال أسابيعه الأولى في البيت الأبيض. والتقى ترامب المراسلين طوال 76 دقيقة في مؤتمر صحفي، وأخبرهم أن مستوى التضليل (انعدام النزاهة) كان خارج السيطرة ، مستشهدا في ذلك بتغطية مزاعم اتصالات حملته الانتخابية بمسؤولين روس. ويقول منتقدوه إن رفض قراره بحظر سفر مواطني دول شرق أوسطية، واستقالة مستشار الأمن القومي مايكل فلين مؤشران على أن البيت الأبيض في حالة فوضى. لكن الرئيس استغل خطابه للترويج لما أنجزه من الوفاء بوعوده خلال حملته الإنتخابية، وقال إن عمل إدارته يشبه جهازا أعيد تعديله. وافتتح ترامب تصريحاته بهجوم عنيف على وسائل الإعلام، لتقليلها من إنجازاته بعد أن ورث فوضى في الداخل والخارج. وأشاد كذلك بإدارته للتقدم الملحوظ الذي حققه، مشيرا إلى ارتفاع أسواق الأسهم والحملة التي تشنها على الهجرة غير الشرعية كدليل على نجاحه. وجاء مؤتمر ترامب في البيت الأبيض، في أعقاب إجبار مستشار الأمن القومي على الاستقالة، وسحب وزير العمل، الذي اختاره، ترشحه للمنصب. وتقدم مايكل فلين باستقالته الأثنين الماضي، بعد تسريبات حول تضليله نائب الرئيس مايك بينس، حول ما إذا كان قد ناقش العقوبات الأمريكية مع السفير الروسي في واشنطن، قبل اختياره لمنصب مستشار الأمن القومي. وإذا كانت تلك المزاعم صحيحة، فقد يكون فلين انتهك القانون الذي يحظر على المواطنين العاديين القيام بمهام دبلوماسية أمريكية. وفي مواجهة الضغوط التي واجهها حول ادعاءات وسائل إعلام أمريكية، باتصال مسؤولين في حملته الانتخابية مع مسؤولين روس خلال الانتخابات، رد ترامب: لا أحد ممن أعرفهم فعل هذا . وأضاف: الحديث عن روسيا أخبار وهمية. هذه أخبار وهمية لكن الإعلام روج لها . وهناك دعوات حزبية لتوسيع تحقيق الكونغرس الذي يجري حاليا، حول تدخل مزعوم لروسيا في الانتخابات ليشمل أيضا قضية مايكل فلين. وواجه مراسل آن. بي. سي الأمريكية مزاعم ترامب الخاطئة بأنه فاز بنتائج المجمع الانتخابي بهامش هو الأكبر منذ انتخاب الرئيس السابق، رونالد ريغن، ورد الرئيس ببساطة: لقد أعطوني هذه المعلومات . واقترح ترامب أيضا استبدال أمره التنفيذي المثير للجدل حول حظر سفر مواطني سبع دول إسلامية إلى الولاياتالمتحدة، وسيقدم قرارا جديدا الأسبوع المقبل بهذا الشأن. وقال إن بداية تنفيذ حظر السفر كان سلسا جدا، رغم التحديات القانونية التي واجهتها إدارته، والفوضى في المطارات عندما أعلن مئات المحتجين رفضهم للقرار. وأظهرت وثائق قضائية تم الكشف عنها يوم الخميس، تخطيط ترامب لإلغاء واستبدال قرار حظر السفر بدلا من الاستئناف على الحكم. وكانت لجنة مكونة من ثلاثة قضاة من الدائرة التاسعة قد أيدت، الأسبوع الماضي، قرار المحكمة الابتدائية بتعليق حظر السفر.