دخل، أمس، أساتذة التعليم العالي بكلية العلوم السياسية بجامعة الجزائر 3 في إضراب مفتوح عن العمل، عقب الاعتداء العنيف الذي تعرضوا له الخميس الماضي خلال عقدهم لجمعية انتخابية لأجل إنشاء فرع نقابي على مستوى الكلية، مطالبين الوزير، الطاهر حجار، بالتدخل للوقوف على ملابسات هذا الاعتداء الجسدي واللفظي واستعادة كرامة الأستاذ الذي يعتبر قدوة للمجتمع. وفي هذا السياق، أوضح احد الأساتذة بكلية العلوم السياسية بجامعة الجزائر 3 الذين كانوا احد ضحايا الاعتداء الذي قامت به مجموعة من الأشخاص الذين لا علاقة لهم بالكلية بالإضافة إلى طلبة محسوبين على احد التنظيمات الطلابية، أن الإضراب لقي استجابة واسعة ومآزره على مستوى مختلف الجامعات عبر الوطن، مؤكدا إصرار الأساتذة على مواصلة الإضراب المفتوح إلى حين تدخل الوزارة الوصية لفتح تحقيق في ملابسات الاعتداء، فيما أشار إلى أن الإضراب لا يتعلق بمطالب بقدر ماهو لا علاقة بالاعتداء الجسدي الذي تعرضوا له وجرح كرامة الأستاذ الذي يمثل ضمير المجتمع ونموذجه، متسائلا ماذا ينتظر من مجتمع أصبح ضمنه العنف مبرر بهذه الصورة. من جهة أخرى، كشف أستاذ جامعي آخر بذات الكلية، احد ضحايا الاعتداء، عن عقد اجتماع بقاعة المحاضرات بكلية العلوم السياسية تزامنا مع الدخول في إضراب مفتوح، حضره أساتذة الكلية لمناقشة والخروج بنقاط ومطالب تتعلق بضرورة توفير الحماية للأستاذ، مضيفا أنه إذا ضرب الأستاذ لم يبقى له من الكرامة شيء بعد الاعتداء اللفظي والجسدي عليه، مطالبا وزير التعليم العالي الطاهر حجار بضرورة التدخل والتحقيق في ظروف وملابسات هذا الاعتداء والمسؤولين عنه على مستو ى جامعة الجزائر 3 وخارجها، مشيرا إلى أن اتهامات عميد الجامعة بعدم شرعية الجمعية الانتخابية التي كانوا في صدد عقدها الخميس الماضي مجرد افتراء وكان من الأولى الجلوس معهم على طاولة واحدة وفتح باب الحوار. للتذكير، شهدت، الخميس الماضي، كلية العلوم السياسية بجامعة الجزائر 3 حالة من الفوضى إثر اعتداء عنيف تعرض له الأساتذة داخل الحرم الجامعي من طرف مجموعة من الغرباء الذين لا علاقة لهم بجامعة الجزائر 3، بالإضافة إلى آخرين منتمين إلى إحدى التنظيمات الطلابية، مما أدى إلى إصابة بعض الأساتذة الذين كانوا في صدد عقد جمعية انتخابية لإنشاء فرع للمجلس الوطني لأساتذة التعليم العالي، حيث نقل أحدهم إلى المستشفى لتلقي الإسعافات. وقد عرفت جامعتي دالي إبراهيم وملحقة خروبة اعتداءات مماثلة على الأساتذة أيضا، حيث تعرضوا للتعنيف والضرب من طرف مجهولين، ما تسبب في تعرضهم لجروح. ومن جهته، تبرأ مجلس أساتذة التعليم العالي الكناس خلال انعقاد الدورة الأولى العادية له، من أشكال العنف التي حدثت بالجامعة الصادرة من مجموعة من المنشقين الفاقدين للشرعية، وإصرارهم على إثارة الفوضى واللاإستقرار داخل الجامعة.