شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية 16 غارة على العديد من المناطق في شمال ووسط قطاع غزة، فيما صعد الاحتلال من حملات الإعتقال التي طالت 23 فلسطينيا في الضفة والقدسالمحتلة. وحسب مصادر إعلامية فلسطينية، فقد أطلقت الطائرات الحربية صاروخين على موقع حطين التابع للمقاومة الفلسطينية شمال القطاع بثلاثة صواريخ، وفي ذات الوقت، قامت الطائرات بقصف موقع الشهداء في مدينة النصيرات وسط قطاع غزة، وشوهدت أعمدة الدخان تتصاعد في الأماكن المستهدفة. كما استهدفت طائرات الاستطلاع الحربية، نقطة رصد تابعة للضبط الميداني شرقي مدينة رفح، جنوب القطاع. وأكد الناطق باسم وزارة الصحة الفلسطينية، أشرف القدرة، في بيان، إصابة أربعة شبان فلسطينيين بجراح متوسطة في القصف الإسرائيلي الذي استهدف شرقي مدينة رفح، في الوقت الذي جددت فيه الطائرات الحربية الإسرائيلية قصفها لموقع حطين في شمال القطاع. ويأتي القصف الإسرائيلي للعديد من المناطق في قطاع غزة ردا على إطلاق صاروخ من قطاع غزة، حيث سقط في منطقة النقب الغربي دون وقوع إصابات أو أضرار. وردا على هذا العدوان، حذرت حركتا المقاومة الإسلامية حماس والجهاد الإسلامي في قطاع غزة من مغبة استمرار التصعيد العسكري ضد قطاع غزة. وحمّل المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية حماس، فوزي برهوم الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن استمرار هذا التصعيد الخطير على قطاع غزة، موضحا أن العدوان الإسرائيلي يستهدف المقاومة الفلسطينية وأهلنا في القطاع. وشدد في على أن حركته لن تسمح أو تقبل باستمرار استهداف مواقع المقاومة والمنشآت والممتلكات، مؤكدا أن الاحتلال يتعمد تفجير الأوضاع في غزة. بدورها، قالت حركة الجهاد الإسلامي بأن الاحتلال الإسرائيلي يحاول خلط الأوراق وترجمة تهديداته ضد الشعب الفلسطيني من خلال قصفه لغزة. وأضافت الحركة على لسان الناطق باسمها، داود شهاب: كل ما تسوقه إسرائيل من مبررات لهذا التصعيد هي مبررات باطلة . وأكدت الحركة أن المقاومة لن تقبل باستمرار هذا العدوان مهما كان الثمن ومهما كانت التحديات. ويتزامن التصعيد الإسرائيلي مع انتظار وترقب كبيرين داخل المؤسسات الأمنية والسياسية والعسكرية للاحتلال الإسرائيلي لتقرير مراقب الدولة عن تفاصيل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة عام 2014. وقال مراقبون، إن من شأن التقرير توجيه تهم بالتقصير وضعف الإدارة العسكرية وخطط الميدان وتحديدا فيما يخص فشل المنظومة الأمنية في توقع حجم وخطر ودور الأنفاق أثناء العدوان الاسرائيلي على القطاع الذي استمر 53 يوميا. وبالضفة الغربية، تصاعدت الانتهاكات الإسرائيلية على الفلسطينيين حيث شن الاحتلال الإسرائيلي حملة اعتقال ودهم في عدد من مدن الضفة و القدسالمحتلة. وأفادت مصادر أمنية ومحلية أن قوات الاحتلال اعتقلت 23 مواطنا من مدن نابلس والقدس وقلقيلية وبيت لحم والخليل. وفي هذا الوقت، قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس في كلمة له في اجتماع مجلس حقوق الإنسان فيدجني السويسرية، بأن واقع حقوق الإنسان في فلسطين مأساوي بسبب الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدا أن إسرائيل تنتهك أحكام الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وتضع نفسها فوق القانون الدولي وتضرب بعرض الحائط ميثاق الأممالمتحدة. وجدد المطالبة بإيجاد نظام حماية دولية للشعب الفلسطيني يضع حدا لانتهاك حقوق الإنسان ووقف مصادرة الأراضي والاستيلاء على أحواض المياه والاعتقالات وهدم البيوت وغيرها من الممارسات العنصرية بما يضمن للأطفال العيش بأمن وسلام. كما طالب عباس بوضع آلية ملزمة وجدول زمني واضح ومحدد لإنهاء الاحتلال وإزالة آثاره وقيام دولة فلسطينية على الحدود المحتلة عام 1967. وقال: أيدينا لا زالت ممدود للسلام ومنفتحون لأي حوار إيجابي، ونجدد استعدادنا العمل بإيجابية مع كل دول العالم بما فيهم الإدارة الأمريكية لتحقيق السلام وفق القانون الدولي .