أكد وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الافريقي و جامعة الدول العربية عبد القادر مساهل ، أمس، أن الجزائر محاطة بمنطقة تشهد اضطرابات وتوثرات تشكل تهديدا أمنيا لها من الجنوب والشرق والغرب ،ما جعلها تطور إمكانياتها لحماية حدودها واستقرارها، وأضاف مساهل أن بلادنا حاضرة بقوة بإمكانياتها الوطنية على رأسها عناصر الجيش الوطني الشعبي المرابطين على الحدود لحماية أمن بلادنا. وذكر مساهل أن الدبلوماسية الجزائرية تعمل جاهدة في هذا الاتجاه لمحاولة إبعاد هذا التهديد عن بلادنا بمساعدة الاطراف المتنازعة على إيجاد تسوية سياسية ترضي الجميع. وكما أكد وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية، أن تجربة الجزائر في مجال مكافحة الإرهاب تهم العديد من شركائها الأجانب. و صرح الوزير أن الجزائر حازت على تجربة في مجال مكافحة الإرهاب حيث أصبحت تجربتها تهم العديد من شركائنا . و أشار مساهل إلى أن الجزائر تبنت منطق مكافحة هذه الظاهرة بفضل كفاح قامت به لسنوات عديدة من خلال الجيش الوطني الشعبي و مختلف مصالح الأمن، و كذا بفضل مشاركة المواطنين و الإجراءات و السياسات الجارية منذ وصول رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة إلى سدة الحكم سنة 1999 لا سيما سياستي الرحمة و الوئام المدني و كذا المصالحة الوطنية. و بخصوص مسألة القضاء على التطرف، أشار السيد مساهل إلى أن المقاربة الجزائرية عرضت لأول مرة في الولاياتالمتحدةالأمريكية بمناسبة قمة ترأسها باراك اوباما خاصة بظاهرة التطرف و مكافحة المقاتلين الأجانب. و تتمثل هذه المقاربة في شرح الطرق و الوسائل الكفيلة بالتمكن من تجنب التطرف و القضاء عليه . واعتبر الوزير أن القضاء على التطرف هو الكفاح ضد ظاهرة الاقصاء والحصر ، مبرزا الأدوات و الترتيبات التي اتخذها رئيس الجمهورية لا سيما قانون المصالحة الوطنية . و في هذا السياق تطرق إلى السياسات الملموسة جدا التي تتبعها الدولة و الخاصة بإبراز الصورة الحقيقية للإسلام و الدور الديني و الثقافي للمسجد و نزع الطابعين السياسي و الاديولجي عنه . ووفي إطار الجهود التي تبذل من أجل إيجاد حل سياسي للأزمة الليبية أشار مساهل خلال استضافته بالإذاعة الوطنية إلى أن الجزائر تحظى باحترام و مصداقية من الأشقاء الليبيين وذلك لأنها كانت ولازالت بعيدة كل البعد عن التدخل في الشؤون الداخلية لهذا البلد وهي الثقافة التي اكتسبتها منذ تاريخ الثورة التحريرية المجيدة إضافة إلى أنه ليس لديها مصالح في ليبيا فهي لاتملك لا جالية كبيرة ولا مؤسسات ، وهي تقدم دوريا مساعدات إنسانية للمواطنين على الحدود مع بلادنا فقط وأشار مساهل إلى رفضه لفكرة تعدد المبادرات وقال في هذا الشأن بقدر ما تعددت المبادرات لحل الازمة الليبية بقدر ما كان الحل بعيدا فالأمثل هو أن تكون المبادرة ليبية ونبه إلى هناك اتفاق ليبي سياسي مرجعي بالنسبة لليبيين لكنه قابل للمراجعة والتصحيح . وتحدث مساهل عن لقاء تونس المنعقد مؤخرا وأوضح أنه سمح بتقريب وجهات النظر والعمل سويا من أجل قيادة الفرقاء إلى طاولة حوار واحدة مؤكدا أن الأزمة الليبية هي مسألة الليبيين والحل يجب أن يكون مؤسسا على الحوار المباشر مابين الليبيين أنفسهم وهم قادرون على الخروج من أزمتهم بعيدا عن أي تدخل في شؤونهم .