أثار كتاب سي بوعزيز ..أخر ملوك الزيبان لمؤلفته الفرانكوجزائرية، فريال فيرون، حفيدة الباشا أغا بن قانة، ضجة كبيرة على الساحة الوطينة خلال الأيام الماضية، خاصة بعد أن تم استضافة مؤلفته على التلفزيون العمومي، هذا الكتاب الذي وضع مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة في نفس المرتبة مع الحركي بن قانة، حمل تزيفا واضحا للمعلومات التاريخية،الأمر الذي أثار بدوره حفيظة عائلة الأمير عبد القادر، التي ردت بقوة على ادعاءات فيرون، حيث قالت عتيقة بوطالب، حفيدة الأمير في حوار ل السياسي ، أنه لا مجال للمقارنة بين تاريخ الأمير المشرف في المقاومة، ضد المستعمر الفرنسي التي استمرت 17 سنة كاملة، وبن ماض سي بوعزيز الحركي الملقب ب شيخ العرب الذي كان يقدم أذان الثوار للقادة الفرنسيين، مؤكدة أن مؤلفة هذا الكتاب حاولت استغباء الشعب الجزائري من خلال معلومات تاريخية مزيفة، من أجل مصالح شخصية ضيقة، كما دافعت بوطالب عن تاريخ الجزائر بقوة، مؤكدة أن المساس به خط أحمر، موضحة ان الامير عبد القادر يفتخر به 40 مليون جزائري، وليس عائلته فقط . خلف كتاب حفيدة الباشا اغا بن قانة ،الفرانكوجزائرية فريال فيرون، ضجة كبيرة على الساحة السياسية والثقافية في الجزائرية، خاصة وأنه جاء فيه تمجيد لجدها الباشاغا بوعزيز بن قانة، الذي كان يقوم، بارسال أذان الثوار الجزائريين الى القادة الفرنسين، ماهي دلالات هذه الضجة خاصة وأن البعض اعتبرها محاولة فاشلة من قبل البعض لتمجيد الحركى الذين لديهم تاريخ سلبي كرونولوجيا في استقلال الجزائر وشعبها ؟. من حق فريال بن شيكو ان تكتب كتابا يتجاهل التاريخ، و يقترب أكثر من الرومانسية، و الاوهام...و لكن خطورة هذا الامر تكمن في الاشهار بكتاب يحرف تاريخ الجزائر على ارض الوطن، و اعطائها الفرصة ان تدافع، و تبرر افعال اجدادها عبروسائل الاعلام العمومية، فقد تجاوزت حدود حريتها عندما حاولت استغباء الشعب الجزائري، و تحريف تاريخه. و الضجة التي احدثها هذا الامرليست من حق فقط ،بل من واجب كل جزائري غيور على بلده، و يعتز بتاريخه، و يرغب في الحفاض على ذاكرة شهدائنا الابرار. اعتبر الجزائر خط احمر و لا يمكنني كمواطنة غيورة على وطنها ان لا اهتز و لا أرد على أشخاص غرضهم استغباء الشعب الجزائري ، و استغلال وجود بعض المقربين لهم و علاقاتهم الشخصية في مراكز تسمح لهم بالتصرف حسب مزاجهم بالقطاعات العمومية لتحقيق اهدافهم الشخصية، السؤال الذي يجب طرحه هومن وراء هذه المسخرة، و ما الغرض منها؟. تحدثت مؤلفة الكتاب فريال فيرون والمعنون ب سي بوعزيز آخر ملوك الزيبان ، باسهاب وبكل فخر عن جدها والملقب ب شيخ العرب ، ولم تكتفي بهذا فقط بل قحدت في نضال،-مؤسس الدولة الجزائرية- الأمير عبد القادر، واعتبرت أن نضاله ضد المستعمر الفرنسي لم يتجاوز 3 فقط، كيف تريين هكذا معلومات أوردتها حفيدة شخص كان له تاريخ شنيع ضد الشعب الجزائري ؟ . بن قانة ساعد فرنسا على احتلال الزيبان وبقية الصحراء أولا، عنوان هذا الكتاب يعطي فكرة عن مدى مصداقية محتواه. فمتى كانت منطقة الزيبان مملكة ليكن ملكها سي بوعزيز؟ ثانيا، حسب معلوماتي ،كان شيخ العرب متسببا في فتح طريق الزيبان و الصحراء للاحتلال الفرنسي.و حسب ما جاء به المؤرخون، فقام سي بوعزيز بن قانة، بخيانة احمد باي، ولم يكتفي بالالتحاق بالمستعمر، بل قام بقتل اي كان يقف بوجه المستعمر، و اهداء اذنهم كبرهان على و لائه، و وفائه لفرنسا. فكيف تبررهاته الاعمال، و كيف يمجد هذا الشخص، و كيف يقارن بالامير عبد القادر، المقاوم؟ فما جاءت به فريال بن شيكو ما هو الا تحريف لتاريخ الجزائرو ومجرد خرافات. الحقائق التاريخية تقول أن الباشا اغا بن قانة، الموالي للاستعمار الفرنسي، قام بعرقلة مقاومة الامير عبد القادر، لكن حفيدته حاولت اظهاره للجزائريين، في ثوب شخص طاهر ، رغم الخيانة التي قام بها ضد الشعب الجزائري، كيف يمكن للتصدي لمثل هذه التحركات التي تحاول تزييف التاريخ خدمة لمصالحها وتقديمه للشعب الجزائري ؟ . لا جدال في ما جاء به المؤرخون، وما قامت به فريال بن شيكو في نظري، ليس فقط تزييف للتاريخ، بل شتم للتاريخ، استفزاز للشعب الجزائري، و طعن لذاكرة شهدائنا الابرار بضعة ايام فقط بعد احياء اليوم الوطني للشهيد، ما حصل غير مقبول و لا يمكننا تجاهله،و حصره في نطاق معركة بين عائلتين، فالقضية قضية وطنية، ومن حق الشعب ان يطالب باستفسارات المسؤولين الذين قاموا بدعم هاته السيدة.لا يمكن تجاهل التاريخ لهذه الدرجة، كيف اتيحت الفرصة الى حفيدته للإشهار بهذا الشخص الذي لا يشرف لا الجزائر و لا الانسانية . التاريخ شاهد على شجاعة الأمير عبد القادر أنت حفيدة مؤسس الدولة الجزائرية، الامير عبد القادر، والفرانكو جزائرية فريال فيرون، حفيدة الحركي الباشا أغا بن قانة، كل منكما يدافع عن تيارين متضادين في تاريخ الجزائر، احدهما قاوم المستعمر، والاخر انبطح للمستعمر، الى أي مدى انكشفت هذه الحقائق للشعب الجزائري وأصبحت جلية، حتى تكون مثل هذه التحركات الممجدة ل الخونة لاتمثل سوى عن جعجعة في طحين ؟ مسارالامير عبد القادر ليس بحاجة ان ادافع عنه، فالتاريخ و الامم اجمع يشهدون له بما قام به، و المؤرخين متفقين على شجاعة، و نضال الامير الذي دام 17 سنة. فلا فريال و لا احد يمكنه ان يشكك الشعب في مقاومة الامير للقوى الاحتلالية. انا حقيقة من عائلة الامير، و بالضبط حفيدة سيدي علي بوطالب،الذي هو عم الامير عبد القادر، و لكن الامير عبد القادر و تاريخه ليس ملكا لعائلة بل ملك 40 مليون جزائري يعتزون و يفتخرون به. اعتبر الجزائر خط احمر و لا يمكنني كمواطنة غيورة على وطنها ان لا اهتز و لا أرد على أشخاص غرضهم استغباء الشعب الجزائري ، واستغلال وجود بعض المقربين لهم و علاقاتهم الشخصية في مراكز تسمح لهم بالتصرف حسب مزاجهم بالقطاعات العمومية لتحقيق اهدافهم الشخصية، فالقضية لا تختصر في معركة إعلامية بين ابنة فلان ضد ابنة فلان بل القضية اكبر و اخطر من ذالك بكثير، و هي قضية وطنية تستحق يقظة الشعب للدفاع عن تاريخه المجيد. أرجو من الكل ، و خاصة بعض الصحف ان لا تغلّط الرأي العام بالتلاعب بما قلته لمحاولة تغطية الشمس بالغربال و إشعال نيران باردة. فالقضية لا تختصر في معركة إعلامية بين ابنة فلان ضد ابنة فلان بل القضية اكبر و اخطر من ذالك بكثير، و هي قضية وطنية تستحق يقظة الشعب للدفاع عن تاريخه المجيد. فكلنا أبناء الامير عبد القادر! و صرختي هي قبل كل شيء صرخة مواطنة جزائرية متخوفة من هاته التصرفات التي تهدد الوحدة الوطنية، و تزرع الفتن عبر تمجيد الخونة. فالسؤال الذي لا بد ان نطرحه على انفسنا، هو من المستفادين الحقيقيين من هذا الامر، و لماذا الان؟ المؤرخون يؤكدون أن الخيانة لم تبدأ منذ سنة 1954، أي مع اندلاع الثورة الجزائرية، بل كانت منطلقاتها قبل الحملة الفرنسية ضد الجزائر سنة 1830 ، كيف تعلقين كقارئة للتاريخ على هذه الفكرة، التي كانت تداعياتها خطيرة على الجزائريين خاصة وأن بعض المؤرخين يعتبرونها سببا في أنها اطالت عمر المستعمر الفرنسي في الجزائر ؟ لست مؤرخة، و دراستي للتاريخ تعتبر عامة و لا تفوق قراءة مقالات و كتب حول تاريخنا، و معلوماتي لا تسمح لي بالتعليق عن ذلك ببراهين، و لكن يبدو لي ان الخيانة موجودة في كل عصر،و اكيد ان لولا تواطؤ البعض مع المستعمر، لا قضي عليه في اقل من 132 سنة. غير ان ذالك ليس السبب الوحيد،ففي رايي، كان من الصعب هزم جيش كان من اقوى جيوش العالم، و كان له خبرة كبيرة في الحروب. الامير عبد القادرقام بهزمه في كثير من المعارك رغم انه لم يكن بيديه نفس الامكانيات المتوفرة لدى الجيش النابوليوني. بكل صراحة هل منحنا القيمة الحقيقية، لمفهوم البطل الثوري في الجزائر، وانصفناه تاريخيا، خاصة وأنه أمن بفكرة الجزائر المستقلة، ودافع عنها بكل ما يملك ضد الغطرسة الفرنسية منذ دخولها للجزائر سنة 1830، وعبر مسار نضالي طويل أستمر 132 سنة ؟ الجزائر كبيرة، و تاريخها كبير، و واسع، و مهم جدا، و ابطالها متعددين، فلا اظن اننا قمنا بالواجب كما ينبغي، و المشوار لا زال طويل، و لا بد ان نقوم بواجبنا نحو كل ابطال الجزائر الذين ضحوا من اجلنا. فكيف نستطيع السير الى الامام من غير ادراكنا لما قدم اجدادنا من تضحيات ؟. تم قبل شهر تقريبا، الاعلان عن تجميد فيلم الامير عبد القادر ، وأوعز وزير الثقافة عزالدين ميهوبي، السبب الى لغياب سيناريو متميز يعكس شخصية الأمير ، وكذا لعدم قدرة الوزارة على تأمين الميزانية التي يحتاجها الفيلم، الا ترين أن هذا التأخر في تصوير مثل هذه الافلام التي تمجد الذاكرة الوطنية والتاريخية للشعب الجزائري ، يسمح ببروز تحركات تمجد الخونة ، من منطلق ان الطبيعة لا تقبل الفراغ ؟. فيلم الأمير سيعزز الذاكرة الجماعية للجزائريين طالب السيد محمد بوطالب ، رئيس مؤسسة الامير عبد القدرفي عام 2000، من رئاسة الجمهورية ان توفر الدولة الميزانية اللازمة للقيام بهذا المشروع، و لبي الطلب، و كلفت وزارة الثقافة بالاشراف على المشروع.بالتشاور مع مؤسسة الامير عبد القادر، فلوحض تمرضا، و تعطلا بسب عدم توفر سيناريو مناسب،ر غم وجود كتب لمؤرخين معروفين، ككتاب بوعلام بسايح، و غيرها...و قامت خليدة تومي بالاعلان في اواخر السنة 2013 اختيار فريق لإنتاج هذا الفيلم. للأسف هذا لم يحصل و لا زال الجزائريون متعطشين، و متشوقين لهذا المشروع الذي يخدم الذاكرة الجماعية، و أتمنى ان تأخد السلطات ذالك بعين الاعتبار، لا بد ان ينجح هذا المشروع الشيق و كذلك انتاج أفلام اخرى تتطرق الى كل ابطالنا، و كافة التاريخ الجزائري. استحدثت وزارة المجاهدين مسابقة جائزة اول نوفمبر 1954 تخص، البحث التاريخي ، السمعي البصري، القصة القصيرة والرواية ، المسرح والشعر، هل تعتقدين ان مثل هذه المبادرات من شأنها ان تساهم في الحفاظ على الذاكرة الوطنية ؟ بطبيعة الحال لا بد ان نشجع و ندعم كل المبادرات و المجهودات التي يقام بها لتعميم و تعريف رسالة شهدائنا الابرار. ما قامت به وزارة المجاهدين مجهود مهم، و لكن ما لا بد ان تتكرر المجهودات، و لا تختصر في احياء ذكرى بضعة ايام في السنة. فلا بد ان نعطي لتاريخنا مكانته، و أهمية اكبر ليرسخ في اذهان الأجيال القادمة كما رسخ في اذهاننا و اذهان ابائنا، فلا بد ان تكون المجهودات في سبيل نقل الرسالة، و الأمانة من جيل لجيل، للأبد .و باب الاجتهاد في هذا الامر لا بد ان يبقى دائما مفتوح في سبيل ذاكرتنا الجماعية.