يترقب سكان بلدية بودواو بولاية بومرداس، المحاذية لعاصمة البلاد من الناحية الشرقية، بشغف كبير إتمام إنجاز مشروع مستشفى 120 سرير المتخصص في الأمراض العقلية والنفسية الذي يعرف تأخرا كبيرا. ولم تتجاوز حاليا نسبة إنجاز هذه المنشأة الصحية المسجلة ضمن البرنامج الخماسي لدعم النمو الاقتصادي 2005 - 2009 شطر 2006 ال50 بالمائة حاليا، علما أن الأشغال انطلقت به سنة 2010. وأرجع القائمون على هذا المشروع القطاعي الذي كان يفترض تسليمه سنة 2014، التأخر المسجل في الإنجاز -حسب التوضيحات التي قدمت مؤخرا للوالي عبد الرحمن مدني فواتيح عقب تفقده للمشروع ضمن زيارة للبلدية- أساسا إلى عدم توفر الأرضية المناسبة له. وتتمثل باقي الأسباب في تغيير موقع إنجاز المشروع لأكثر من مرة، وكذا للتأخر المسجل في الحصول على الأغلفة المالية المنجزة عن إعادة التقييم المالي لكلفة المشروع لأسباب تقنية أخرى لم يذكرها. وعلى إثر هذه الزيارة، أمر الوالي كل من شركة المقاولات المكلفة بالإنجاز ومكتب الدراسات المكلف بالمتابعة بضرورة مضاعفة وتيرة الأشغال بغرض تسليم هذا المرفق الصحي جاهزا من كل النواحي قبل نهاية 2017 كحد أقصى نظرا للحاجة الماسة لسكان المنطقة له. وقرّر الوالي بهذه المناسبة كذلك وبعد التشاور مع المعنيين على توسيع نطاق الخدمات التي تقدمها هذه المنشأة لتشمل الجمع بين الطب العقلي والطب العام، تماشيا مع التنامي الكبير لسكان المنطقة واحتياجاتها المتزايدة في المجال وكذا لقدرة المنشأة على استيعاب هذا النوع الجديد من الخدمات. قرب استلام المشروع يبعث الأمل في نفوس المرضى بعث خبر تعهد والي الولاية بتسليم مشروع مستشفى الأمراض العقلية والنفسية والطب العام والشروع في تقديم خدماته قبل نهاية 2017، ارتياحا كبيرا لدى عموم الناس وخاصة لدى الأشخاص المعنيين بهذه الأمراض عبر عدد من مناطق بلدية بودواو. ونوّه أحد المرضى -أشرف على السبعين من العمر- كان بمصحة عمومية جوارية بضواحي مدينة بودواو، بخبر فتح المستشفى الجديد في الآجال المذكورة قائلا تهون كل المتاعب التي عانينا منها، المهم هو تحديد موعد بدء الاستغلال . وأعربت أخرى كانت بنفس المصحة المذكورة عن فرحتها بهذا الخبر السار الذي إطّلعت عليه سابقا عبر أمواج الإذاعة الوطنية وبعض الصحف الوطنية، خاصة وأن قرب هذا المرفق من مسكنها يغنيها معاناة ومشاق التنقل إلى مناطق أخرى بحثا عن التكفل الطبي والعلاج. ونفس الارتياح لمسناه عبر عدد من سكان المنطقة الذين ثمنوا هذا الإنجاز الذي يبعث الأمل في نفوس خاصة المرضى، داعين السلطات المعنية إلى عدم تخييب المرضى والالتزام بوعودها هذه المرة وتسليم المشروع في الآجال المعلنة. أزيد من 30 ألف متر مربع لإنجاز المشروع ويجري إنجاز هذا الصرح الطبي الهام بتكلفة إجمالية تزيد مليار دج، على مساحة أرضية ملائمة تزيد عن 30.000 متر مربع بمنطقة بدر الدين الواقعة جنوبالمدينة، نظرا لتوفرها على عدة امتيازات تتمثل أساسا في بعدها عن ضجيج المدينة وتوفر المكان على الهواء النقي. وقسمت هذه المنشأة الصحية التي وجّه الثلث من مساحتها الإجمالية فقط للبناء والمتبقي خصصت لفضاءات موزعة بين طبية وترفيهية ومساحات خضراء وأخرى مخصصة للعب الأطفال و أخرى مخصصة لطب النساء والرجال وغيرها. ويمكن هذا الصرح الطبي عند دخوله مرحلة الاستغلال بعد تجهيزه بأحدث التجهيزات الطبية في الميدان -حسب التوضيحات المقدمة للوالي- من التخفيف كثيرا من أعباء ومشاق التنقل لمرضى الأمراض العقلية والنفسية لهذه الولاية الذين يضطرون حاليا إلى التنقل إلى الولايات المجاورة كتيزي وزو أو البليدة والجزائر العاصمة من أجل تلقي العلاج. وتجدر الإشارة إلى أن ولاية بومرداس تتوفر حاليا على عدد من المنشآت الطبية الهامة تتمثل أهمها في المؤسسات العمومية للصحة الجوارية بكل من دلس وبرج منايل وخميس الخشنة وبومرداس، وتتوفر جميعها على مؤسسات إستشفائية تغطي بخدماتها المختلفة ومصالحها الطبية المتخصصة في عدة مجالات كل احتياجات سكان الولاية في الجانب الطبي.