يبدو أن السلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، ورغم مستواه العلمي ومنصبه العالي، إلا انه على غير دراية بتاريخ الجزائر العظيم وغير متطلع كفاية على أعظم ثورة في القرن العشرين، التي خاضها رجال أبطال صنعوا التاريخ بتضحياتهم، مسترجعين بها السيادة الوطنية ونالوا الاستقلال الذي أخذ ولم يُمنح، حسبما يعتقده بن محمد القاسمي. ورغم ذلك، يتطاول على استقلال شعب قدّم الغالي والنفيس، من اجل استرجاع بلده، حيث قدّم مليون ونصف مليون شهيد خلال الثورة التحريرية فقط التي دامت 7 سنوات، وحوالي 10 ملايين شهيد منذ دخول الاستعمار الفرنسي سنة 1830، وهذه التضحيات العظيمة، تتجازت اليوم عدد سكان بعض الدول العربية كاملة، لكن المسؤول الإماراتي تناسها، وذهب يذكرنا بتصريحات عدو الجزائر، الجنرال ديغول، الذي مرغت الثورة أنفه وأنف الناتو في التراب، ودعا العديد من المثقفين الجزائريين، جاهل الشارقة لكي يطلع جيدا على تاريخ الجزائر، وأن يتوضأ مرتين قبل الحديث عنه.