تشهد ولاية الوادي تحولات هامة في عديد القطاعات التنموية سيما منها التي تتلاءم مع خصوصياتها على غرار الفلاحة والسياحة والاستثمار في المجال الصناعي، مما أهلها أن تتحول خلال السنوات القادمة إلى قطب تنموي بامتياز. لقد تحولت هذه الولاية الحدودية المتاخمة للحدود التونسية والتي تتربع على مساحة قوامها 45.000 كلم بعدد ثلاثين بلدية، إلى ولاية تحتل الصدارة على المستوى الوطني في إنتاج عديد المحاصيل الزراعية وفي مقدمتها البطاطس والفول السوداني والتبغ، وذلك بفضل توفر عدة عوامل ومن بينها العقار الفلاحي والإمكانيات البشرية. وهكذا، فقد مكنت إجراءات توفير العقار الفلاحي وتسهيل آليات الاستفادة منه واستغلاله من بين المعطيات التي ساهمت إلى حد بعيد في زيادة مساحة الأراضي الفلاحية المستغلة حيث وزعت في الفترة الممتدة من 2000 إلى 2016 وفي إطار تجسيد قانون 83/18 المؤرخ في 13 أوت 1983 المتضمن تشجيع الفلاحين على استصلاح الأراضي الفلاحية، 109.374 هكتار لفائدة 21.600 مستفيدا سيما من فئة الشباب المهتمين بالإستثمار في المجال الفلاحين، كما ذكرت مديرية المصالح الفلاحية. ولاية مزدهرة في إنتاج بعض المحاصيل الزراعية وفي إطار آليات الحصول على العقار الفلاحي التي أقرها القانون رقم 10-03 وهي العملية التي انطلقت مع مطلع 2010، فقد تم تحويل 2.915 هكتار من حق الإنتفاع الدائم إلى حق الامتياز لفائدة 2.602 مستثمر، وقد أنجز ما نسبته 90 بالمائة هذه العملية التي تستهدف تحويل 3.204 هكتار (2.567 مستثمرة). كما مكنت الإجراءات العملية المتعلقة بتسهيل استغلال العقار الفلاحي من الوصول إلى 27.862 مستثمرة فلاحية (28.392 فلاح )، وهو ما ساهم في تحقيق إنتاج كمي ونوعي للعديد من المحاصيل الزراعية بالمنطقة. وأثمرت هذه المجهودات المبذولة من تحقيق ولاية الوادي لأعلى قيمة نقدية على المستوى الوطني للمنتوج الفلاحي بنوعيه النباتي والحيواني، والتي بلغت 180 مليار دج خلال الموسم الفلاحي (2015-2016) بمساهمة تقدر بأزيد من 6 بالمائة من المنتوج الفلاحي الوطني، وفق ذات المصدر. وتجسد ذلك من خلال احتلال الولاية خلال ذات الموسم الفلاحي المرتبة الثانية وطنيا في إنتاج محصول البطاطس بإنتاج يقدر ب000 180 11 قنطار، بمساهمة بلغت 24 بالمائة من المنتوج الوطني بمعدل 329 قنطار في الهكتار، وهو يمثل 60 بالمائة من قيمة الإنتاج النباتي المحلي المقدر ب000 800 18 قنطار، حسب إحصائيات مديرية القطاع. وتقدر المساحة المستغلة في إنتاج محصول البطاطس ب34.000 هكتار موزعة على 18 بلدية وتتمركز في 6 بلديات، وهي تمثل نسبة 35 بالمائة من المساحة الإجمالية للأراضي الفلاحية المستغلة بالولاية والمقدرة ب95.000 هكتار. زراعة النخيل تحتفظ بمكانتها ولا زالت زراعة النخيل تحتفظ بمكانتها المتميزة بولاية الوادي التي تزخر بثروة بمنطقتي سوف وريغ تقدر ب8ر3 ملايين نخلة مثمرة تتربع على مساحة إجمالية قوامها 37.000 هكتار، تتصدرها أشجار نخيل من صنف دقلة نور ب4ر2 مليون نخلة وهو ما يمثل 63 بالمائة من إجمالي ثروة النخيل بقدرة إنتاج تصل إلى 7ر1 مليون قنطار، وهي بذلك تحتل المرتبة الثانية وطنيا في إنتاج التمور بإنتاج إجمالي يفوق 5ر2 مليون قنطار بمساهمة وطنية تقدر ب25 بالمائة من المنتوج الوطني، كما ذكرت مديرية القطاع. ومن جهتها، تعرف زراعة الفول السوداني بهذه الجماعة المحلية رواجا وازدهارا واسعا بين الفلاحين، والتي تشمل مساحة إجمالية قوامها 1.670 هكتار مما جعلها تتقدم الصدارة في إنتاج هذا المحصول الفلاحي على المستوى الوطني بمساهمة بلغت 47 بالمائة من الإنتاج الوطني بإنتاج تجاوز 50.000 قنطار. وتتمركز هذه الزراعة عبر أقاليم 6 بلديات، سيما منها الواقعة بشمال وشرق منطقة سوف على وجه التحديد. كما تحتل الولاية الصدارة وطنيا في إنتاج مادة التبغ الذي تتمركز زراعته في بلديتي قمار والرقيبة بشمال الولاية على مساحة قوامها 1.680 هكتار وبقدرة إنتاج تصل إلى 40.000 قنطار بمساهمة تقدر ب41 بالمائة من المنتوج الوطني. وقد وفرت هذه الحركية في مجال الإستثمار الفلاحي أزيد من 125.000 منصب شغل من بينها 77.000 دائم و48.000 موسمي، حسب المصدر ذاته. قطاع الصحة يتعزز بمؤسسة استشفائية لطب العيون ومن جهته، تدعم قطاع الصحة بالولاية بمؤسسة استشفائية لطب العيون المنجز في إطار الشراكة الجزائرية الكوبية، وهو مرفق طبي بطاقة 40 سرير ويحتوي على عديد الأجنحة (الأشعة والمخبر والتكوين والاستعجالات والعمليات الجراحية والفحص). ويشرف على تسير مختلف مرافقه الطبية، طاقم طبي وشبة طبي كوبي يضم أزيد من 60 ممارسا موزعين بين مختلف التخصصات الطبية الجراحية للعيون. كما تعزز القطاع بمركز جهوي لتشخيص ومعالجة مرض الأورام السرطانية وهو هيكل طبي ضخم خصص له غلافا ماليا بقيمة 2ر5 مليار دج (دراسة وإنجاز) وما يزيد عن 5ر3 مليار دج للتجهيز، ويسجل تقدم في الأشغال بحدود 97 في المائة. وينتظر أن يدخل هذا المرفق الطبي (140 سرير) حيز الخدمة في آجال قريبة، ويحتوي على عديد الأجنحة الطبية ذات الصلة المباشرة بعلاج من أورام السرطان، حسبما ذكرت مديرية القطاع.