قالت وزارة الدفاع الروسية، إن الغاز الكيماوي الذي أدى إلى مقتل وإصابة العشرات في بلدة خان شيخون السورية، مصدره مخزن أسلحة للمعارضة التي تسيطر على البلدة. واعترفت الوزارة بأن طائرات تابعة للحكومة السورية أغارت على بلدة خان شيخون في محافظة إدلب، لكنها قالت إن الغارة أصابت مخزنا تجهز فيه ألغام تحوي مواد سامة للاستخدام في العراق. وقالت الولاياتالمتحدة وجهات أخرى إن الطائرات السورية ألقت أسلحة كيماوية على البلدة، لكن دمشق نفت ذلك. ورد وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون على وزارة الدفاع الروسية بالقول كل الأدلة التي رأيتها تشير إلى أن نظام بشار الأسد يستخدم أسلحة كيماوية غير شرعية ضد شعبه . وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره المملكة المتحدة إن 72 شخصا قتلوا في خان شيخون بينهم 20 طفلا. ويظهر في لقطات أخذت في موقع الحادث أشخاص بينهم أطفال يعانون من أعراض اختناق. وسيخيم هذا الحادث بظلاله على مؤتمر سيعقد في بروكسل وسيناقش فيه 70 من ممثلي الدول المانحة الوضع في سوريا، وإيجاد طريقة لإيصال الإغاثة إلى آلاف المدنيين العالقين في مناطق القتال. وسيعقد مجلس الأمن الدولي جلسة طارئة لمناقشة الحادث في سوريا. وحث وزير الخارجية الألماني سيغمار غابرييل روسيا على دعم مشروع قرار لمجلس الأمن الدولي يدين استخدام أسلحة كيماوية في سوريا. وقد اقترحت الولاياتالمتحدةوبريطانيا وفرنسا مشروع القرار للتصويت في المجلس بتحميل حكومة بشار الأسد المسؤولية عن الهجوم على خان شيخون. وقال غابرييل للصحفيين قبل مشاركته في مؤتمر بروكسل: نرى أن من الصواب أن يهتم مجلس الأمن الدولي بقضية الغاز السام، ونناشد روسيا أن تدعم قراره، من أجل التحقيق في الحادث وتحميل مرتكبيه المسؤولية . جريمة حرب وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كونوشينكوف: يوم الاثنين بين الساعة الحادية عشرة والنصف صباحا والثانية عشرة والنصف ليلا، شنت طائرات سورية غارات على مخزن كبير للذخيرة تابع لإرهابيين في الضواحي الشرقية لبلدة خان شيخون، وكانت هناك ورش لتصنيع ذخائر كيماوية في موقع المخزن . وأضاف أن الذخائر الكيماوية استخدمت في حلب العام الماضي، وأن الأعراض التي بدت على الضحايا في لقطات الفيديو التي انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي شبيهة بتلك التي أصابت الضحايا في حلب العام الماضي. ووصف مندوب بريطانيا لدى الأممالمتحدة ماثيو رايكوفت الحادث بأنه جريمة حرب ودعا أعضاء مجلس الأمن الذين دافعوا في الماضي عن أشياء لا يمكن الدفاع عنها أن يغيروا موقفهم. وأدان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في بيان ما وصفه بالأعمال الفظيعة التي ترتكبها حكومة بشار الأسد. واتهم وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون الحكومة السورية بالبربرية الوحشية. ووصف المبعوث الدولي إلى سوريا ستفان ديي ميستورا الهجوم بأنه فظيع وطالب بالكشف عن المسؤولين عنه. وتستمر الحرب في سوريا منذ 6 سنوات، ولا يبدو حل سياسي في الأفق. وقد نزح 5 ملايين سوري إلى خارج البلاد بينما نزح ستة ملايين آخرين عن أماكن سكناهم في الداخل نتيجة الحرب، حسب بيانات الأممالمتحدة. وقتل في الحرب أكثر من ربع مليون شخص. وقالت مراسلة بي. بي. سي ، ليز دوسيت إن الهجوم قد يشكل عائقا لأعمل المؤتمر الدولي في بروكسل. ويأمل الاتحاد الأوروبي باستخدام إمكانية تمويل إعادة إعمار سوريا كورقة في محادثات السلام، لكن الحادث الأخير سيدعم وجهة نظر من سيقولون إن الوقت ليس مناسبا للحديث عن إعادة الإعمار.