توالت المواقف الدوليّة المستنكرة للهجوم الكيميائي الذي تعرّضت له بلدة خان شيخون في إدلب، والذي اتُّهم بشنّه الجيش السوري، لليوم الثاني توالياً. وأعلن وزير الخارجيّة البريطانيّة بوريس جونسون اليوم الأربعاء، أن كلّ الأدلّة تُشير إلى تورّط قوات الجيش السوري في "القصف بغازات سامة"، الذي أوقع نحو 72 قتيلاً أمس الثلاثاء، في خان شيخون بشمال غرب سوريا. وقال جونسون عند وصوله للمشاركة في مؤتمر دولي حول مستقبل سوريا في بروكسل: "كلّ الأدلّة التي اطّلعت عليها توحي بأن ذلك كان نظام الأسد، الذي يستخدم أسلحة غير مشروعة ضدّ شعبه". من جهته، حضّ وزير الخارجيّة الألمانيّة زيغمار غابرييل، روسيا، على دعم قرار لمجلس الأمن الدولي يُدين الهجوم الكيميائي في سوريا، معتبراً أن المسؤولين عنه يجب أن يمثلوا أمام محكمة دوليّة. وقال غابرييل: "نرى أنه من الصواب أن يُركّز مجلس الأمن على قضيّة الغاز السام هذا اليوم. ونحن نُناشد روسيا دعم قرار مجلس الأمن والتحقيق في الواقعة ومحاسبة المسؤولين"، مضيفاً: "علينا أن نفعل كلّ ما هو ممكن كي يمثل هؤلاء المسؤولين أمام محكمة دوليّة، لأنّ هذه واحدة من أبشع جرائم الحرب التي يُمكن تخيّلها".
بدوره، أكّد الأمين العام للأمم المتّحدة أنطونيو غوتيريش، أن "جرائم حرب لا تزال ترتكب في سوريا"، واصفاً الهجوم ب"غازات سامة" الذي وقع في خان شيخون بشمال غرب البلاد، بأنّه "مروّع". وقال غوتيريش، إنّ "هذه الأحداث المروّعة تظهر للأسف أن جرائم حرب لا تزال تُرتكب في سوريا وأن القانون الإنساني الدولي يُنتهك بشكل متكرّر في هذا البلد".
وفي السياق ذاته، ندّد الأمين العام للجامعة العربيّة أحمد أبو الغيط ب"الجريمة الكبرى" التي ارتكبت بحقّ المدنيين غداة هجوم ب"غازات سامة" في بلدة خان شيخون في شمال غرب سوريا. وقال أبو الغيط في بيان صادر عن مكتبه، إنّ "استهداف وقتل المدنيين بهذه الوسائل المحرّمة، يُعتبر جريمة كبرى وعملاً بربريّاً، وأن من قام به لن يهرب من العقاب، ويجب أن يلقى جزاءه من قبل المجتمع الدولي، طبقاً للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني".
من ناحيته، ندّد البابا فرنسيس في الفاتيكان ب"المجزرة غير المقبولة" في سوريا. وقال البابا خلال لقاء الأربعاء الأسبوعي: "نشهد بذهول الأحداث الأخيرة في سوريا"، مضيفاً: "أستنكر بشدّة هذه المجزرة غير المقبولة التي وقعت في محافظة إدلب بالأمس، حيث قُتِلَ عشرات الأشخاص العزل وبينهم عدد كبير من الأطفال".
إلى ذلك، اعتبر رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك، أن "النظام السوري هو المسؤول الرئيسي عن الفظاعات في سوريا". وقال: "قتل أطفال ونساء ورجال من دون تمييز بواسطة أسلحة كيميائيّة، هو تذكير مأسوي بوحشيّة النزاع السوري والنظام السوري"، مؤكّداً أن "من يدعمونه يتقاسمون المسؤوليّة".
من جهتها، دانت الحكومة الأردنيّة "الجريمة المروّعة" التي وقعت في خان شيخون بمحافظة إدلب في سوريا. وقال وزير الدولة لشؤون الإعلام محمد المومني، إنّ "هذه الجريمة المروّعة يجب أن تضع المجتمع الدولي بأسره أمام مسؤوليّاته الإنسانيّة والأخلاقيّة لتحديد مرتكبيها ومحاسبتهم". وارتفعت حصيلة القصف ب"غازات سامة" على شمال غرب سوريا، إلى 72 قتيلاً بينهم 20 طفلاً، وفق حصيلة جديدة للمرصد السوري لحقوق الإنسان الأربعاء.