مرة أخرى، يضع النظام المغربي نفسه في حرج كبير ويفضح مخططاته القذرة تجاه الجزائر بنفسه دون تحرك سلطاتنا التي باتت تترفع عن الخوض في استفزازات المخزن، كما أصبحت تنأى بدبلوماسييها عن الدخول في جدال عقيم مع نظرائهم من الجارة الغربية، هذه الأخيرة وصل بها الحد إلى غاية اتهام الجزائر بدعم حراك الريف في محاولة لاجترار أسطوانة الأيادي الخارجية واتخاذ الجزائر كدرع للتستر عن الممارسات البوليسية للنظام المغربي في عدد من مناطق الريف، الذي انتفض سكانه من أجل رفع الظلم الممارس في حق المواطنين الذين يعانون من التهميش والفقر و الحڤرة . وجاء تكذيب مزاعم المغرب سريعا، حيث ظهرت والدة رمز احتجاجات الريف المغربي، ناصر الزفزافي في شريط فيديو، وهي تسخر من اتهامات الإعلام وأطراف من السلطة لابنها بتلقي أموال من جهات خارجية وخاصة الجزائر. ونشر ناشطون مغاربة شريط فيديو لوالدة الزفزافي صور بغرفته، وهي تقول: هذه غرفة ناصر، هذا ما يملك ناصر والناس يعتقدون أنه يتلقى الأموال من الجزائر، ناصر لا يملك شيئا، نحن نعيش هنا . وعبّرت عن استيائها من الاتهامات لابنها بتلقي أموال من الخارج: أنا أتساءل أين هي أموال الجزائر؟ أين نجدها؟ نحن لم نجد الأموال في المغرب فكيف نجدها في الجزائر؟ نحن ناس ضعفاء، لديّ فقط قليل من الأرز حضرته للأكل اليوم . وميدانيا، تواصل أمس إضراب مدينة الحسيمة، الواقعة في منطقة الريف، شمال المغرب، بدعوة من قادة احتجاجات حراك الريف المتواصلة في المدينة للمطالبات بالتنمية ورفع التهميش و الحڤرة عن المنطقة مما تسبب في شل الحركة التجارية في البلدة وسط اندلاع اشتباكات بين قوات الأمن والمحتجين الذين أكدوا تصعيد حركتهم الاحتجاجية التي تعرف يوميا زخما تضامنيا من الدول الغربية. كما شهدت بلدة أمزورين المغربية، والتي تبعد نحو 15 كلم عن شرق الحسيمة مواجهات بين الشرطة ومحتجين خرجوا للتظاهر تجاوبا مع دعوة وجهت في الحسيمة من أجل المطالبة بإطلاق سراح ناشطي الحراك الشعبي وفق ما قال ناشط محلي. واندلعت صدامات بعد ظهر الجمعة بين متظاهرين وعناصر من الشرطة في بلدة مجاورة لمدينة الحسيمة في شمال المغرب والتي تشهد تظاهرات احتجاجية منذ أسبوع، وفق مصادر متطابقة، حيث شهدت بلدة أمزورين، التي تبعد 15 كلم جنوب شرق الحسيمة مواجهات بعد الظهر إثر صلاة الجمعة وفق ما أفاد ناشط محلي. ولا زالت مظاهر التضامن والمآزرة تتوسع في العديد من المدن الاوروبية تضامنا مع أحقية وشرعية مطالب سكان الريف حيث شارك المئات من الأشخاص في وقفة أمام مقر الهيئات الأوروبية ببروكسل تضامنا مع المعتقلين في الاحتجاجات الشعبية التي تهز منذ سبعة أشهر مدينة الحسيمة. من جهتها، نددت منظمة حماية حقوق الإنسان الكائنة في لندن أمنيستي إنترناشنل بالإعتقالات الجماعية للمحتجين في منطقة الريف بالمغرب وقالت في بيان لها أن السلطات المغربية تمنع بعض المحتجين المعتقلين من التواصل مع محامييهم خلال فترة حبسهم، وحسب المحامين الذين ذكرتهم المنظمة، فإن بعض المعتقلين يحملون جراحا بارزة على وجوههم. وبدورها، نددت منظمة مراسلون بلا حدود بالتجاوزات الممارسة ضد الصحافيين الذين جاؤوا لتغطية المظاهرات وأشارت المنظمة إلى أنها قد سجلت حالتي توقيف وثلاث حالات اختفاء وطرد الصحافي الجزائري جمال عليلات، معتبرة أن السلطات المغربية تريد من خلال هذه التصرفات إخماد أحداث الريف.