تعتبر زاوية سيدي علي الحاج العداوية الشاذلية، المتواجدة بمنطقة المقطع ببلدية برج بونعامة بتيسمسيلت من الصروح الدينية التي تستقطب خلال العطلة الصيفية الطلبة لقراءة وحفظ القرآن الكريم. وقد عرف شهر رمضان المنصرم توافدا كبيرا حيث يقصد هذا الصرح الديني خلال شهر رمضان أزيد من 100 طالب من عدة ولايات على غرار الشلف وتيارت وغليزان لغاية واحدة وهي طلب تعلم وحفظ وتفسير كتاب الله، حسبما أوضحه شيخ الزاوية، محمد بودينار. ويتلقى هؤلاء الطلبة طيلة شهر الصيام دروسا يومية من صلاة الظهر إلى غاية بعد صلاة التراويح في حفظ القرآن الكريم وتعلم أحكامه وتلاوته وتجويده وتفسيره إلى جانب تعلم اللغة العربية وآدابها. كما يشاركون أيضا في مسابقة موسعة حول أحسن ترتيل وتجويد لكتاب الله والتي تشرف عليها لجنة مكونة من أئمة وشيوخ ذات الزاوية حيث تهدف لاختبار مستوى المتعلمين بهذا الصرح الديني. وتستقبل زاوية سيدي علي الحاج التي تأسست سنة 1982 والمتواجدة بقلب جبال الونشريس شهر رمضان المعظم في أجواء إيمانية مميزة وببرنامج ديني وروحي طوال شهر الصيام حيث يقام يوميا بعد صلاة العصر من خلال قراءة حزبين من القرآن الكريم وكذا ختمه من يوم لآخر إلى جانب قراءة ما تيسر من كتاب صحيح البخاري، وفق الشيخ بودينار. كما يتحول هذا الصرح الديني خلال الشهر الفضيل إلى ملتقى مفتوح لكل زوارها ومريديها من عدة مناطق من الولاية ولايات مجاورة حيث تقام حلقات الذكر والأناشيد وقراءة جماعية لآيات محددة من القرآن الكريم. ويقول الشيخ بودينار أن زاوية المقطع، كما تعرف عند أبناء المنطقة، تنظم أنشطة على مدار شهر رمضان المبارك وتتضمن ابتهالات وأناشيد وتقديم دروس يومية حول سيرة النبي، صلى الله عليه وسلم، وفضل شهر الصيام. وتنظم بالمناسبة مسابقات لفائدة طلبتها ومريديها في تجويد القرآن وحفظ عدد من الأحاديث النبوية الشريفة عن صحيحي الإمامين البخاري ومسلم. كما تبرمج خلال هذه المناسبة الدينية ندوات فكرية دينية تتمحور حول فضل صيام شهر رمضان وأعلام منطقة الونشريس وانتاجاتهم الفقهية في رمضان وغزوة بدر الكبرى والسيرة النبوية الشريفة، حسب ذات المصدر. وذكر الشيخ بودينار أن الزاوية ستستقبل ليلة القدر من هذا الشهر المبارك من خلال برنامج ثري يشمل تكريم الناجحين في المسابقات وتقديم درس عن فضل هذه الليلة المباركة إضافة الى تلاوات جماعية من كتاب الله العزيز الحكيم وصحيح البخاري. وللإشارة، يشرف هذا الصرح الديني حاليا على تكوين أكثر من 150 طالبا مقيما من الولاية وولايات مجاورة على غرار الشلف وعين الدفلى وتيارت والمدية والذين يتلقون على مدار السنة دروسا في الفقه والنحو الواضح والتجويد والسيرة والتاريخ والعقيدة وذلك تحت إشراف أساتذة وأئمة معلمين في حفظ القرآن الكريم. وشهدت هذه الزاوية، رغم قلة إمكانياتها المالية، تخرج أكثر من 100 شاب في رتب إمام ومؤذن ومعلما للقرآن الكريم خلال السنة الماضية كما أشير إليه. ولم تكتف بهذا فقط، بل تلعب أدوارا أخرى منها إصلاح ذات البين والحفاظ على تماسك وترابط وتقاليد المجتمع وإقامة حفلات دينية وتنظيم ملتقيات دينية وفكرية وثقافية وذلك بالتعاون مع مديرية الشؤون الدينية والأوقاف. وتشرف الزاوية حاليا على إنجاز مسجد كبير محاذٍ لها يتسع لحوالي 6 آلاف مصل والذي من شأنه كذلك استقبال ضيوف هذا الصرح الديني وكذا طلبة ومريدين من مناطق مختلفة من الوطن. كما تسعى مستقبلا إلى إنشاء معهد متخصص في العلوم الإسلامية بعاصمة الولاية بالإضافة إلى إنجاز مدارس قرآنية عبر كامل البلديات ال22 للمنطقة.