تشهد أسعار الخضر والفواكه بمختلف الأسواق ارتفاعا محسوسا بعدما كانت تتسم بالانخفاض والاستقرار منذ انطلاق فصل الصيف، وقد أرجع التجار وبعض الفلاحين هذا الارتفاع الى الحرارة المرتفعة وموجة الحرائق التي خلفت خسائر معتبرة. أسعار الخضر والفواكه تلهب جيوب الزوالية اشتكى العديد من المواطنين من الغلاء في أسعار الخضر والفواكة واعتبروها مبالغ فيها لانها أينعت في وقتها على غرار الإيجاص والتين وغيرهما وهذا يعود بالسلب دائما على المواطن البسيط، حسب رأيهم. ومع بروز ظاهرة ارتفاع أسعار الخضر والفواكه، تبرز أيضا ظاهرة أخرى وهي تبادل التهم بين المتعاملين في هذا المجال بين الفلاح وتاجر الجملة وتاجر التجزئة هذا الاخير الذي برأ ذمته واعتبر معاملاته تنحصر في صندوق أو اثنين من السلع واتهم تجار الجملة بالضلوع في ارتفاع الاسعار وتاجر الجملة من جهته، ينأى بنفسه عن المشكلة وبرر حالة الأسعار المرتفعة بالحرارة وسوء الأحوال الجوية وانقطاع الطرقات. والفلاح من جانبه، أرجع الوضع القائم الى الحرائق ونقص اليد العاملة وأكد أن الإنتاج شهد هذه السنة نقصا كبيرا يقدر بالنصف تقريبا مقارنة بالسنة الماضية كما أن سعر المواد الكميائية ارتفع أضعافا مضاعفة بالإضافة الى توقيف الاستيراد الذي ساهم في ارتفاع الاسعار خاصة فاكهة التفاح. ومع بروز هذا الوضع المقلق، يترك المجال واسعا للوزارات المعنية لا سيما الفلاحة والتجارة لتنظيم السوق وتسقيف الأسعار. هذه أسباب ارتفاع أسعار الخضر والفواكه وفي خضم هذا الواقع الذي يفرض نفسه وبلوغ أسعار الخضر والفواكه إلى أرقام قياسية، أوضح آكلي موسوني، خبير زراعي في اتصال ل السياسي ، بأن ارتفاع أسعار الخضر والفواكه متعدد الأسباب وأبرزها أن هذا الفصل على وشك الانتهاء، بحيث أن بعض الفواكه تزول بانتهاء هذا الفصل وتشهد نقصا تدريجيا، ما يفرض ارتفاعا في الأسعار تلقائي، ومن جهة أخرى، لا يوجد التزام في بعض النشاطات الفلاحية، حيث أن أغلب الفلاحين ينشطون بفوضوية كبيرة، ويقومون بالتنويع في مزروعاتهم، من نوع إلى آخر، ولا يلتزمون بمنتوج واحد، وهو ما يخلّف الندرة ثم ارتفاع الأسعار، ورغم أن مناخ الجزائر والظروف مهيأة لتوفير المنتوجات الزراعية على مدار السنة، غير أن الفوضوية والطرق العشوائية التي يعمل بها الفلاحون تخلّف اختلالا في الإنتاج ما يفرض المضاربة في الأسعار، والمشكل الذي يطرح نفسه حاليا ودائما هو أن الفلاحين غير ملتزمين بالإنتاج ولا يتابعون إنتاج منتوج زراعي واحد وتوفيره، إذ يقومون بالتنويع من منتوج إلى آخر، إذ أنهم إذا قاموا بإنتاج منتوج واحد، ينتج عنه الوفرة والوفرة تطيح بالأسعار تلقائيا، حيث أن عدم الاستقرار في إنتاج المحاصيل الزراعية يدر الأرباح للفلاحين، فيما الإنتاج الوفير يسبب الركود في المبيعات والتوزيع، وهناك عامل آخر لرفع أسعار الخضر والفواكه، وهو الحرارة الشديدة التي تتسبب في إتلاف بعض المحاصيل لدى قطفها ما يكبد الفلاحين خسائر معتبرة، حيث أن أغلبهم يقوم برميها والتخلص منها، وهناك أيضا موسم الأفراح، أين يزيد الإقبال على الخضر والفواكه، لتشهد الارتفاع. ومن جهته، وحول الحرائق التي شهدتها أغلب المناطق خلال الفترة الأخيرة، أضاف موسوني في حديثه، أن الخضر والفواكه لم تتأثر بالحرائق والارتفاع المحسوس لهذه الأخيرة ليس له علاقة مطلقا بالحرائق، حيث أن الحرائق تؤثر على الحيوانات فقط.