- مدارس السحاولة تعجز عن إسعاف تلاميذها المرضى - أولياء: إدراج وحدات طبية بمختلف المدارس.. ضروري - ديلمي: 104 مؤسسة استفادت من التغطية الصحية يبدو أن الاجراءات التي تسعى وزارة التربية الوطنية لتطبيقها على المؤسسات التربوية فيما يخص توفير الصحية المدرسية بعتاد صحي لائق وقادر على الفحص اللازم للمتمدرسين، لا يزال بعيدا عن الواقع الذي يعتبر مزريا وكارثيا بالنسبة للصحة المدرسية، وهو ما يؤكده واقع العديد من المدارس عبر الوطن والتي تفتقد لوحدات الكشف الطبي ناهيك عن تلك المؤسسات التي لا ترقى أجهزتها الطبية إلى تقديم خدمات في المستوى ما يستدعي التحرك العاجل للجهات المعنية. ومن اجل تسليط الضوء أكثر على هذا المرفق الطبي الهام الذي يرهن صحة التلاميذ خاصة ذوي الأمراض المزمنة والنفسية، تنقلت السياسي إلى عدد من بلديات العاصمة للوقوف على واقع الصحة المدرسية في الجزائر. هناك أرقام توضح وجود 2000 وحدة للكشف والمتابعة، على المستوى الوطني، حسب تصريحات سابقة لوزير الصحة، حسبلاوي، مبرزا أهمية انضمام كل الشركاء من أولياء التلاميذ ووزارة التربية من أجل إنجاح تحدي القضاء على بعض الامراض، معترفا بالمصاعب التي يواجهها البعض في ظل غياب بعض هذه الوحدات بالمدارس. الصحة المدرسية تغيب بأغلب المؤسسات التربوية تغيب بأغلب المؤسسات التربوية بالعاصمة وحدات الكشف الصحي، إذ يحتاج التلاميذ لهذا الجانب المهم خلال تمدرسهم، غير أن ما يلاحظ هو غياب شبه تام لهذا الجزء الهام بأغلب المؤسسات التربوية. وخلال توجهنا الى العديد من المؤسسسات التربوية، لاحظنا ان العديد من المدارس تغيب بها وحدات الكشف والمتابعة الصحية في حين أن اخرى مجسدة، إلا انها كهيكل بدون روح حيث لا يلقى التلاميذ الرعاية الصحية اللازمة التي يحتاجون إليها في ظل انتشار الأمراض المعدية وتواجد تلاميذ يعانون من أمراض مزمنة يحتاجون للمتابعة والرعاية الدورية، حيث ان هذا الأمر السائد في أغلب المدارس هو غياب تام للصحة المدرسية وهو الأمر الذي لاحظته السياسي خلال جولة قادتها إلى بعض مدارس العاصمة أين يغيب هذا الجزء الهام بالمدارس. مدرسة لالة فاطمة نسومر بدون وحدة طبية واصلنا جولتنا التفقدية لهذه المرافق، فكانت وجهتنا هذه المرة نحو بلدية الدرارية وبالتحديد الى ابتدائية الشهيدة لالة فاطمة نسومر ، إذ ورغم كثافة التلاميذ الذين يدرسون بها، غير أنها لا تحتوي على هذا العنصر المهم الذي يحتاجه التلاميذ خلال تمدرسهم، حيث ولدى احتياجهم لمتابعة ما، لا يجدون مراكز في استقبالهم، وهو ما أشار إليه أولياء التلاميذ الذين يدرسون بهذه المدرسة، لتطلعنا رانية في هذا الصدد أن هذه المدرسة لم تشهد وحدة الكشف الطبي لحد الساعة، وتضيف المتحدثة في سياق حديثها أن التلاميذ بصفة عامة يحتاجون لمثل هذه المراكز. تلاميذ مدرسة واد الرمان بالعاشور بدون تكفل صحي من الدرارية إلى بلدية العاشور، والتي تعاني مؤسساتها التربوية من انعدام وحدات الكشف الطبي والمتابعة الصحية وذلك بشهادة أهل المنطقة، وهو الأمر الذي ينطبق على مدرسة واد الرمان التي تقع وسط تجمع سكاني ذي كثافة سكانية هائلة، إذ تفتقد هذه المؤسسة إلى الوحدات الصحية التي من شأنها ضمان تمدرس صحي وسليم للتلاميذ، إذ يحتاج أغلب التلاميذ إلى هذا العنصر الهام الذي يوفر الرعاية والاهتمام الصحي للتلاميذ، وخاصة في ظل انتشار الأمراض والأوبئة التي تهدد التلاميذ وتتربص بهم، إذ لا يجد التلاميذ إلى أين يتوجهون أو أين يذهبون، في حال ما إذا تعرضوا لمضاعفات أو أضرار صحية قد تقع لهم وهم في عين المكان. مدارس السحاولة تعجز عن إسعاف تلاميذها المرضى ومن جهتها، تواجه مدارس بلدية السحاولة نقصا فادحا في مراكز الكشف الطبي، إذ ورغم ما تحتويه هذه البلدية من كثافة سكانية، غير أن مدارسها خالية من هذه الخدمة المهمة للتلاميذ، كما تتربع السحاولة على مجموعة مدارس منتشرة عبر إقليمها والتي تفتقد لوحدات الكشف الطبي التي تعتبر ضرورة ملحة بالمدارس، إذ لطالما مثّل غياب هذا المرفق الهام عائقا للتلاميذ وأوليائهم، وهو ما أشارت إليه لامية، ولية تلميذ، لتقول في هذا الصدد أن المدرسة التي يدرس بها ابنها تفتقد لمركز المراقبة الصحية، وتشاطرها الرأي نسيمة لتضيف في ذات السياق أن أغلب المدارس تغيب بها مراكز ووحدات الكشف الطبي. أولياء: إدراج وحدات طبية بمختلف المدارس.. ضروري وغير بعيد من هنا، تنقلنا بعدها إلى منطقة بابا علي التابعة لبلدية بئر توتة، وبالتحديد مدرسة الإخوة تليجان التي تفتقد بدورها إلى الطب المدرسي والكشف الصحي، وهو ما أعرب عنه العديد من الاولياء الذين التقت بهم السياسي خلال جولتها الاستطلاعية، مؤكدين أن بعض الاساتذة يواجهون صعوبات مع بعض التلاميذ من خلال التواصل معهم وهذا لتمردهم وفرط حركتهم ونقص تركيزهم، حسب كريمة، والدة الطفل منير، مضيفة أن هذه الحالات تحتاج إلى متابعة نفسية من طرف أخصائيين، وغيابهم يجعل المعلمين يفقدون السيطرة على بعض التلاميذ الذين يكون مستواهم الدراسي، في غالب الأحيان، جد متدن، تضيف نفس المتحدثة، كما أن المتابعة النفسية أمر ضروري خاصة خلال أيام الامتحانات لتوجيههم وتخفيف الضغط الناجم عن التوتر، فالكثير من التلاميذ يرسبون لأسباب نفسية نتيجة الارتباك الزائد. وحدات طبية.. هيكل بدون روح بأغلب المدارس ومن المؤسسات التربوية التي تنعدم بها وحدات الكشف والمتابعة الصحية إلى مؤسسات أخرى تتوفر على مراكز ووحدات كشف طبي، غير أن أغلبها ليس في حالة نشاط، حيث لا يؤدي القائمون عليها مهامهم الكاملة من فحوصات وكشف وتشخيص طبي للتلاميذ، وهو ما ينطبق على إحدى المدارس ببلدية بوزريعة والمزودة بوحدة الكشف الطبي غير أنها تبقى مجرد هيكل بدون روح لأن خدماتها محدودة أو بالأحرى منعدمة، ما يضع التلاميذ وأوليائهم أمام الأمر الواقع، وخاصة أن أغلب التلاميذ يحتاجون لمتابعة صحية دورية، لتبقى وحدات المتابعة الصحية بأغلب المؤسسات التربوية مجرد ديكورات وحجرات تفتقد لأدنى الشروط والمقومات التي يحتاجها التلاميذ أثناء تمدرسهم، ليقف الأمر عائقا للتلاميذ رغم أهميتها. القمل.. الجرب.. أمراض معدية تتربص بتلاميذ المدارس وفي ظل غياب مثل هذا المرفق الضروري بأغلب المؤسسات التربوية، يواجه العديد من التلاميذ مختلف الأمراض والأوبئة على غرار انتشار القمل والأمراض المعدية كالبوحمرون والبوشوكة وغيرها، إذ طالما شهدت أغلب المدارس وبمناطق حضرية خلال الفترة الأخيرة ظاهرة انتشار القمل الذي اجتاح أغلب المؤسسات التربوية عبر العاصمة، ما جعل التلاميذ يصابون بالعدوى بانتقال القمل من تلميذ إلى تلميذ، ليشكل الامر حالة استنفار قصوى لدى الأولياء، والذين عانوا من الظاهرة كأطفالهم، ويأتي كل هذا لغياب وحدات الكشف الطبي بالمدارس، لتجد بذلك الأوبئة والأمراض والقمل وغيرها من الأشياء السيئة سبيلها لتجتاح المدارس وتصيب التلاميذ وتؤرق يومياتهم. وفي ذات السياق، أوضح فتحي بن أشنهو، خبير في الصحة العمومية في اتصال ل السياسي ، أنه من الخطأ أن تفتقد المؤسسات التربوية لوحدات الكشف الطبي، حيث يتوجب على كل مؤسسة أن تزود بهذه الخدمة الضرورية للتلاميذ، إذ من الضروري إجراء فحوصات وتشخيصات للتلاميذ مع بداية الموسم الدراسي وتصنيف الأمراض وخاصة إذا كان هناك تلاميذ مصابون بأمراض مزمنة، فيتوجب أن تكون المؤسسة مطلعة عليها لمتابعة التلاميذ والسهر على ضمان راحتهم، وأضاف المتحدث في سياق حديثه، أن التلاميذ بالمدارس معرضون للإصابة بالتسممات الغذائية والسكري نتيجة السمنة إضافة إلى العدوى الناتجة عن انتشار القمل والبوحمرون والبوشوكة وغيرها من الأمراض المتنقلة، لتكون المدرسة بؤرة لنقلها ما لم تتوفر على وحدات الكشف الطبي. إستحداث نحو 40 وحدة للكشف والمتابعة بالوادي وللتقليل من مخاطر هذه الامراض التي تهدد تلاميذ المدارس، تم استحداث 39 وحدة صحية للكشف والمتابعة بغرض توفير الخدمات الطبية لفائدة المتمدرسين بالمؤسسات التربوية المنتشرة عبر إقليم ولاية الوادي، حسبما أفاد به مسؤولو مديرية الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات. وتدخل هذه العملية في إطار التجسيد العملي للبرنامج الوطني المعلن عنه من طرف وزارتي التربية الوطنية والصحة والسكان وإصلاح المستشفيات الرامي إلى تمكين كل متمدرس من فحوصات طبية دورية إجبارية لاسيما أبناء الأسر المعوزة القاطنة بالمناطق النائية، كما أوضح رئيس مصلحة الوقاية، كمال الضيف. ويستفيد من هذه الخدمات الطبية خلال الموسم الدراسي الجاري أزيد من 220.000 تلميذ بالأطوار التعليمية الثلاثة (ابتدائي، متوسط، ثانوي) موزعين على بلديات الولاية الثلاثين، كما شرح ذات المسؤول. ويشرف على الفحوصات الطبية بهذه الوحدات طاقم طبي وشبه طبي مؤهل يضم أكثر من 140 ممارس يتوزعون بين 38 طبيب عام و38 جراح أسنان بالإضافة إلى 19 أخصائيا نفسانيا و47 ممرضا، كما يتم تسخير أطباء أخصائيين لتمكين المتمدرسين من فحوصات طبية متخصصة، وفق ما ذكر الإطار الطبي. ويتم توزيع الطاقم الطبي وشبه الطبي العامل بوحدات الكشف والمتابعة بناء على معايير مدروسة ترتكز أساسا على كثافة التلاميذ بالمؤسسات التعليمية ومدى توفر المنطقة على المرافق الصحية التابعة للمؤسسات الاستشفائية العمومية أو الجوارية وذلك بهدف تقريب وتعميم استفادة التلاميذ من خدمات الطب المدرسي. تجدر الإشارة إلى أنه يجري مع كل دخول مدرسي جديد تسخير فرق طبية إضافية ضمن قوافل متنقلة للقيام بفحوصات طبية دورية وإجبارية لفائدة المتمدرسين. بن زينة: المتابعة الصحية غائبة تماما وفي خضم هذا الواقع الذي يفرض نفسه على المؤسسات التربوية، أوضح علي بن زينة، رئيس منظمة أولياء التلاميذ في اتصال ل السياسي ، أنه نستطيع القول أنه لا توجد صحة مدرسية بالمدارس، إذ وحسب خرجاتنا الميدانية التي قمنا بها عبر المؤسسات التربوية، تتواجد قاعات تنعدم للعنصر البشري والمعدات اللازمة التي تحتاجها وحدات الكشف الطبي والصحي للتلاميذ، وما رصدناه أيضا أن الأغلب الابتدائيات تنعدم لأدنى المقومات، وعلى سبيل المثال، علبة الإسعافات الأولية تنعدم بالابتدائيات، ومن جهة أخرى، تتواجد بعض المؤسسات التربوية بها وحدات مزودة بطبيب الأسنان ومختص نفسي، غير أنها لا تؤدي عملها على أكمل وجه، حيث ان المشرفين عليها لا يؤدون عملهم على أكمل وجه أو نستطيع القول أنهم لا يؤدونه مطلقا، إذ لم نلاحظ مؤسسة تتوفر بها وحدة المتابعة الصحية تؤدي عملها وتقوم بمهامها كما يجب ، وعن الأسباب التي تقف وراء هذا النقص الفادح، أضاف المتحدث أن الأسباب التي تقف وراء هذا النقص الفادح بالمؤسسات هي التسيّب والإهمال الذي يطبع المؤسسات التربوية، حيث أن الأطباء يخضعون لمدراء الصحة ولا يخضعون لقانون المدرسة، ولغياب المراقبين، فإن العمل وسيرورة العمل تكون عشوائية، وأضاف المتحدث في سياق آخر ان القمل والبوحمرون والأوبئة والتسممات الغذائية تتربص بالتلاميذ وتهدد صحتهم إذا ما استمر الوضع على حاله وما لم يصلح هذا الخلل. ديلمي: 104 مؤسسة استفادت من التغطية الصحية ومن جهته، اكد رئيس لجنة التربية بالمجلس الشعبي الولائي، محمد طاهر ديلمي، في اتصال ل السياسي ، أنه يتواجد حوالي 104 مؤسسة مغطاة بوحدات الكشف الطبي بالعاصمة، إذ توجد هذه الخدمة بكل مقاطعة، وأضاف المتحدث بأن ليس بالضروري ان تحتاج كل مؤسسة لوحدة الكشف الطبي، حيث تكتفي كل مقاطعة بوحدة كشف طبي تشمل جميع مدارس المقاطعة.