أضحت وحدات الكشف الطبي بمدارس العاصمة غير قادرة على استيعاب التزايد الكبير في عدد التلاميذ الذين يحتاجون إلى مراقبة صحية دورية، وأصبحت مائة وحدة الموجودة على مستوى المديريات الثلاث لا تمكّن آلاف التلاميذ من الرعاية الطبية اللازمة، خاصة في هذا الفصل الذي تزداد خلاله الأمراض والعدوى. رافعت لجنة التربية والتعليم المهني بالمجلس الشعبي الولائي للعاصمة في تقرير مفصل، من أجل زيادة عدد الوحدات الصحية في المدارس لتفادي العجز في توفير الرعاية الطبية اللازمة لآلاف التلاميذ، مع تمكينها من التجهيزات الحديثة والتخفيف من الأعباء الكثيرة التي يتحملها الطبيب الذي لم يعد يستطيع السيطرة على عدد التلاميذ الكبير الوافدين عليه، خاصة أن أغلب المدارس حظيت بمساعدات مادية لحل الإشكال المرتبط بالتجهيزات. وعدّد رئيس اللجنة المذكورة، السيد محمد الطاهر ديلمي، الوحدات المتوفرة التي لا تتجاوز 100 وحدة كشف طبي موزعة على مستوى مديريات التربية الثلاث على مستوى الولاية، في حين تستقبل بعض الوحدات الآلاف من التلاميذ في بعض البلديات، نظرا للعدد القليل الذي يبقى على حد تعبيره غير كاف من أجل تغطية مدرسية أحسن، وقال؛ إن الوحدات تعرف ضعفا في التجهيزات، كما هو حال وحدة متابعة الصحة المدرسية المتواجدة ببلدية السحاولة، والتي تتابع أزيد من 11 ألف تلميذ. وكشف المصدر عن أن عددا كبيرا من وحدات الكشف الصحي ومتابعة الصحة المدرسية بالعاصمة استفادت من مبالغ مالية معتبرة، قدمها المجلس الشعبي الولائي من أجل إعادة تجهيزها بمعدات طبية حديثة، بهدف توفير خدمات جيدة في مستوى تلاميذ العاصمة، غير أن العديد من هذه الوحدات لم تستغلل تلك التجهيزات لأسباب تختلف من وحدة إلى أخرى، في وقت تسجل أخرى غياب أبسط التجهيزات، وهو ما أدى باللجنة إلى رفع تقرير لها عن وضعية الوحدات في الولاية، قصد تدخل السلطات لحل المشكل وتوفير حماية صحية لكل المتمدرسين. كما تحدث السيد ديلمي، عن مشكل آخر يواجه وحدات الكشف تم الوقوف عليه خلال الخرجات الميدانية لمختلف المؤسسات التربوية، يتمثل في ضيق مقراتها، مما يستدعي -حسبه- المصادقة على ميزانيات إضافية من أجل توزيعها بغية تحسين مستوى الخدمات، وتوسيعها أو إنجاز وحدات أخرى أكثر ملاءمة، مستدلا على ذلك بوحدة كشف السحاولة التي تقدم خدماتها لأزيد من 11 ألف تلميذ، في وقت لا تتجاوز طاقة استيعابها 3 آلاف تلميذ، وهو ما يشكل ضغطا كبيرا على الطاقم الطبي الذي يشتغل داخل الوحدة. يذكر أن لجنة التربية والتعليم والبحث العلمي تطالب في كل مرة من والي العاصمة، السيد عبد القادر زوخ، بإنجاز المزيد من وحدات الكشف الصحي، بسبب عدم استيعاب الموجودة منها كامل التلاميذ الذين يحتاجون إلى مراجعة ومراقبة دورية.