من المنتظر أن تعقد اللجنة المشتركة الجزائرية - الأردنية أشغالها في الجزائر قبل نهاية العام الحالي، حسبما أعلن عنه في ملتقى رجال الأعمال الجزائريين، الأردنيين الذي التأم بالعاصمة الأردنيةعمان، على هامش المنتدى الاقتصادي العربي - الإفريقي. وتم إقرار إعادة بعث اللجنة المشتركة بين البلدين والتي لم تجتمع منذ 11 سنة خلال زيارة وزير الخارجية، عبد القادر مساهل، الى الأردن شهر اوت المنصرم وبعد جهود من الطرفين، مثلما تمت الإشارة إليه خلال الملتقى. وحسب سفير الجزائر في الأردن، محمد بوروبة، فإنه تم الاتفاق على ان يسبق اجتماع اللجنة المشتركة لقاءات لرجال الاعمال في البلدين باعتبارهم الأساس في تنمية العلاقات الاقتصادية، مؤكدا ان الدولة تسعى في هذا الاتجاه الى تسيير الإطار القانوني والتنظيمي والتشريعي للتعاون الثنائي. واعتبر بأن إعادة بعث هذه اللجنة سيكون على أسس سليمة حتى لا نقع في نفس اخطاء الماضي، مبرزا في ذات الوقت استعداد الجزائر للذهاب بعيدا بالعلاقات الثنائية المتميزة جدا على المستوى السياسي. وكان رئيس الغرفة الجزائرية للتجارة والصناعة، محمد العيد بن عمر، قد اكد خلال الملتقى استعداد الجزائر لإرساء قواعد شراكة اقتصادية وتجارية حقيقية مع الأردن لكن ضمن مقاربة (رابح-رابح). وقال بن عمر مخاطبا رجال الاعمال الاردنيين بأن طموح الغرفة الجزائرية للتجارة والصناعة هو ان تتكثف المبادلات الاقتصادية وتتطور لتسمو فوق المستويات الحالية المتواضعة، مشددا على أن الجزائر ترغب وتصر على ان تكون مشاريع الشراكة التي يمكن ان تقام في محالات عديدة بين البلدين ي ضمن منظور (رابح-رابح) وهي القناعة التي ترسمها الجزائر حاليا في كل شراكاتها وعلاقتها الاقتصادية المختلفة. وأكد ان القدرات الكامنة في مجال المبادلات التجارية والاقتصادية تبقى بحاجة الى استغلال واستثمار من قبل رجال الاعمال في كلا البلدين، مشيرا بالمقابل، الى فرص الاستثمار الكبيرة في الجزائر التي أصبحت تستقطب اهتمام الكثير من المؤسسات وكبرى الشركات العالمية. وعبّر رئيس الغرفة الجزائرية للتجارة والصناعة للجانب الاردني عن استعداد الجزائر التام لإيجاد ديناميكية جديدة في العلاقات الاقتصادية والتجارية الثنائية تهدف الى زيادة حجم التبادل التجاري ورفعه الى مستوى ارقى من خلال بحث فرص الشراكة المتوفرة بين البلدين وترجمتها على ارض الواقع. غير انه لفت الى ان هذا المسعى لا يجب ولا يمكن ان يكون من طرف واحد، مخاطبا الوزير الاردني للتجارة والصناعة، يعرب القضاة ومسؤولي غرفة التجارة الأردنية من جهتنا، فتحنا السوق الجزائرية للاستثمار منذ سنوات بما في ذلك للأردنيين ونحن مستعدون للعمل معكم لكن نطلب منكم العمل بالمثل خاصة فيما يخص تصدير المنتجات الجزائرية وتحويل الاموال . ودعا بن عمر بالمناسبة، الى العمل على رفع المعوقات وتذليل الصعاب التي تحول دون تجسيد شراكة اقتصادية وتجارية حقيقية بين الجزائروالأردن وذلك من خلال اتفاقيات ثنائية بعيدا عن اتفاقية السوق العربية الحرة التي جمدت الجزائر عضويتها فيها. وشدد في ختام تدخله امام رجال الاعمال الاردنيين على ان السوق الجزائرية مفتوحة للاستثمار الاردني ولغيره لكن من غير الممكن في نفس الوقت ان يفتح الاستثمار ايضا من جانب الجزائر فقط. من جهته، أعرب الوزير الاردني للتجارة والصناعة عن استعداد سلطات بلاده للمضي قدما نحو تعزيز التعاون مع الجزائر، مشيرا الى ان ملتقى رجال الاعمال الاردنيين والجزائريين فرصة سانحة لدعم الاستثمارات المشتركة في كلا البلدين.