أعطى الوزير الأول، أحمد أويحيى، رسميا الضوء الأخضر لشركة سوناطراك ، من أجل المضي قدما في مشروع استغلال المحروقات الصخرية، ليعيد فتح الجدل الذي اندلع قبل سنتين بين خبراء الاقتصاد والسياسيين ومنظمات المجتمع المدني، بعد عمليات تنقيب واستكشاف للغاز الصخري، بمنطقة عين صالح. وقال أويحيى أن الشركة لها القدرات اللازمة من أجل طمأنة المواطن الجزائري أن هذا الباب لن يكون باب جهنم عليه للمغامرة بصحته، وفق تعبير أويحيى، الذي أضاف أن استغلال هذه الطاقة سيضمن مستقبل أحسن للجزائريين في مجال الطاقة ومستقبل أحسن للجزائر كذلك في مجال استمرار مداخيلها من الطاقة. تصريحات أويحيى وجدت صدى إيجابيا لدى العديد من خبراء الاقتصاد الذين اعتبروا بعث مشروع استغلال الغاز الصخري من الحلول المطلوبة لتجاوز الظرف المالي الصعب الذي تعاني منه بلادنا. هذه هي إيجابيات استغلال الغاز الصخري وفي السياق، قال الخبير الاقتصادي، الدكتور كمال رزيق في تصريح ل السياسي ، أمس، إن استغلال الغاز الصخري بات من الضروريات في ظل التحديات الاقتصادية الكبرى التي تتربص ببلادنا ومنها تراجع اسعار النفط وارتفاع الاستهلاك الداخلي للوقود. وعدّد محدثنا جملة من إيجابيات الاستثمار في مجال الغاز الصخري قائلا في حال بداية استغلاله سترتفع المكانة الطاقوية للجزائر ونجلب استثمارات ضخمة وتشهد كذلك مناطق الاستخراج تطورا ومناصب شغل وكل ذلك يأتي من خلال إعادة النظر في قانون المحروقات ، على حد تعبيره. وفي رده على الانتقادات التي وجهها سياسيون واكاديميون لهذا الاتجاه الحكومي الجديد، تساءل كمال رزيق هل نحن احسن من امريكا التي تستغل الغاز الصخري؟ يجب استغلال الاحتياطي الضخم من الغاز الذي تتمتع به بلادنا لبناء مستقبل البلاد من الآن ،لانه في حال التأجيل، فإن مثل هذه الطاقة قد تكون غير مجدية بعد 30 سنة من الآن ، واضاف بصيغة تشديد لماذا نحرم انفسنا من هبة المولى، عز وجل؟ ، وعاد ليعتبر بأن الكلام عن الاضرار البيئية التي يخلفها استغلال الغاز الصخري فارغ ولا يخدم المصلحة العليا للبلاد. الجزائر ثالث أكبر بلد احتياطي في العالم وعلى النقيض، اعتبر رئيس حركة مجتمع السلم السابق، عبد الرزاق مقري، أمس، أن اعتزام الحكومة اللجوء مجددا للغاز الصخري هو طريق سهل اخترته الحكومة. وقال إن تصريح أويحيى بشأن تعديل قانون المحروقات سيتيح الباب للشركات الأجنبية لدخول الجزائر وهو ما يشكل خطرا، على حد قوله، حيث كتب على صفحته الرسمية على الفايس بوك وعاد مقري للحديث عن مقترحات حمس المتعلقة بعملية انتقال سياسية واقتصادية من خلال تحمّل عبء التنمية بموارد الضعيفة معا جميعا، ونعتمد كلية على العمل وبناء اقتصاد وطني بالقيمة المضافة للمؤسسات الاقتصادية في الصناعة والفلاحة والخدمات. وكانت الحكومة قد أطلقت عمليات تنقيب واستكشاف في بئرين للغاز الصخري، بمنطقة عين صالح في 2015، لكنها أوقفت النشاط بسبب احتجاجات ورفض شعبي وسياسي للمشروع، بدعوى خطره على البيئة. وصنفت وكالة الطاقة الدولية، الجزائر، من بين أكبر ثلاثة احتياطات في العالم من الغاز الصخري القابل للاستخراج، بعد كل من الصين والأرجنتين، باحتياطات تفوق ال20 ألف مليار متر مكعب. ومعروف بأن الجزائر بلد غازي بامتياز، إذ بلغت صادراتها من الغاز خلال العام الماضي 54 مليار متر مكعب، وفق أرقام رسمية، وتسعى لبلوغ 57 مليار متر مكعب بنهاية العام الجاري. وترتبط الجزائر بأوروبا عبر ثلاثة أنابيب غازية تعبر البحر المتوسط؛ الأول يمر عبر تونس على جزيرة صقلية الإيطالية، والثاني عبر الأراضي المغربية وصولا إلى إسبانيا، وأنبوب ميدغاز الذي يربط الجزائر بألميرية، الواقعة جنوب إسبانيا.