جمعية البدر تعيد الأمل للأطفال المرضى ستشرع جمعية البدر لمساعدة مرضى السرطان قريبا في انجاز وتجهيز أول مستشفى خيري لعلاج سرطان الأطفال يضم 60 سريرا بالبليدة والذي سيكون أول منشأة صحية ستخصص للأطفال على المستوى الوطني. وأوضح الدكتور موساوي مصطفى خلال ندوة صحفية عقدها ب دار الإحسان خصصت لانجاز هذا المركز الاستشفائي، أن المشروع سينطلق قريبا بانجاز الإقامة المخصصة لأولياء الأطفال المرضى حيث أن المخطط الهندسي لهذا الجزء يوجد حاليا على مستوى مديرية البناء والتعمير وفور صدور رخصة البناء سيبدأ المشروع. أما بالنسبة للمستشفى، فسيتم الشروع في انجازه فوره إكمال المخطط الهندسي الخاص به نهائيا وتحديد الكلفة المالية له والحصول على التراخيص الخاصة به من الوزارة الوصية ومختلف الدوائر الإدارية المعنية بذلك، وفقا للمتحدث، الذي أكد أن هذا المشروع لقي دعما كبيرا من طرف السلطات العمومية ووزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات. وأضاف المتحدث ذاته، أن جمعيته ستنظم في 3 فيفري المقبل ملتقى دولي حول هذا المشروع الهام سيحضره إلى جانب أطباء جزائريين متخصصين أجانب من مستشفيات لسرطان الأطفال من عدة دول كتونس ولبنان وفرنسا، مشيرا إلى انه سيتم تحديد خلال هذا الملتقى التكلفة التي يتطلبها هذا المشروع ومدة الانجاز كما سيتم توجيه دعوات للمحسنين للتبرع والمساهمة في بناء هذا الصرح الطبي. ولفت الدكتور موساوي إلى أن السلطات المحلية منحت الجمعية السنة الماضية قطعة ارض مساحتها 3000 م2 تقع بالقرب من المركز الاستشفائي الجامعي فرانس فانون لاحتضان هذا المستشفى المخصص للأطفال والذي يتكون من قطبين وهما القطب الاجتماعي المخصص لإقامة الأطفال المرضى وأوليائهم وفضاء لتمدرس الأطفال وآخر للتسلية واللعب وقطب طبي مخصص للعلاج والجراحة. وبهدف تكوين فكرة عن هذا النوع من المنشآت الطبية سواء من الناحية العمرانية أو الهندسية أو فيما يخص التسيير والإدارة، قام وفد من جمعية البدر بزيارة إلى مستشفيات مماثلة في كل من ليون وروان (فرنسا) ولبنان، حسب الدكتور موساوي، الذي أشار إلى أن الوفد اطلع خلال هذه الزيارة على جميع تفاصيل تسيير مستشفيات الأطفال طبيا وإداريا خصوصا وأن الجزائر لا تملك هذا النوع من المستشفيات. ولجمع المبلغ المخصص لانجاز هذا المستشفى (لم يتم تحديده بعد) الذي سيكون في خدمة الأطفال المصابين بالسرطان من كافة ولايات الوطن، ستطلق جمعية البدر حملات إعلامية وتحسيسية واسعة عبر وسائل الإعلام الوطنية علما أن الهبات المالية بدأت فعلا في الوصول إلى الجمعية من طرف المحسنين. هكذا جاءت فكرة المستشفى الخيري وجاءت فكرة إنشاء هذا المستشفى المخصص لعلاج الأورام السرطانية عند الأطفال من عدم وجود مركز خاص بعلم الأورام التي تصيب الأطفال في الجزائر، حيث أن الأمر يقتصر على بعض الوحدات أوالمصالح الموجودة على مستوى المستشفيات مع العلم انه يتم تسجيل 2000 حالة إصابة بسرطان الأطفال بمختلف أنواعه سنويا في الجزائر، حسب البروفيسور شكال، الذي حضر هذه الندوة الصحفية. يذكر أن جمعية البدر التي أنشئت سنة 2006 تعد أنشط واكبر جمعية متخصصة في المساعدة اليومية للمصابين بالسرطان على مستوى ولاية البليدة حيث توفر للمرضى النقل المجاني نحو المستشفيات وتعمل على أخذ مواعيد لهم فيما يتعلق باستقبالهم في المستشفيات والقيام بالتحاليل والمرافقة البسيكولوجية، كما تضمن لهم الإقامة المجانية في دار الإحسان التي انجزت بفضل تبرعات المحسنين منذ حوالي ثلاث سنوات. وتستقبل دار الإحسان ذات الشكل المعماري الجميل والمطابقة لمعايير النظافة والإيواء أكثر من 60 مريضا يوميا حيث تضمن لهم الإطعام والنقل إلى جانب تقديم الدعم المعنوي والنفسي والاجتماعي لهم من خلال النشاطات الأخرى التي توفرها لهم كورشات الخياطة والحلاقة والرياضة وغيرها. وقال الدكتور موساوي، أن فكرة إنشاء دار الإحسان جاءت من منطلق عدم قدرة معظم المرضى على متابعة العلاج حيث كانوا يتخلون عنه جزئيا أو كليا بسبب عامل البعد وعدم توفر الإمكانيات المادية للتنقل خصوصا وان 80 بالمائة من المرضى الذين يتوافدون على مركز مكافحة السرطان يأتون من خارج الولاية.