افتتحت، أخيرا، "دار الإحسان" لإيواء مرضى السرطان لولاية البليدة، في الرابع فيفري الجاري وبهذا تكون جمعية "البدر" قد حققت أهم إنجاز لها، والمتمثل في تسهيل عملية إيواء المرضى وذويهم، خاصة وأن قرابة ال80 % من المرضى يقصدون مركز مكافحة السرطان من ولايات بعيدة ومنها الجنوبية. أوضح الدكتور مصطفى موساوي، المختص في الانكولوجيا ورئيس جمعية "البدر" لمساعدة مرضى السرطان، أن "دار الإحسان ليست مجرد منزل لإيواء المرضى وذويهم، وإنما هي مكان للحياة يضمن لهم نشاطات متنوعة مثل التكفل النفسي بالمريض، العلاجات الجماعية، ورشات للتعبير الفني، محادثات دينية ونشاطات رياضية..الخ، وكل هذه الخدمات العلاجية والثقافية والدينية والرياضية تشكل طريقة علاجية تسهل على المريض تقبلا أحسن لمرضه واستعادة احترام الذات مما يساعد في نسب العلاج". ويتكون مبنى الدار من طابق أرضي زائد 4 طوابق. ويتربع على مساحة قدرها 240 متر مربع. وتوجد الدار قرب مستشفى فرانتز فانون الجامعي وكذا محطة القطار. وتتوفر على العديد من الضروريات التي من شأنها توفير جو ملائم لقاصديها من مرضى السرطان وذويهم، حيث تحتوي على 17 غرفة وتوفر 45 سريرا، مع فصل تام بين أقسام النساء وأقسام الرجال، كل غرفة تم تجهيزها بوسائل الراحة بما فيها التلفاز والمُكيف الهوائي وحتى خدمات الانترنت (الويفي)، وكذا مسلك خاص بالمعاقين، علما أن الطابق الأرضي مخصص للاستقبال والتوجيه والتكفل البسيكو اجتماعي، إلى جانب قاعة للصلاة.. أما المطبخ والمطعم فيوجدان في الطابق السفلي. وقد تمكنت الجمعية بفضل عملية "راديو تون" التي نظمتها في مارس 2012 بمعية إذاعتي البليدة والقرآن الكريم، من جمع مبلغ 1.4 مليار سنتيم من أجل تمويل بناء دار الإحسان، "مما يجعلنا نثني كثيرا على مساعدات وهبات المحسنين التي لولاها ما تمكنا من فتح الدار اليوم"، يوضح الدكتور موساوي في بيان صادر عن جمعيته. 75 % من المرضى من خارج البليدة وتصل نسبة المرضى الذين يقصدون مركز مكافحة السرطان لمستشفى البليدة من خارج الولاية لحوالي 75 %، وهو الأمر الذي يزيد في تعقيد الحالات المرضية بالنظر إلى صعوبة إيجاد مأوى، علما أن نسبة كبيرة من المرضى غالبا ما يتخلون بصفة كلية عن العلاج بسبب عامل البعد، لذا ستساهم "دار الإحسان" في حل هذا الإشكال والحصول على العلاج وتضمن لهم النقل والدعم النفسي أيضا، ناهيك عن محدودية القدرة الاستيعابية لجمعية "البدر" في إيواء المرضى وذويهم والمقدرة ب22 سريرا فقط"، وهي في الأساس عبارة عن فيلتين متلاصقتين وضعهما أحد المحسنين تحت تصرف الجمعية لتقديم الإيواء والمساعدة للمرضى"، يوضح الدكتور مشيرا إلى أن ولاية البليدة تسجل نقصا فادحا في هياكل الإيواء المخصصة لمثل هؤلاء المرضى، خاصة وأن مركز مكافحة السرطان لمستشفى فرانتز فانون هو الوحيد على المستوى الجهوي ولا يتوفر على مركز لإيواء المرضى. في هذا السياق، دعا الدكتور موساوي المحسنين عموما إلى الاقتداء بعمل جمعيته لإنجاز ديار مماثلة هدفها تقديم خدمة إنسانية واجتماعية للمرضى، ليس فقط لمرضى السرطان وإنما كل المرضى الذين هم بحاجة إلى دعم ومساعدة. نشير على سبيل المثال إلى أن الدار قد تمكنت خلال 2013، أي قبيل انتهاء الأشغال، من استقبال 198 مريضا من 33 ولاية، بإجمالي 7595 ليلة. وقد انطلق المشروع الكبير الخاص بدار للمرضى وذويهم. أنشئت جمعية "البدر" لمساعدة مرضى السرطان في 2006، وتقدم كل المساعدات للمرضى على مستوى مركز مكافحة السرطان بالبليدة، فهي تمكنهم من ضبط مواعيد العلاج وتوجههم، وعقد اتفاقيات مع مراكز الفحوص، التصوير والتحاليل الطبية، مما يسمح للمرضى ولاسيما الفقراء بالاستفادة من تخفيضات كبيرة، إلا أنها ومنذ نشأتها كانت دائما في مواجهة إشكالية نقص هياكل الإيواء بالنسبة للمرضى القاطنين بعيدا عن مركز مكافحة السرطان للبليدة.