مشروع لإنجاز أول مستشفى عن طريق التبرعات أطلقت جمعية البدر لمساعدة مرضى السرطان بولاية البليدة مشروعا لإنجاز أول مستشفى لعلاج الأطفال المصابين بالسرطان في الجزائر، و سيعتمد على مساعدات و تضامن المحسنين في تجسيده في سابقة تضامنية فريدة من نوعها ببلادنا. جمعية البدر حصلت منذ أسابيع على قطعة أرض تقدر مساحتها ب3 آلاف متر مربع بمحاذاة مستشفى فرانتز فانون من طرف مصالح الولاية، ستخصص لانجاز هذا المستشفى الذي سيستقبل الأطفال المصابين بالسرطان من كل جهات الوطن، خاصة وأن الجزائر تسجل سنويا حوالي 1500حالة جديدة لسرطان الأطفال، في حين لا تتوفر على مستشفيات خاصة بالأطفال لعلاجهم، حيث لا توجد سوى مصالح فقط ببعض المستشفيات تفتقد للإمكانيات ووسائل العلاج المتخصصة. حسب رئيس جمعية البدر لمساعدة مرضى السرطان بالبليدة مصطفى موسوي، فإن فكرة انجاز مستشفى لسرطان الأطفال جاءت بعد رصد الجمعية للمعاناة الكبيرة للمرضى الصغار ، فبعض المستشفيات تتوفر على مصالح فقط لعلاج الأورام السرطانية لدى الأطفال و تفتقر للإمكانيات الطبية اللازمة للعلاج، وأشار إلى أن جمعية البدر تتوفر على التجربة والخبرة في ما يتعلق بالأعمال التضامنية، حيث تمكنت بمساعدات المحسنين من انجاز دار الإحسان لإيواء مرضى السرطان التي خففت الكثير من معاناة المرضى الذين يقصدون مركز مكافحة السرطان بالبليدة للعلاج بالأشعة، و كثيرا ما كان يطرح أمامهم مشكل الإيواء، و نتيجة ذلك تخلى العديد منهم عن العلاج بسبب صعوبات توفير الإيواء، في حين مع انجاز دار الإحسان التي تتوفر على 45 سريرا ، تخلص مرضى السرطان من مشكل الإيواء والإطعام والنقل بشكل نهائي، ولهذا تسعى جمعية البدر لإعادة تطبيق هذه التجربة مع مشروع مستشفى لسرطان الأطفال، خاصة وأن انجاز دار الإحسان تم في ظرف قياسي بفضل مساعدات المحسنين و رجال الأعمال بالولاية. و يتوقع المتحدث أن تعرف انطلاقة انجاز مستشفى مرضى السرطان من فئة الأطفال إقبالا كبيرا من طرف المحسنين، ليعد بذلك أول مستشفى في الجزائر ينجز بتبرعات المحسنين، خاصة وأن جمعية البدر خلفت صورة حسنة لدى رجال الأعمال والمحسنين بصفة عامة، من خلال نموذج دار الإحسان التي توفر اليوم الإيواء والإطعام والنقل مجانا لأزيد من 40 مريض بالسرطان شهريا. وفق البطاقة التقنية لمشروع مستشفى سرطان الأطفال الذي سيشرع في انجازه السنة المقبلة بعد إطلاق حملة واسعة لجمع التبرعات، فإنه يضم مبنيين، الأول مخصص للعلاج و يتوفر على 60 سريرا، إلى جانب قاعة للجراحة، أما المبنى الثاني فيتوفر على 36 سريرا مخصصا لإقامة الأطفال المرضى مع أوليائهم، وفي نفس الوقت يتضمن مخطط مشروع المستشفى قاعات للتدريس وذلك حتى لا ينقطع الأطفال المرضى المتمدرسين عن الدراسة خلال فترة العلاج بالمستشفى، كما يتوفر على ساحات للعب و فضاءات للترفيه مخصصة لهم، و قدرت القيمة الإجمالية للمشروع ب3 ملايير دج، أما تاريخ انتهاء أشغاله و استلامه فيرتبطان بمساهمات المحسنين.