تحضر مديرية الفلاحة بولاية البليدة لإطلاق حملة تحسيسية واسعة لفائدة فلاحي الولاية لتعريفهم بالأضرار الكبيرة التي تتسبب فيها المبيدات الزراعية على صحة النحل، الأمر الذي يؤدي إلى تدني إنتاج العسل، حسبما كشف عنه مدير هذا القطاع بالنيابة، محمد محيوص. وأوضح محيوص على هامش فعاليات معرض العسل ومشتقاته، أن حجم إنتاج عسل الحمضيات بالولاية عرف هذه السنة تراجعا نوعا ما بالرغم من تسجيل هذه الشعبة (الحمضيات) ارتفاعا في حجم الإنتاج، مرجعا السبب إلى تسمم أعداد من النحل بسبب المبيدات الزراعية. ونظرا لعدم دراية العديد من الفلاحين بتأثير المبيدات أو الأسمدة الفلاحية على حياة النحل خاصة عند استعمالها بالتزامن مع موعد الإزهار، ارتأت ذات المصالح تنظيم هذه الحملات التحسيسية التي ستمس جميع المستثمرات الفلاحية المنتجة للحمضيات. وسيسعى القائمون على هذه الحملة التحسيسية على تلقين الفلاحين بعض التصرفات البسيطة التي تتيح لهم استعمال هذه المبيدات لحماية منتوجهم الفلاحي من جهة، وكذا حماية صحة النحل من جهة أخرى، على غرار تجنب استعمال هذه المبيدات إلا في حالة الضرورة وكذا إشعار النحالين المجاورين في مدة لا تقل عن 48 ساعة من موعد الرش بهدف منحهم الوقت اللازم لاتخاذ الإجراءات المناسبة لحماية خلايا النحل. من جهة أخرى، كشف رئيس الجمعية الوطنية لمهنيي تربية النحل، محمد حمزاوي، على هامش فعاليات هذا الصالون الولائي عن وضع آخر الرتوشات الخاصة بتجهيز أول مخبر مختص في مراقبة نوعية وجودة العسل على المستوى الوطني تحسبا لدخوله حيز الخدمة خلال الفترة المقبلة. ويهدف هذا المخبر الجديد، يضيف حمزاوي، إلى تطوير شعبة تربية النحل من خلال توفير منتج ذو نوعية عالية حيث سيخضع العسل المنتج قبل تسويقه إلى عدة تحاليل للتأكد من مدى جودته. وسيشرف على هذا المخبر المتواجد على مستوى مقر تعاونية تربية النحل بولاية البليدة (بلدية الشفة) والمجهز بأحدث التقنيات والمعدات الحديثة خبراء ومختصين في شعبة تربية النحل، حيث سيفتح أبوابه أمام جميع مهنيي هذا القطاع من مختلف ولايات الوطن. من جهته، دعا والي الولاية، مصطفى العياضي، لدى إشرافه على افتتاح هذا المعرض الذي يعرف مشاركة نحو 15 عارضا، إلى تنظيم مثل هذه المعارض بشكل شهري على مستوى دوائر الولاية بهدف التعريف بالمنتج المحلي ومنح الفرص للمستهلك للتعرف على مختلف أنواع العسل. كما ألح العياضي على ضرورة تكثيف الدورات التكوينية لفائدة النحالين لتطوير معارفهم في هذا المجال وكذا نقل خبراتهم إلى الشباب حفاظا على هذه الحرفة من الاندثار. ويشكل هذا المعرض، الذي ستتواصل فعالياته إلى غاية يوم 15 من الشهر الجاري، فرصة لمحبي العسل خاصة لاقتناء مختلف أنواعه بجودة عالية، حيث تتاح لهم فرصة تذوق كل نوع وكذا التعرف على فوائده العلاجية. ويتصدر عسل السدرة، حسب العارضين، قائمة أنواع العسل المطلوبة من قبل الزائرين رغم أنه يعد الأغلى ثمنا (4500 دج) يليه عسل اللباينة وكذا عسل الحمضيات الذي بلغ سعره هذه السنة 2800 دج وهذا بارتفاع طفيف مقارنة مع السنة المنصرمة (2400 دج).