مبادرات بانطلاقات محتشمة ونهايات سريعة فشلت المبادرات التي طرحتها المعارضة الجزائرية، مؤخرا، على غرار المجلس التاسيسي للويزة حنون والمرشح التوافقي لجيلالي سفيان وقبلهما الاجماع الوطني للافافاس والتغيير لنور الدين بوكروح، في تحقيق أي صدى يذكر في الساحة السياسية الوطنية سواء من جهة احزاب الموالاة وحتى لدى التشكيلات المحسوبة على المعارضة والتي ردت بالسلب على هذه المبادرات التي اتسمت، بحسب مراقبين، بالفردية والعشوائية والمصلحة الضيقة وعدم مراعاة الظروف الداخلية التي تمر بها بلادنا. ردت مختلف الفعاليات الحزبية بالسلب على دعوة الأمينة العامة لحزب العمال، لويزة حنون، لانتخاب مجلس تأسيسي يعيد تنظيم الحياة السياسية والاقتصادية في الجزائر من جديد. وخرجت بعض الدوائر الحزبية المختلفة المشارب للطعن في هذه المبادرة التي لا تعتبر بأنها فكرة جديدة، كما انها جاءت في سياق غير مناسب. وقال الأمين العام لجبهة التحرير الوطني، جمال ولد عباس، في تعليقه على مبادرة حنون، أن الدولة تسيرها مؤسساتها، وأن كل شيء يسير على ما يرام، وما من داع لاقتراح مبادرات لتغيير الوضع. بدوره، اكد نظيره في حزب التجمع الوطني الديمقراطي، احمد اويحيى، أن مبادرة زعيمة حزب العمال لا تخدم الجزائر، مبرزا ان المجلس التاسيسي عودة إلى نقطة الصفر. بدوره، أكد القيادي في حزب جيل جديد، المعارض اسماعيل سعيداني، تعليقا على ما يطرحه حزب لويزة حنون: المشكلة بيننا وبين فكرة لويزة حنون في الجهة التي دعتها إلى التعاطي مع المبادرة ، وأفاد سعيداني أن حزبه لم تصله دعوة للمشاركة في هذه المبادرة، لكن لا أعتقد أن فكرة مجلس تأسيسي صالحة في 2018 مع أنها فكرة تعود تاريخيا للأفافاس . أما مبادرة المرشح التوافقي للمعارضة التي اعلن عنها زعيم حزب جيل جديد، جيلالي سفيان، فلم تلقى بدورها أي صدى لدى قادة الاحزاب المعارضة، ومنهم من اعتبرها غير مجدية مثلما كان الحال مع رئيس حركة مجتمع السلم، عبد الرزاق مقري. وبالعودة قليلا إلى الوراء، نجد بأن الطبقة السياسية في الجزائر قد اجهضت عديد المبادرات المحسوبة على كفة احزاب المعارضة، على غرار الاجماع الوطني لجبهة القوى الاشتراكية والتي كان التجاوب معها محتشما رغم ثقل اسم الحزب، ونفس الشيئ حدث مع مبادرة التغيير التي طرحها وزير التجارة الاسبق،نور الدين بوكروح. ويشير مراقبون إلى أن طرح أكثر من مبادرة سياسية في توقيت واحد دليل على تسابق عدة أطراف في المعارضة من أجل التموقع للمرحلة المقبلة، وليس له اية علاقة بتحقيق طموحات الشعب في هذه المرحلة الحساسة التي تعيشها الجزائر بفعل الازمة المالية والحدود المشتعلة.