تستعد هيئة التشاور والمتابعة لإصدار بيان مشترك حيال مبادرة جبهة القوى الاشتراكية، ويصب موقف التنسيقية في اتجاه رفض المشاركة أو التعاطي مع ندوة الإجماع الوطني، ما قد يرهن المساعي الحالية للأفافاس في الظفر بمشاركة نوعية، خاصة من جانب أحزاب وشخصيات المعارضة، تحقق جوهر فكرة “الإجماع الوطني”. تجتمع هيئة التشاور والمتابعة، التي تضم تنسيقية الانتقال الديمقراطي وقطب التغيير وشخصيات وطنية، في لقاء سيكون على الأرجح نهاية الأسبوع القادم بمقر حركة مجتمع السلم، لبحث التطورات المتعلقة بالساحة السياسية، واتخاذ موقف مشترك من مبادرة الإجماع الوطني التي تجمع كل الفعاليات المكونة للهيئة على رفضها. وذكر جيلالي سفيان، رئيس حزب جيل جديد وعضو هيئة التنسيق والمتابعة، ل”الخبر”، أن “المعارضة ستجتمع لدراسة كيفية تفكيك قنبلة الأفافاس، بعد أن أصبحت سكينا يطعن المعارضة”، مشيرا إلى أن “هذا الموقف الموحد يأتي بعد أن أعلن الجميع مواقفهم الفردية الرافضة لهذه المبادرة”. وأبرز سفيان أن “المعارضة تريد التحرك جماعيا لتبين للرأي العام أن التوافق الذي يدعو إليه الأفافاس، هو حق يراد به باطل، لأن السلطة لا تحتاج للأفافاس إذا كانت تريد فعلا الحوار مع المعارضة، كما أن الأفالان والأرندي لا يمثلان السلطة الحقيقية”. وأشار سفيان إلى أن “المعارضة أصبحت موحدة اليوم حول أرضية مشتركة، تضم مطالب مكتوبة وواضحة، وقد أبدت استعدادها للحوار مع السلطة على ضوء تلك المطالب”، لافتا إلى أن “السلطة تحاول المناورة باستعمال مبادرة الأفافاس، حتى تضرب مصداقية المعارضة التي تتكتل في إطار هيئة التشاور والمتابعة المنبثقة عن ندوة مزافران”. وسبق لتنسيقية الانتقال الديمقراطي أن حذرت من أن “النظام السياسي، وبعد فشله في جولة المشاورات المزعومة حول الدستور التي لم تعرف نتائجها إلى اليوم، ما يزال يسعى بطرق ملتوية لجر الطبقة السياسية الواعية إلى مشاورات جديدة غير مجدية”، في إشارة إلى مشاورات الأفافاس، لكنها لم تذكرها بالاسم. وتوحي هذه المعطيات بأن الأفافاس، الذي ينوي عقد ندوة الإجماع الوطني قبل نهاية السنة، مقبل على مواجهة مأزق حقيقي يتمثل في رفض الجزء الغالب من المعارضة الموجودة على الساحة، ممثلة في التنسيقية وقطب بن فليس، للمبادرة التي يطرحها، ليس فقط لأسباب موضوعية وشكلية تتعلق بها، ولكن الأفافاس الذي يمثل أقدم حزب معارض في الجزائر، وجد نفسه محل اتهام بالتواطؤ مع السلطة لضرب المعارضة الجادة كما تسمي نفسها من خلال هذه “المبادرة - الصفقة”. وأمام إصرار الأفافاس على إكمال المسعى الذي بدأه، باستمراره في مسار المشاورات، تبرز أسئلة عن شكل الإجماع الوطني الذي ستأخذه الندوة، وما سيترتب عنها من نتائج، في حال كان حزب الدا الحسين الطرف المعارض الوحيد فيها، في مقابل الأحزاب الأخرى المتحمسة للفكرة على الضفة الأخرى، خاصة الأفالان والأرندي وبقية أذرع السلطة الحزبية.