عقد وفد عن جبهة القوى الاشتراكية، أمس، لقاء مع قيادة حزب العمال لعرض مبادرة الإجماع الوطني التي يطرحها الأفافاس كمشروع للتوافق بين السلطة والمعارضة. وتضمن وفد الأفافاس، السكرتير الأول للحزب محمد نبو، إلى جانب عضو الهيئة الرئاسية علي العسكري، وشخصيات من الحزب. وتسعى قيادة الأفافاس من خلال هذا اللقاء، إلى إقناع لويزة حنون بالمشاركة في ندوة الإجماع الوطني والاستماع إلى رأيها حول الأفكار التي يطرحها حزب “الدا حسين”. وتاريخيا، يرجع اللقاء الأبرز الذي جمع الحزبين إلى أواخر سنة 1994 في سانتيجديو بروما الإيطالية، في إطار مشروع العقد الوطني الذي ضم عدة أحزاب بعد الأزمة السياسية التي خلفها إلغاء المسار الانتخابي. ولما سئلت لويزة حنون عن موقفها من تنسيقية الانتقال الديمقراطي، في إحدى ندواتها الصحفية الأخيرة، رفضت التعليق على نشاطها، بما يوحي بخلافها مع أصحاب هذا المشروع، بينما أبدت استعدادها للاستماع إلى مبادرة الإجماع الوطني التي تطرحها جبهة القوى الاشتراكية، وقالت إنها تنتظر معرفة فحواها للتعليق عليها. ولم تتسرب أي معلومات عما دار بين وفد قيادتي العمال والأفافاس الذي جرى، أمس، بمقر حزب العمال. ويأتي لقاء الأفافاس مع حزب العمال بعد سلسلة المشاورات الأخيرة التي بدأها الحزب، بلقاء مع جبهة التحرير الوطني، أسفر عن تطابق في وجهات النظر بين الحزبين حيال الخطر الذي يتهدد حدود الجزائر، وتوضيح الأفالان أنه يضع شرعية الرئيس بوتفليقة فوق أي مساءلة كشرط لحضور ندوة الإجماع الوطني. وتلا هذا اللقاء للأفافاس لقاءات جمعته برئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري، ورئيس الحكومة سابق مولود حمروش، وكذلك لقاء مع التجمع الوطني الديمقراطي. لكن بيانا أخيرا لتنسيقية الانتقال الديمقراطي، طعن ضمنيا في مبادرة الأفافاس، واعتبرها مناورات يسعى النظام لفرضها عبر “مشاورات مزعومة” بعد فشل مشروع الدستور التوافقي. وفي إطار المشاورات التي يجريها الأفافاس، أوضح الحزب في بيان له، أمس، أنه سيلتقي اليوم كلا من حزب الحركة الشعبية الجزائرية الذي يقوده عمارة بن يونس وحزب جبهة التغيير الذي يرأسه عبد المجيد مناصرة، في حين سيلتقي غدا بحزب جبهة المستقبل الذي يقوده المرشح الرئاسي السابق عبد العزيز بلعيد. وتضم قائمة اللقاءات ليوم الخميس، المجلس الوطني المستقل لأساتذة التعليم الثانوي والتقني “كناباست”، وكذا الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان. أما الجمعة، فسيلتقي الأفافاس بالاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين “إينباف”، وبعده يوم السبت، النقابة الوطنية المستقلة لمستخدمي الإدارة “سناباب”.