شرعت الوكالات المعتمدة لبيع السيارات في الجزائر في تخفيض اسعار المركبات بالموازاة مع الحملة التي يقودها رواد مواقع التواصل الاجتماعي و منظمات حماية المستهلك لمقاطعة شراء السيارات المركبة محليا،بعد الوثيقة الرسمية التي كشفت عنها الحكومة و التي أكدت وجود فجوة كبيرة بين اسعار المركبات حين خروجها من المصانع الجزائرية و قيمة بيعها في الاسواق و التي وصلت لمبالغ خيالية . و في السياق خفضت وكالة سوفاك المصنعة للعلامة الالمانية فولكسفاغن و علامات اخرى من أسعار عدد من مركباتها على غرار فولكسفاغن كادي التي تراجعت من 450 مليون سنتيم إلى 390 مليون بحسب ما علمته السياسي من مصادر مسؤولة ،إضافة إلى علامات أخرى تراجعت بمبالغ تفوق 20 مليون سنتيم . و بحسب نفس المصادر فقد عمدت وكالة سوفاك إلى عقلنة اسعار مركباتها للتماشي مع معطيات السوق الجزائرية التي شهدت خلال الاسابيع الاخيرة حركة جمود في البيع بسبب حملات المقاطعة التي اطلقها ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي. و استحسن زبائن سوفاك الاسعار الجديدة للوكالة ، كما اثنوا على الخرجة الحكومية الاخيرة بتحديد اسعار السيارات المركبة في الجزائر،مطالبين المصالح الوزارية المعنية بالعمل على مراقبة الاسعار المطبقة من طرف المتعاملين بغية وضع حد للارتفاع الجنوني لاسعار السيارات في الجزائر و الذي تجاوز 30 بالمائة منذ اقرار نظام رخص الاستيراد، كما عبر آخرون في حديث مع السياسي عن تفاؤلهم خيرا بالاجراءات الجديدة و الاسعار التي تم الاعلان عنها . و ازدادت حدة أزمة البيع بالنسبة للوكلاء المعتمدين بعدما اظهرت قائمة رسمية نشرتها وزارة الصناعة مؤخرا والتي تخص أسعار السيارات المنتجة محليا عند خروجها من المصنع لعلامات "رونو" و "هيونداي"، "فولكسفاغن" و "كيا"، تباينا كبيرا بين كلفة الإنتاج في المصنع وأسعار البيع النهائي، حيث تراوحت الزيادات ما بين30 إلى 60 مليون سنتيم لبعض السيارات التي توصف بالفخمة، و هو ما خلف ضغطا كبيرا على عدد من المتعاملين. بالمقابل أظهرت القائمة أن الاسعار التي اعتمدها مصنع هيونداي لرجل الاعمال محي الدين طحكوت كانت الاقرب لاسعار وزارة الصناعة الامر الذي خلف ارتياحا كبيرا لدى زبائن العلامة الكورية الجنوبية في الجزائر،عكس العلامات الاخرى التي لا مناص لها غير خفض الاسعار في قادم الاسابيع إذا ارادت استرجاع ثقة الجزائريين ،علما بان خبراء من بينهم يوسف نباش رئيس جمعية وكلاء السيارات المتعددة العلامات قد اكد في تصريح سابق ل السياسي إن قرار نشر الاسعار ايجابي جدا و لو ان الاسعار التي نشرت غير موجهة للاستهلاك ، و اضاف في السياق : وزارة الصناعة تفطنت للتلاعبات التي تحصل في اسعار المركبات و عمدت للضغط على الوكلاء لتخفيض أسعارهم و اقر ذات الخبير في قطاع السيارات أن ضغط الشارع و الصحافة و حملات المقاطعة لعبت دورا كبيرا في لجوء الحكومة لمثل هذه الخطوة ، و حول توقعاته لمنحى سوق السيارات بعد صدور هذه الوثيقة الحكومية ، قال محدثنا شيئ اكيد ان اسعار السيارات ستنهار و ترجع لطبيعتها بعد أن عرف الجزائريون هامش ربح المصنعين المحليين ، فهم لا يستطيعون بعد الآن الحصول على ارباح خيالية و لا مفر امامهم من خفض اسعار مركباتهم في قادم الاسابيع .